בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו
ﺑﻌﺪ ا ﻟﻠﻤﻌﺎﺷﺮة اﻟﺰوﺟﯿﺔ، وﻻ ً ﺣﻼﻻ ً إﻃﺎرا ً ﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻌﯿﺶ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﺰواج أﯾﻀﺎ أﻧﻜﺮ أﻧﻨﻲ ﻛﻤﻌﺎق ﻟﻲ ﻧﻔﺲ اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺠﻨﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻶﺧﺮﯾﻦ، واﺣﺘﺎج اﻟﺤﻨﺎن واﻟﺤﺐ اﻷﻧﺜﻮي ﻣﺜﻞ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي إﻧﺴﺎن آﺧﺮ، وﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺎ زاد ﻋﻤﺮي وﻧﻀﺠﻲ ووﻋﯿﻲ، زاد ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ إدراﻛﻲ ﺑﻮاﻗﻌﻲ وﺑﻘﺪراﺗﻲ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ ﻏﯿﺮ اﻟ ﺜﺎﺑﺘﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮء ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﺑﻤﺮور اﻟﺴﻨﯿﻦ، ﻓﺎﻵﻻم ﺗﻐﺰو ﺟﺴﺪي ﻏﯿﺮ آﺑﮭﺔ ﺑﺎﺑﺘﻼﺋﻲ و و، ﺷﻘﺎﺋﻲ أوﻟﻮﯾﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻲ واﻟﻮﻗﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺪھﻮرھﺎ، واﻟﻌﻤﻞ ْ أﺻﺒﺤﺖ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻤﻲ إﻟﯿﮭﺎ، وﺣﻘﯿﻘﺔ ﺑﻌﻤﻖ ُ ﻓﻜﺮت وﺑﺘﺮوﱟ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻔﺘﺮات ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻟﺰواج ْ ، ﻟﻜﻦ وﺑﻌﺪ أن ً ﻋﻠﻲ ﻓﻜﺮة اﻟﻔﺤﺺ اﻟﻤﺒﻜﺮ أﯾﻀﺎ ْ وﻃﺮﺣﺖ ً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﺎﺣﺼﺎ ُ ﻏﺼﺖ ﺑﻜﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺔ وﺟﺪﯾﺔ و ً وﻣﻤﺤﺼﺎ ُ أﺧﺬت ُ ﺑﺎﻟﺤﺴﺒﺎن ﺟﻤﯿﻊ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت واﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ وﻛﺄﻧﻲ ﻋﺒﺮت ُ اﻟﺠﺴﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﯿﮫ، ﺗﻮﺻﻠﺖ ﻟﮭﺬا اﻟﻘ ﺮار اﻟﺼﻌﺐ واﻟﻤﺼﯿﺮي اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺨﺘﺼﺮ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻵﻻم واﻷﺣﺰان واﻟﻘﻠﻖ ﻟﻜﻞ اﻷﻃﺮاف وﺧﺎﺻﺔ ﻟ ً أن ﻋﺐء ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﺛﻘﯿﻼ ُ ﻤﺤﺪﺛﻜﻢ، ﻓﻘﺪ وﺟﺪت ﻻ ﯾﺤﺘﻤ ﻠﮫ اﻵﺧﺮون وﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ اﺣﺪ ﻛﻤﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ أﺑﻨﺎء أﺳﺮﺗﻲ دون ﺗﺄﻓﻒ وﺷﻜﻮى، ﻛﻤﺎ وﻟﻜﻮﻧﻲ أﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺎﺳﯿﺔ اﻟﺰاﺋﺪة واﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺄي ﻛﻠﻤﺔ أو ﻧﻈﺮة أو زﻓﺮة ﺷﻘﺎء وﻻ اﻗﺒﻞ أن أﻛﻮن ﻣﺼﺪر ً داﺋﻤ ا ً ﺎ ﻟﻠﻌﻨﺎء واﻟﺘﻌﺎﺳﺔ
ﻷي إﻧﺴﺎن، وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺧﻄﻮت ﺧﻄﻮة ﺗﺠﺎه اﻟﺰواج ﻓﻼ أرﺿﻰ أن ﯾﻜﻮن اﻟﺰواج ﻋﻨﻮة أو ﻻﻧﻌﺪام اﻟﺒﺪﯾﻞ ﻛﻤﺎ ﻧﺮاه ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت، واﻟﺠﺪﯾﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ، واﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻗﻮل ﺷﮭﯿﺪ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﻗﻢ ﺑﺤﯿﺎﺗﻲ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪم ﻟﺨﻄﺒﺔ إﺣﺪى ً اﻟﻔﺘﯿﺎت ﻣﻄﻠﻘﺎ !!
ّ ﻤﺎ اﺧﺘﺮت ﻣﻦ ﻧﮭﺞ ﻟﺤﯿﺎﺗﻲ، وأدرك أن ِ أﺗﻠﻘﻰ اﻟﻤﻼﻣﺎت وﻋﺪم اﻟﺮﺿﺎ ﻟ ھﻨﺎﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﻲ وﻣﺒﺎدﺋﻲ اﻟﺪاﻋﻤﺔ واﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻖ اﻟﻤﻌﺎق ﻓﻲ اﻟﺰواج وﺗﺸﻜﯿﻞ أﺳﺮة،
ُ وﻣﺎ زﻟﺖ
اﻻدﻋﺎء اﻟﻘﺎﺋﻞ أﻧﻨﻲ أﻧﺎﻗ
ﺾ
وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أﻋﺰف واﻣﺘﻨﻊ ﻋﻨﮫ !! وﯾﻀﺎ
ْ ف إﻟﻰ ھﺬه اﻟﻤﻼﻣﺎت ﻣﺎ أﺷﺎدت ﺑﮫ إﺣﺪى اﻟﺰﻣﯿﻼت اﻟﺘﻲ واﻛﺒﺖ ْ ﻣﺴﯿﺮﺗﻲ وأﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدﺋﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ أﻗﺴﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ دون ﺳﺒﺐ ﻣﻘﻨﻊ ﻛﻤﺎ وأﺿﺎﻓﺖ ﺑﻨﺒﺮة اﺳﺘﻔﺰازﯾﺔ ﻋﻠﮭﺎ ﺗﻘﻮدﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺘﺮاﺟﻊ واﻻﻧﺴﺤﺎب ﻋﻤﺎ أﻧﺎ ﺑﮫ ﻣﻦ رؤﯾﺔ وﻧﮭﺞ، أﻧﻨﻲ أﺧﺎف اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ واﻟﺘﺠﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﻧﻤﻂ ﺣﯿﺎﺗﻲ، ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯿﮫ أو ﻞ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺮ واﻟﺬي اﻋﺘﺪت ﻋﻠﻰ ﻇﺮوﻓﮫ وﻗﺴﻮﺗﮫ واﺗﺒﻌﺖ أﺳﺎﻟﯿﺐ ّ ، إذ أﻓﻀ ً وﻣﺼﯿﺮﯾﺎ ً ﺟﻮھﺮﯾﺎ ً أﻣﺮا وآﻟﯿﺎت ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮫ واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺮاﻗﯿﻠﮫ، وﻟﻠﺨﻮف اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻣﻦ واﻗﻊ ﺟﺪﯾﺪ اﺟﮭﻞ ﻣﻼﻣﺤﮫ وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺗﻔﺎﺻﯿﻠﮫ أﺷﺪ ﻣﺮارة وﻗﺴﻮة . ﺣﻘﯿﻘﺔ أﻋﻲ و أ ﻗﺪر ھﺬه اﻟﺰﻣﯿ ﻠﺔ ﻻھﺘﻤﺎﻣﮭﺎ وﻗﻠﻘﮭﺎ واﺳﺘﯿﻌﺎﺑﮭﺎ ﻟﻤﺎ أﻧﺎ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺷﺠﻮن وﺻﺮاﻋﺎت، وﻻ ﺷﻚ أن ﻓﻲ ھﺰ ْ وﯾﺼﻞ إﻟﯿﮫ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮب ﻣﻦ وﺟﺪاﻧﻲ وﻛﯿﺎﻧﻲ وﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ً ﻣﻦ ادﻋﺎء ھﺬه اﻟﺰﻣﯿﻠﺔ ﻛﺎن ﻣﻨﻄﻘﯿﺎ ً ﺑﻌﻀﺎ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺑﻘﺪر ﻛﺒﯿﺮ، وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ إﻧﻨﻲ اﻧﻈﺮ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ﻧﻈﺮة واﺳﻌﺔ وﺑﯿﻦ ﺛﻨﺎﯾﺎه اﻟﻜ ﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﯾﺠﮭﻠﮭﺎ اﻵﺧﺮو ن وأﻋﻲ اﻟﻌﻮاﻗﺐ ﻻﺧﺘﯿﺎر اﺗﺨﺬﺗﮫ ﺑﻜﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺔ ووﻓﻖ ﻇﺮوف ﺣﺎﻟﯿﺔ ﻗﺎھﺮة ﻟﯿﺲ ﻟﻲ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺳﻠﻄﺔ وﻻ ﻏﻠﺒﺔ . ّ ﻛﻤﺎ وأﻧﺎ ﻻ أﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺨﻮف أو ﺗﻮﺟﺲ وﻛﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻮع أن ھﺬا اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﻗﺪ ﻻ ﯾﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺧﺼﺎل ﻧﻔﺴﯿﺘﻲ وﺷﺨﺼﯿﺘﻲ وﻣﺠﺮﯾﺎت ﺣﯿﺎﺗﻲ وﻇﺮوﻓﮭﺎ .
ﺷﻤﻮﻟﯿﺔ
111
Made with FlippingBook