בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ أﺳﻌﺪ اﻟﻔﺘﺮات ُ اﻟﺘﻲ ﻣﺮرت ﺑﮭﺎ، ﺣﯿﻨﮭﺎ ُ ﻛﻨﺖ ُ ﻗﺪ ﻃﻮﯾﺖ ُ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻹﻋﺪادﯾﺔ وﺗﺮﻓﻌﺖ ﻟ ﻠﺼﻒ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ، و ُ ﻛﻨﺖ أول ﻣﻌﺎق ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﺔ ﻛﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ ﻛﮭﺬه ﻓﻲ ﺑﻠﺪي، و ھﺬه اﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﺰودة ﺑﻨﻈﺎم ﻛﮭﺮﺑﺎﺋﻲ ﻛﺎﻣﻞ وﺑﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﮫ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ ﻣﺘﻨﺎ ھﯿﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻘﻮد ﺧﺎص و ّ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺼﻨﯿﻌﮭﺎ ﺼﯿ ﺧﺼ ً ﺎ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎل ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن اﻟﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺪام، ﺗﻨﻘﻠ و ُ ﺖ ﺑﻮاﺳﻄﺘﮭﺎ داﺧﻞ
وﺧﺎرج اﻟﻤﻨﺰل ﺑﺤﺮﯾﺔ و ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة وﻣﺮاﻓﻘﺔ اﻵﺧﺮﯾﻦ . ُ ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻷوﻟﻰ ﻹﺣﻀﺎر اﻟﻌﺮﺑﺔ ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺮﯾﺤﺔ، و ُ
ﺑﺘﻮﺗﺮ وﺗﺮﻗﺐ ﺷﺪﯾﺪ
ﯾﻦ
ﺷﻌﺮت
و ً ﻣﺮﺗﺒﻜﺎ اذ ﺣﺴﺎﺳﯿﺔ زاﺋﺪة ﻟﻔﻜﺮة ﺟﻠﻮﺳﻲ ﻋﻠﻰ
ُ ، ﻓﻤﺎ زﻟﺖ
ﻟﺘﻌﻠﯿﻘﺎت وﺗﻌﻘﯿﺒﺎت أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ ﺑﻲ ﻋﺮﺑﺔ اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻛﻤﻦ ﻟﻢ ﯾﻌﺘﺮف ﺑﻌﺪ ﺑﺼﻮرة ﻛ ْ ﺳﯿﻄﺮة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺮﯾﺎت ﺣﯿﺎﺗﻲ وﺣﺎﻟﺖ ﺧﺒﺮﺗﻲ اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﺗﻌﺎﻣﻠﻲ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ . ﺑ ﺄﻧﻨﻲ ُ ﺗﺠﺎوزت اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮاء ﺑﺈﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮﺻ ﻟﻘﻀﯿ ﺔ
وﺑﺪأ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﯾﺨﺎﻟﺞ ﻋﻘﻠﻲ
وﻣﻘﻨﻌﺔ ﺑﻮاﻗﻊ ﮫ، ﺘ إﻋﺎﻗ
ﺎﻣﻠﺔ
ﺔ اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﺘﻘﺒﻞ اﻟﺬاﺗﻲ ﺑﺎ ﻹﻋﺎﻗﺔ أن ﺗﺴﯿﻄﺮ
ﻓﻲ أﺳﻤﺎء اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﻨﺎء ً دون ﺗﺤﻠﯿﻘﻲ ﻣﺒﻜﺮا وزﯾﺎدة
و ﺑﻌﺪ ﺗﻐﯿﺮ أﻣﻮر ﺟﻮھﺮﯾﺔ ﻓﻲ واﻗﻌﻲ وﺣﯿﺎﺗﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺳﯿﻊ آﻓﺎق اﻟﻌﻘﻞ وﻣﺪارﻛﮫ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺑﺔ
اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ، ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟ ﺠﺮد اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت واﺳﺘﺨﻼص اﻟﻌﺒﺮ واﻟﺪروس و ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺳﻠﻢ اﻷوﻟﻮﯾﺎت واﻟﺸﺮوع ﺑﺈﺟﺮاءات ﺣﯿﻮﯾﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺴﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﯿﻦ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ وﺗﺠﺎھﻞ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﺸﻌﻮرﯾﺔ وﺗﻜﺴﯿﺮ أﻏﻼل اﻟﺨﺠﻞ واﻟﻨﻘﺺ . واﻟﻌﺠﺰ
ْ اﻹﻋﺎﻗﺔ أن
ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠ يذ ﻤﺮء
ُ
ﻧﻔﺴﻲ أﻧﻨﻲ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻣﻔﺘ ﺮق ﻃﺮق ھﺎم وﻣﺮﻛﺰي
ُ
وﻓﻜﺮت
وﺧﻠﺖ
اﻹﻋﺎﻗﺔ
ﯾﻜﻮن ذ
ٍ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﺴﺎو ﻟﺴﻠﯿﻤﻲ اﻟﺠﺴﺪ دون ْ
ﻣﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺗﻘﺒﻞ إﻋﺎﻗﺘﮫ و ﺘﮫ ﻣﻌﺎﻣﻠ
ﯾﻄﻠﺐ
ي
أن
وﯾﻨﺘﻈﺮ
أﻧﻌﻢ ﷲ اﻟﺬي
ً
ّ وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺬات ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻧﻤﻮ ﻋﻘﻠﻲ ﻻ ﺑﺄس ﺑﮫ
ﻧﻔﺴﮫ ﻗﺪ ﺗﻘﺒﻠﮭﺎ واﻋﺘﺮف ﺑﮭﺎ !!!
وﺣﻤﺪا
و ﻋﻠﻲ أﻟﮭﻤﻨﻲ وأرﺷﺪﻧﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺪرب واﻻﺗﺠﺎه اﻟﺴﻠﯿﻢ درب اﻹرادة اﻟﺼﻠﺒﺔ واﻟﻤﺜﺎﺑﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﮭﻤﺎ أﺳﺘﻄﯿﻊ ﻛﺴﺮ اﻟﺤﻮاﺟﺰ وﻧﺴﯿﺎن اﻷﺣﺰان واﻵﻻم وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷﺣﻼم و ﺗﺨﻄﻲ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت واﻟﻤﺸﻜﻼت ، ُ
واﺧﺘﯿﺎر
وأﯾﻘﻨﺖ
ً وﺳﻠﺴﺎ وﻗﺪ ﯾﺴﺘﻤﺮ ﻓﺘﺮات ﻃﻮﯾﻠﺔ وﻋﺼﯿ ﺒﺔ ﻻ ﺗﻄﺎق ﻻ وﻟﻜﻦ
ً اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻣﻊ اﻹﻋﺎﻗﺔ وﻇﺮوﻓﮭﺎ ﻟﻦ ﯾﻜﻮن ﺳﮭﻼ
ّ
أن
اﻟﺪﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺮوق ﻛﻞ ﻣﺮة
ُ
اﻟﻤﺜﺎﺑﺮة
ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺴﺘﺤﯿﻞ أﻣﺎم إرادة اﻹﻧﺴﺎن، ﻓﺎﻹرادة ﺗﺸﺤﻦ اﻟﻘﻠﻮب ﺑ
وﺗﺪب
ﻄﺎﻗﺎت
ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ُ ووﺻﻠﺖ ّ ﻟﻘﻨﺎﻋﺔ أن اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻨﻔﺴﮫ ﻓﻘﻂ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺴﻌﺎدة ﻟﻨﻔﺴﮫ، واﻷوﻗﺎت اﻟﺴﻌﯿﺪة ھﻲ اﻵﻣﺎل اﻟﺬي ﯾﺤﯿﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ أ ﺟﻠﮭﺎ، ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪة ا ﻟﺨﺠﻞ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ وﻣﻦ ﻗﻀﺎء اﷲ، و ّ اﻟﺠﺪﯾﺮ ذﻛﺮه أن ﺧﯿﺎر اﻻﻧﻄﻮاء ﻓﻲ رﻛﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ ، ً ﺗﻌﯿﺴﺎ ً وﻣﮭﻤﻮﻣﺎ ، ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﺿﻤﻦ اﻟﺨﯿﺎرات اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ أﻣﺎم ﻋﯿﻨﻲﱠ . و ّ ﺣﻞ ُ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم اﻟﺬي ﺧﺮﺟﺖ ﻓﯿﮫ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻌﺮﺑﺔ اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪرﺳﺔ، و ﺣﯿﻨﮭﺎ ً ﻛﻨﺖ ﻗﻠﻘﺎ ... ً ﻣﻀﻄﺮﺑﺎ .. واﺟﺘﺎﺣﺘﻨﻲ أﺣﺎﺳ ﯿﺲ وﻣﺨﺎوف ، ﻓﺎﺧﺘﻠﻂ اﻟﻘﻠﻖ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ ... وﻏﺰﺗﻨﻲ أﻓﻜﺎر و ﺗﺴﺎؤﻻت ... ﻋﺪﯾﺪة ﻛﯿﻒ ﺳﺘﻜﻮن ردة ﻓﻌﻞ ا ﻟﻄﻼب واﻵﺧﺮ ﯾﻦ؟ وھﻞ ﻗﺒﻮﻟﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﺔ ھ ﻮ اﻋﺘﺮاﻓﻲ ﺑﻨﮭﺎﯾﺔ أﺣﻼم اﻟﺸﻔﺎء واﻟﻤﻌﺎﻓﺎة؟؟ و ﻣﺎ ﺟﺪوى ﺣﺰن واﻛﺘﺌﺎب وﻋﺰﻟﺔ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻤﺮﯾﺮ و ، ُ ﻣﺎذا ﺟﻨﯿﺖ ﻣﻦ ذﻟﻚ؟ أﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﯿﺮة ﺗﺪ ور ﻓﻲ رأﺳﻲ وﻻ أﺟﺪ ﻟﮭﺎ ﺟﻮاﺑ ً ﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺗﻮارد ھﺎ وﺻﺮاع ھﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻇﮭﻮر ﻧﻤﻂ
38
Made with FlippingBook