בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו
ﻣﺴﯿﺮة اﻟﻌﻤﻞ واﻹﻧﺘﺎج
وﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ واﻷﯾﺎم وﺑﻔﻀﻞ اﷲ وﻛﺮﻣﮫ ﺗﻢ اﻟﺘﺌﺎم ﺟﺮﺣﻲ اﻟﻨﺎزف واﻟﻤﺆﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻓﻘﺪ ُ ّ اﻟﺤﯿﺎة ﻣﻈﻠﻤﺔ و ﺣﯿﻨﮭﺎ ِ ﻗﺎﺗﻤﺔ وﺑﻼ أﻟﻮان وﻟﻢ أع
ْ أﻧﻨﻲ اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﻠﻮﻧﮭﺎ ﺑﺮﯾﺸﺔ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺴﻠﯿﻢ واﻟﻌﻘﻞ اﻟﺮزﯾﻦ وﺟﻌﻠﮭﺎ أﺟﻤﻞ ﺗﻣﺎ ﻜﻮن، ﯾ ﺠﻤﻠ ﮭﺎ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﯿﺮ اﻟﺬي ﯾﻨﯿﺮ اﻟﻨﻔﻮس وﯾﻔﺘﺢ اﻷﺑﻮاب ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮاﻋﯿﮭﺎ ﻟﻠﻤﺒﺎدرة واﻹﻧﺘﺎج . ُ ﺗﺨﻄﯿﺖ ْ ﻓﺸﻞ ﺗﻘﺒﻠﻲ ﻟﻮﺿﻌﻲ وﻛﯿﺎﻧﻲ واﻟﻔﺘﺮات اﻟﺤﺮﺟﺔ اﻟﺘﻲ واﻛﺒﺖ ذﻟﻚ، ْ واﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﮭﻠﺔ وﺑﺴﯿﻄﺔ ﺑﻞ أﺧﺬت ْ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﺎﻓﻲ واﺳﺘﻨﺰﻓﺖ ﮭﺎ َ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺪ واﻟﻤﻌﺎﻧﺎة وﺻﺎﺣﺒ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺪاث اﻟﻤﺆﺳﻔﺔ . ْ وﺻﺪﻗﺖ ّ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪل أن ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﺧﻮض اﻟﻔﺸﻞ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎح وﻟﻜﻦ ھﻨﺎﻟﻚ ﺣﻜﻤ ّ ﺔ أﺧﺮى ﺗﻘﻮل أن اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﺔ أﺻﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯿﮭﺎ، ﻓﻮﺟﺐ ﻋﻠﻲ اﻻﺣﺘﺮاس ِ اﻟﺮﻗﻲ ورﻓﻊ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻃﺮق ً وﻋﺪم ﺗﻜﺘﯿﻒ اﻟﯿﺪﯾﻦ ﻣﻨﺘﻈﺮا ْ ﺑﺎب ﺑﯿﺘﻨﺎ دون أن ً أﺳﻌﻰ وأﺑﺬل ﺟﮭﺪا ﻟﺬﻟﻚ . ﻓﺤﯿﺎﺗﻲ ْ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺤﻖ ﻛﺎﻟﺴﻔﯿﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮدھﺎ رﺑﺎن ذو ﻧﻀﺞ و ﺣﯿﺎﺗﻲ ﺧﺒﺮة ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭﺎ ﺗﻌﻄﯿﮫ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺤﺎر ﺿﺪ أﻣﻮاج اﻷﻟﻢ واﻵھﺎت واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻷﻣ ﻦ واﻷﻣﺎن .
ﻇﻨﻨﺖ أن
ّ وإﯾﻘﺎﻧﻲ أن
ﺑﻌﺪ ﺣﻤﺪ اﷲ واﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﯿﮫ، وﻋﻘﺐ ﻛﻨﺲ ﻏﺒﺎر اﻟﯿﺄس ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻲ، واﻧﻘﺸﺎع اﻟﻀﺒﺎب ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻲ
ُ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﺤﻮ درب اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﺼﻮرة ﻣﻨﻈﻤﺔ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ وﻧﺠﺎﺣﻲ ﯾﺘ ﻌﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻲ واﻟﻤﺜﺎﺑﺮة واﻟﺮﺿﺎ، و
ُ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي أﻋﯿﺶ ﻓﯿﮫ، ﻓﺒﺪأت ً ﺣﻈﻮظ ﻧﺠﺎﺣﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ أﯾﻀﺎ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ واﻻﺳﺘﻜﺸﺎف
ُ روﺳﺔ، وأدرﻛﺖ ّ
وﻣﺪ
أن
وﻓﮭﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت واﻟﻔﺮص اﻟﻤ ﻮﺟﻮدة ﻻﺳﺘﯿﻌﺎﺑﻲ واﻧﺪﻣﺎﺟﻲ ﻓﻲ ﺣﺪأ ُ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ وﺗﻤﻠﻜﻨﻲ ﺣﯿﻨﮭﺎ ﺟﻮع ﻟﻠﻌﻄﺎء وﺷﻐﻒ ﻟﻠﺘﻔﻮق واﻟﺒﺮوز أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺮﺳﻰ ﻟﻄﺎﻗﺎت وﻣﻮاھﺐ أ ُ ﺮت ﺣﻤﻠﮭﺎ ووﺳﯿﻠﺔ ﻟﺘﺤﺮﯾﺮ أﺣﻼم ﺳﺠﯿﻨﺔ اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻓﺮغ ﻓﯿﮫ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻲ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ، أﻣﺎرس ﻓﯿﮫ ﺣﻘﻲ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ واﻵﻣﻨﺔ وﻷﺻﺒﺢ ُ وﻇﺮوﻓﮭﺎ، وﻋﻦ وﻃﻦ أ ﻓﻘﻂ، ﻓﺄﻧﺎ إﻧﺴﺎن ذو ﻛﯿﺎن وأﺣﻼم وﻃﻤﻮح، ً وﻟﯿﺲ ﻣﺴﺘﮭﻠﻜﺎ ً ﻣﻨﺘﺠﺎ ً ﻋﻨﺼﺮا ﯾﺸﺘﺎق ﺗﺬوق ﻃﻌﻢ اﻟﻨﺠﺎح واﻻﻧﺠﺎز وﯾﺤﺐ اﻟﻤﺴﺎھﻤﺔ واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺒﺎﻗﻲ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﺸﺮ . اﻷﻃﺮ ُ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻛﻨﺖ واﻹﻧﺘﺎج ، ﻓﺼ
ﻓﻲ ﺗﻐﯿﺮ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﻟﻠﺤﯿﺎة ً دورا ً ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وﻟﻌﺐ ذﻟﻚ أﯾﻀﺎ
ُ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ً وأﻛﺜﺮ ﻧﻀﻮﺟﺎ ً واﻗﻌﯿﺎ
ُ
أ ﻟﻘﺪ
ﺻﺒﺤﺖ
ﺑﮭﺬا ً ذرﻋﺎ
ُ ﻓﻘﺪ ﺿﻘﺖ
ﻧﺠﺰ ُ وأ
ُ وأﻧﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﻛﻲ أ
ﺑﻌﻤﻖ ﻃﺒﯿﻌﺔ إﻋﺎﻗﺘﻲ وﺳﺒﻞ اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻣﻌﮭﺎ،
ُ
ﻋﻄﻲ
وﻓﮭﻤﺖ
اﻟﺨﻤﻮل وﻋﺪم اﻟﻨﺸﺎط ُ وأﻣﻠﺖ ﻹﻃﻼق اﻟﻌﻨﺎن ﻟﻘﺪراﺗﻲ ٍ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻓﺮص وإﺑﺮاز ﻣﻜﺎﻣﻦ اﻟﻘﻮة واﻹﺑﺪاع واﻟﺨﺮوج إﻟﻰ ﻓﻀﺎء اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺮﺣﺐ وﺗﺤﻘﯿﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﺮﻏﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺜﯿﺮ ﺧﯿﺎﻟﻲ وﺗﺮاود ﻛﯿﺎﻧﻲ، وﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻲ ً أو ﻷﺻﺒﺢ ﻣﻠﯿﻮﻧﯿﺮا ٍ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﻣﻌﺎش ُ ﻓﻠﺴﺖ ُ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺎل أو ﻣﻮارد ﻣﺎدﯾﺔ وﻛﻨﺖ ﻟﻠﺘﻄﻮع وﻋﺪم ﺗﻠﻘﻲ ً ﻣﺴﺘﻌﺪا أي أﺟﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﻤﻞ، ﺣﯿﺚ أﺗﻤﺘﻊ ﺑﻀﻤﺎﻧﺎت ﺻﺤﯿﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وأﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺼﺼﺎت ﺷﮭﺮﯾﺔ أﻋﺘﺎش . ﻣﻨﮭﺎ وﻣﺎ ﯾﻨﻘﺼﻨﻲ ھﻮ إﻃﺎر أو ﻣ ﺆﺳﺴ ﺔ أﻗﻀﻲ ﻓﯿﮭﺎ أوﻗﺎت اﻟﻔﺮاغ واﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻻﻧﺰواء ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ واﺷﺘﺮك ﻓﻲ إﺗﻤﺎم ﻣﮭﺎم وﺑﻨ ﺎء اﻟﻌﻼﻗ ﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟ ﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ .
61
Made with FlippingBook