בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו
رﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻜﻞ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ
ّ أﺧﺎﻃﺐ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن اﺧﺘﺎره اﷲ ﻋﺰ ّ ﻟﯿﺤﻤﻞ أﻣﺎﻧﺔ ﻏﺎﻟﯿﺔ، أﺧﺎﻃﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻧﻲ وﺗﺄوه وﺻﻤﺪ وﺻﺒﺮ، أﺧﺎﻃﺐ ﻛﻞ ﺷﺮﯾﻚ ﻓﻲ اﻷ ﻟﻢ واﻵھﺎت، أﺧﺎﻃﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻷﻣﻞ، إﻟﻰ ﻛ ﻞ ﻓﺮد ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻷﻋﺰاء . إﻧﻲ ّ أﻋﺘﺮف أن اﻟﺒﺸﺮ َ ﻦ ِ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻣ ْ ﻦ َ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﺜﻘﻞ ﺑﺎﻷﺣﺰان وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﯿﺲ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻣ !! وأﺻﺎﺑﻨﻲ اﻹﻧﮭﺎك واﻟﺘﻌﺐ وﻟﻜﻦﱠ اﻟ ﻤﺘﻌﺒﯿﻦ ﻓﻲ اﻷرض ﻛﺜﯿﺮون !! وﻣﺎ ﯾﺨﻔﻒ ﻣﻦ أﺣﺰاﻧﻲ وﯾﻌﯿﺪ ﻟﻲ ھﻤﺘﻲ ھﻮ ﺣﻤ ا ﺪي ً ﷲ داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﮫ ﻓﻘﺪ اﺑﺘﻼﻧﺎ ﻟﻨﻌﺘﺒﺮ وﻧﺤﺘﺴﺐ وﻟﯿﺨﺘﺒﺮ ﻗ ﻮاﻧﺎ وﺛﺒﺎﺗﻨﺎ، ﻛﻤﺎ ﻣﻨﺤﻨﺎ وﻋﻮﺿﻨﺎ ﻃﺎﻗﺎت ﺧﻔﯿﺔ وﻛﺎﻣﻨﺔ وﺟﺐ ﺗﺤﺮﯾﻜﮭﺎ واﺳﺘﻐﻼﻟﮭﺎ واﺳﺘﺨﺮاج ﺛﻤﺎرھﺎ وﻧﺘﺎﺋﺠﮭﺎ وﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﯾﻂ . ﮭﺎﺑ ﻓﮭﻠﻢ ﺑﻨﺎ ﻟﻨﻜﻮن ﻓﺌﺔ ﻧﺎﺷﻄﺔ ﻮﻟﺔ وﻣﺴﺌ وﺳﻂ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة، وﺷﺮﯾﺤﺔ ﻣﺜﺎﺑﺮة ﻛﺎﻟﻨﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻌﺪ اﻟﺸﺠﺮة وﺗﺴﻘﻂ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮه ﺛﻢ ﺗﻌﻮد وﺗﺼﻌﺪ ﺛﺎﻧﯿﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺄرﺑﮭﺎ دون ﯾﺄس أو ﻣﻠﻞ . ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎر اﻟﺤﯿﺎة، ﻧﺴﯿﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎر ﺗﺘﺨﻠﻠﮫ وﺗﻌﯿﻘﮫ اﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻟﻌﺪﯾﺪة، ﻧﺘﺠﮫ ﻧﺤﻮ ُ إﻧﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ أھﺪاف ﻣﺘﻌﺪدة، ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻟﺒﻌ ﻀﻨﺎ وواﺿﺤﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻨﺎ ، وﻟﻜﻦ ﺟﻤﯿﻌﮭﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺧﺘﯿﺎر ﻣﺴ وﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ً ﺒﻘﺎ ﻣﻨﺎ اﻻﺟﺘﮭﺎد ﻟﯿﺤﺴﻦ اﻻﺧﺘﯿﺎر واﻧﺘﻘﺎء اﻟﺘﺬﻛﺮة اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ھﺪﻓﮫ اﻟﻤﻨﺸﻮد . واﻟﻘﻄﺎر ﯾﺴﯿﺮ ﻏﯿﺮ آﺑﮫ ﺑﺘﻔﺎﺻﯿﻞ وﻇﺮوف ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﮫ وﯾﻘﻒ ﺑﺎﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ واﻟﻤﺤﺪدة، ﻓﮭﻨﺎﻟﻚ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﻜﺂﺑﺔ واﻻﻧﻌﺰال وھﻨﺎﻟﻚ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺘﺼﻤﯿﻢ واﻟﻌﺰﯾﻤﺔ وھﻨﺎﻟﻚ وھﻨﺎﻟﻚ وھﻨﺎﻟﻚ ... ﻓﺎﻟﺨﯿﺎر ﺑﺄﯾﺪﯾﻨﺎ ﻻﺧﺘﯿﺎر أﻓﻀﻞ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻻﻧﺠﺎزات واﻟﻨﺠﺎح، واﻟﺨﯿﺎر ﺑﺄﯾﺪﯾﻨﺎ ﻟﻠﻌﯿﺶ ﻓﻲ واﻗﻊ أﺟﻮاؤه ﻣﺴﺘﻘﺮة وﻣﻄﻤﺌﻨﺔ، واﻟﺨﯿﺎر ﺑﺄﯾﺪﯾﻨﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺟﺎدة اﻟﺼﻮاب وﺗﺼﺤﯿﺢ اﻷﺧﻄﺎء ، وﻣﺎ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺳﻮى اﻹﯾﻤﺎن ﺑﺎﷲ اﻟﺘﻮﻛﻞ و ﻋﻠﯿﮫ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻟﯿﻔﺘﺢ أﺑﺼﺎرﻧﺎ وﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﯾﺠﻌﻠﻨﺎ أﻗﻮى ﻣﻦ ھﻤﻮم وأﺣﺰان ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ . ّ أن ً أﻋﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺒﺎت واﻟﺘﺤﺪﯾﺎت وأﺟﺴﺎدﻧﺎ ﻣﻨﮭﻜﺔ ﻣﻦ اﻵﻻم واﻟﻤﻌﺎﻧﺎة وﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻠﯿﺌﺔ ﺑﺎﻷﺳﻘﺎم و اﻟﺠﺮاح، وأﺣﯿﺎﻧﺎ ﻧﻔﻘﺪ اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﺗﺰان ﺗﻔﻜﯿﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺷﺪة وﻗﻊ وﺗﺄﺛﯿﺮ اﻵﻻم، وﻟﻜﻦ اﻷھﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ أﻧﻨﺎ ﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎ ة وﯾﻨﺘﻈﺮﻧﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﻣﺎﻣﻨﺎ، وﻣﺎ زال اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﯾﺒﺸﺮﻧﺎ ﺑﺤﯿﺎة أﻓﻀﻞ، وﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺤﺮص ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ ﺷﻌﺎع اﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻨﻔﻖ ﯾﺘﻔﻖ ﻣﻌﻲ ﺑﻀﺮورة اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺤﯿﺎة واﺧﺘﯿﺎر اﻻﻧﺪﻣﺎج واﻹﻧﺘﺎج ﻛﻤﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ وﺣﯿﺎة اﻟﺒﺆس واﻟﺸﻘﺎء . ﻓﺎﺳﺘﯿﻘﻆ أﺧﻲ اﻟﻐﺎﻓﻞ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺗﻚ وأﯾﻘﻆ ﺑﺪورك ﻋﻘﻠﻚ ﻟﺘﺨﺘﺎر أﻓﻀﻞ اﻟﺴﺒﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﻻ ﺗﻨﻜﺴﺮ أﻣﺎم ﻋﻮاﺻﻒ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺎﺗﯿﺔ، واﻓﺘﺢ ﻗﻠﺒﻚ ﻟﺘﻤﻸ ِ ، واﺧﻠﻊ ﻟﺒﺎس اﻟﺸﻘﺎء واﻟﻜﺂﺑﺔ واﻣﺘﻂ ً ﺣﯿﺎﺗﻚ ﻣﺤﺒﺔ وﺗﺴﺎﻣﺤﺎ ﺟﻮاد اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻨﺸﺎط ﻟﺘﻨﻀﻢ إﻟﻰ ﻗﺎﻓﻠﺔ اﻟﻤﺠﺪ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﻚ إﻟﯿﮭﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻨﺎ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﻌﺒﺎﻗﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﺼﻮر، ّ واﻋﻠﻢ أن اﻟﺤﯿﺎة ﻣﻠﯿﺌﺔ ﺑﺎﻟﮭﻤﻮم واﻷﺣﺰان واﻟﻀﻐﻮط وﻟﯿﺴﺖ ﻣﺜﺎﻟﯿﺔ أو ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻨﺪ اﺣﺪ، ﻓﻤﻦ ﯾﻤﻠﻚ اﻟﻤﺎل ﻗﺪ ﻻ ﯾﻤﻠﻚ اﻷﻣﻦ واﻟﺮاﺣﺔ، وﻣﻦ ﻟﺪﯾﮫ أﺳﺮة ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻟﯿﺲ ﻟﺪﯾﮫ ﻋﻤﻞ، واﻷﺳﺪ ﻻ
وﺟﻞ
115
Made with FlippingBook