בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו
اﺳﺘﻨﺸﻖ دﺧﺎن اﻟﺤﺮﯾﻖ ﻣﻤﺎ
ُ
ُ ، وﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺣﯿﻨﮭﺎ ﺻﺎﺋﻤ ً ﺎ
ً اﻟﻌﺮﺑﺔ أﯾﻀﺎ
ﺣﺘﻰ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﻠﻲ، وﺣﻤﻞ آﺧﺮون
وﺑﺪأت
اﻟﻮﻋﻲ ﻟﺬا ﻠﻮا ﻟﻲ ﻏﺴ
ُ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﺲ، وﻋﻨﺪ وﺻﻮﻟﻲ ﻟﻸﺳﻔﻞ ﻛﻨﺖ ﻗﺮﯾﺒ ً ﺎ ان ﻣﻦ ﻓﻘﺪ
ً ا وﺿﯿﻘ ً ﺎ
ً ﺳﺒﺐ ﻟﻲ ﺳﻌﺎﻻ ﺷﺪﯾﺪ
إﻛﻤﺎل اﻟﺼﯿﺎم وﻟﻜﻦ
ُ
ُ ﺣﺎﻟﺘﻲ وأرادوا إﻋﻄﺎﺋﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺎء إﻻ أﻧﻨﻲ رﻓﻀﺖ
ْ وﺟﮭﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺴﻨﺖ
وﻓﻀﻠﺖ
ّ أﺗﺬﻛﺮ أن ّ ﻃﺒﯿﺐ اﻹﺳﻌﺎف أﺻ ﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻮاﺋﻞ أﺛﻨﺎء إﺳﻌﺎﻓﮫ ﻟﻲ . ﺣﻤﺪ ُ ا ت ﷲ ﻋﻠﻰ ﺧﺮوﺟﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﺪث ﺑﺪون إﺻﺎﺑﺎت ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف اﻟﺸﺪﯾﺪ وﻛﻮﻧﻲ ﺑﻼ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة، واﻋﺘﺮف ُ ﻟﻜﻢ أﻧﻨﻲ ﻛﺜﯿﺮ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ واﻟﺘﺨﯿﻼت واﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﺑﺤﺪوث ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻈﺮوف واﻟﻤﺨﺎﻃﺮ، ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺖ ﻟﻮﺣﺪي أو ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻨﻲ اﻵﺧﺮو ن ﻛﯿﻒ ﺳﺄﻧﻘﺬ ﻧﻔﺴﻲ؟ وﻣﺎذا ﺳﯿﺤﺼﻞ ﻟﻲ؟ أﺳﺌﻠﺔ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ودون إﺟﺎﺑﺎت !!! ُ ﺑﻌﺾ ﻇﻤﺌﻲ، ﺗﺮﻛﺖ اﻟﻤﻌﮭﺪ ﺑ ﻤﺸﺎﻋﺮ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ُ ﺑﯿﻦ اﻟﻮداع واﻟﻔﺮاق وﺑﯿﻦ اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻔﺮح، أوﻗﺎت ﻣﻤﺘﻌﺔ ﻗﻀﯿﺘﮭﺎ ﺑﺼﺤﺒﺔ زﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﮭﺪ وﺻﻌ َ ﻋﻠﻲ ﺐ ﻓﺮاﻗﮭﻢ ووداﻋﮭﻢ وﻟﻜﻦ ﻟﻜﻞ ﻟﻘﺎء ﻓﺮاق وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ وإﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺨﺒﺌﮫ ﻟﻨﺎ اﻟﻘﺪر، ﻓﻌﻘﺎرب اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺴﯿﺮ دون ﺗﻮﻗﻒ وﻻ ﺳﻠﻄﺔ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﯿﮭﺎ، واﻟﻤﻔﻀﻞ ﻣﺠﺎراﺗﮭﺎ واﻟﺘﻘﺪم ﻟﻤﺎ ھﻮ أﻓﻀﻞ ﻟﻨﺎ وﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ . ُ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻊ اﻟﺸﮭﺎدة اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ُ ﻋﻠﯿﮭﺎ إﻻ أﻧﻨﻲ أﺣﺴﺴﺖ ُ ﺑﺮوﻋﺔ وﻋﺬوﺑﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ وﺣﻤﺪت اﷲ ﻋﻠﻰ ُ ﻧﻌﻤﮫ وﻓﻀﻠﮫ ﻋﻠﻲ وﺷﻌﺮت ٌ ﺑﺄﻧﻨﻲ إﻧﺴﺎن ٌ ُ ﻻ اﺧﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ، ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎدﯾﺔ، وأﻋﯿﺶ ْ ﺑﻌﺪ أن ُ ُ ﺑﺸﻐﻒ ﻣﻦ ﯾﻨﺎﺑﯿﻊ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وروﯾﺖ ﯾﻘﻮل إﺳﺤﺎق ﻧﯿﻮﺗﻦ " : اﻟﻨﺠﺎح ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻮاﻣﻞ : اﻟﻌﻤﻞ ﺛﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﺛﻢ اﻟﻌﻤﻞ، واﻟﻌﻤﻞ ﯾﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ّ واﻟﻌﻠﻢ ﯾﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة، وأﻣ ﻢ وﻟﻦ ﺗﻌﻤﻞ وﻟﻦ ﺗﻨﺎل اﻟﻤﺠﺪ ّ ﺔ ﻻ ﺗﻘﺮأ ﻟﻦ ﺗﺘﻌﻠ " ، وﺑﻌﺪ ھﺬه اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﻜﻼم واﻟﺸﺮح و ﯾﺤﻖ ﻟﻜﻞ إﻧﺴﺎن أن ﯾﺘﻠﻘﻰ اﻟﻌﻠﻢ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﮫ دون اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻛﻮﻧﮫ ﻣﻦ ﺷﺮﯾﺤﺔ ﺧﺎﺻﺔ، وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ً ﻛﺎن ﻣﻌﺎﻗﺎ ُ وﻣﺤﺪود اﻟﺤﺮﻛﺔ، ھﻨﺎﻟﻚ ﻣﺪارس ﺧﺎﺻﺔ وﻣﺮاﻋﺎة ﻟﻈﺮوﻓﮫ و ْ ﻓﺮت ُ ﯿوھ َ ﺌ ْ ﺖ ﺗﺴﮭﯿﻼت ﺧﺎﺻﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﮫ، واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﯾﻌﺪﱢ ل اﻟﺴﻠﻮﻛﯿﺎت وﯾﺬﻟﻞ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻛﺜﯿﺮة ﺑﺎﻟﻨ ﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎق، ﻣﻨﮭﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻤﺎدﯾﺔ وﯾﻤﻨﺤﮫ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﯾﺤﺴﱢﻦ ﺻﻮرة اﻟﺬات ﻟﺪﯾﮫ وﺑﺎﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﯾﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎق و ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬ ي ﯾﻌﯿﺶ ﻓﯿ .ﮫ وﻟﻸﺳﻒ ھﻨﺎﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻷ ھﺎﻟﻲ ، اﻟﺘﻲ ﻟﺪﯾﮭﺎ أوﻻد ﻣﻌﺎﻗﻮن، ﯾﻐﻀﻮن ﻃﺮﻓﮭﻢ ﻋﻦ ﺿﺮورة ﺗﻌﻠﻢ أﺑﻨﺎﺋﮭﻢ وإﻟﺤﺎﻗﮭﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪارس ً اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﮭﻢ، أو ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻷﻛﺎدﯾﻤﻲ ﻟﻤﻦ ﻟﮫ اﻟﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، اﻋﺘﻘﺎدا ﻣﻨﮭﻢ أن اﻟﻤﻌﺎق ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﺳﺘﯿﻌﺎب ﻣﻮاد اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﯾﺸﻔﻖ أو ﯾﺨﺎف ﻋﻠﻰ اﺑﻨﮫ ﻣﻦ ﺧﺮو ﺟﮫ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺖ وﻷﺳﺒﺎب ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ أﺧﺮى . ﻓﻲ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻟﺬوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻮﻻ ً وﺗﻘﺪﻣﺎ ً وﻧﺸﮭﺪ اﻟﯿﻮم ﺗﻄﻮرا ﻣﺪارس اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ْ دة ﻓﻜﺜﺮت ﻣﻀﺎﻣﯿﻦ ﺣﺪﯾﺜﺔ ﻟﻢ ﻧﺸﮭﺪھﺎ ْ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻄﺒﯿﺔ اﻟﻤﻜﻤﻠﺔ اﻟﮭﺎﻣﺔ ودﺧﻠﺖ ْ واﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ إﻋﺎﻗﺎت ﻣﻌﯿﻨﺔ وﺗﻮﻓﺮت ً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻟﺬوي اﻹﻋﺎﻗﺔ إذا ﻟﻢ ﯾﺘﺤﺴﻦ أﺻﻼ . ُ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدي، واﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑﻤﻌﮭﺪ ﻋﺎدي، ُ وﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﻋﺎدﯾﺔ، و ھﺬا ھﻮ ﻣﺒﺘﻐﺎي ْ أﻛﻮن ﻋﺎدﯾ ً ﺎ .... ﻛﻞ اﻟﻮﻗﺖ .
ﺷﺮﺑﺖ
ﻋﺎدي
أن
47
Made with FlippingBook