בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו
ﻋﻦ ﺑﻨﻲ اﻟﺒﺸﺮ؟ ھﻞ ﯾﺤﻖ ﻟﮭﻢ ﺳﻠﺐ ﻛﺮاﻣﺘﻲ وﺧﺪش ً وﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ً ھﻞ ﯾﺠﻌﻠﻨﻲ ذﻟﻚ ﺷﺎذا
ﻃﺮﯾﻘﺔ ﺗﻌﺒﯿﺮي ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻛﺒﺮﯾﺎﺋﻲ !!
، ﻓﻔﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ اﻻ ﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
وﻗﺎﺋﻊ ﻛﺜﯿﺮة وﻣﺘﻌﺪدة اﺳﺮدھﺎ ﻟﻜﻢ ﺑﺄﻧﻔﺎس ﺛﻘﯿﻠﺔ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺿﯿﻖ ﺻﺪر
ُ اﻋﺘﺪت اﻟﺘﺤﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ أﻗﺎﺑﻠﮭﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﻲ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ َ ﻟﻘﻲ ُ ﻣﻦ ﺑﺎب ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ وﺗﻮﺻﯿﺎت دﯾﻨﻨﺎ اﻟﺤﻨﯿﻒ أن أ ّ وﻻ ﯾﻜﺘﺮﺛﻮن ﺑﺴﻼﻣﻲ ﻓﻼ أﺣﻈﻰ ﺑﺮد ً ﻣﻨﮭﻢ ﯾﺘﺠﺎھﻠﻮﻧﻨﻲ وﻻ ﯾﻌﯿﺮوﻧﻨﻲ اﻧﺘﺒﺎھﺎ ﻣﻨﮭﻢ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎء أﻋﯿﻨﻨﺎ وﺳﻤﺎﻋﮭﻢ ﻟﻠﺘﺤﯿﺔ وﻟﺘﻮﺟﮭﻲ . ّ وﻣﺎ ﯾﺆﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ أن ھﺬه اﻟﻤ ﻮاﻗﻒ ﻟﯿﺴﺖ ﺑﻔﺮدﯾﺔ أو ﻣﻮﺳﻤﯿﺔ ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻜﺮر ﺑﺸﻜﻞ ﯾﻮﻣﻲ ودون ﺗﻮﻗﻒ . وﻋﻘﺐ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ اﺷﻌﺮ ﺑﺈﺣﺮاج ﺷﺪﯾﺪ وﺑﺴﮭﻢ ﺣﺎ ِ د ﯾﺼﯿﺐ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﻤﺘﻌﺐ، ﻓﻜﻢ ھﻮ ﻗﺎس ْ ﺗﺠﺮح ﻷﺣﺪ ً ﻛﺮاﻣﺔ وﻋﺰة اﻹﻧﺴﺎن، وﻛﻢ ھﻮ ﻣﺆﻟﻢ أﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺷﯿﺌﺎ !! ُ أﻧﺎ ﻣﻦ ﯾﺸﺠﻊ اﻟﺴﱢ ﻦ ﺑﺎﻟﺴﱢ ﻦ واﻟﻌﯿﻦ
وﻟﺴﺖ
أن
ُ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﺗﺒﻌﺖ ﻧﻔﺲ اﻷﺳﻠﻮب
ُ واﻟﺒﻐﻀﺎء ﺑﯿﻦ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺘﻌﺎﻣﻠﺖ
ﺑﺎﻟﻌﯿﻦ وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﻜﺮاھﯿﺔ
أم ً أن ﻋﺎﺟﻼ
ً
ﻋﻠﻰ ً ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻣﺒﺪﺋﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮام اﻵﺧﺮﯾﻦ و
واﺳﺘﻤﺮرت ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﺘﺤﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﯿﻊ
ﻣﺘﺄﻣﻼ
ﺳﯿﺸﻌﺮ ھﺆﻻء اﻷﺷﺨﺎص ً آﺟﻼ ﺑﺨﻄﺌﮭﻢ وﯾﺘﻌﻠﻤﻮن ﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق واﻵداب .
ﺑ ﺠﮭﻞ ﻌﺎﻟﻤﻨﺎ ﻣﺴﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ
اﻟ ﻮﻋﻲ و
ﻋﺪم اﻟ
ُ ﯾﺘﻜﺮر ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﯾ
ٌ ﯾﺤﻀﺮﻧﻲ ﻣﻮﻗﻒ
وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد
ﻈﮭﺮ
ُ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﺄﺛﻨﺎء ﺳﯿﺮي ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﺘﻲ وﺑﺼﺤﺒﺘﻲ أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء، ﯾﺼﺪف ْ ﯾﻘﺎﺑﻠﻨﺎ اﺣﺪ اﻟﻤﺎرﯾﻦ ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﺒﻠﺪة، اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻔﺴﺮ ﻋﻦ ﻋﻨﻮان ﻷﺣﺪ اﻟﺴﻜﺎن أو ﯾﺴﺄل ﻋﻦ أﻣﺮ ﻣﻌﯿﻦ، ﻓﻨﻠﺤﻆ أن اﻟﻤﺴﺘﻔﺴﺮ ﯾﻘﻮم ﺑﺘﻮﺟﯿﮫ ِ اﻟﺴﺆال ﻟ َ ﻤ ْ ﻦ ﺑﺼﺤﺒﺘﻲ وﻟﯿﺲ ﻟﻲ وﯾﻘﻮم ﺑﺘﺠﺎھﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم وﻛﺄﻧﻨﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻮﺟﻮد اﻟﺒﺘﺔ . ﻣﻌﻲ، ﻓﻔﻲ ﻛﻞ زﯾﺎرة ﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻮاﻧﯿﺖ وﻣﺘﺎﺟﺮ اﻟﻤﺠﻤﻌﺎت ﯾﺘﻮﺟﮫ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ إﻟﻰ ﻣﻦ ﯾﺮاﻓﻘﻨﻲ ﻟﯿﻌﺮف ﻋﻦ اﻟ ﻐﺮض اﻟﺬي أرﯾﺪه ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻧﻮت، وﻓﻲ ﺣﺪ أ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻮاﻗﻒ وزﯾﺎرة أﺣﺪ اﻟﻤﺘﺎﺟﺮ ﺗ ﺒﺎﺋﻊ اﻟ ﻮﺟﮫ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﺑ ﺴﺆال ﻟﺼﺪﯾﻘ ﻲ ﻋﻦ ﻟﻮن اﻟﻤﻠﺒﺲ اﻟﺬي اﺑﺤﺚ !! ﻋﻨﮫ وﻋﻠﻰ أﺛﺮ ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي أﺛﺎر ﺣﻔﯿﻈﺘﻲ ُ اﻧﺘﻔﻀﺖ ﻋﻠﻰ أﺛﺮه ً ﻻ ﺷﻌﻮرﯾﺎ ُ ﺑﯿﺪ وﻣﺴﻜﺖ ﻣﺮاﻓﻘﻲ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﮫ ﺑﻌﺼﺒﯿﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ " ﺳﻨﻌﻮد ﻟﮭﺬا اﻟﻤﺘﺠﺮ ﺑﻌﺪ أن ﯾﺪرﺟﻨﻲ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺳﺠﻞ اﻷﺣﯿﺎء واﻟﻤﺘﻜﻠﻤﯿﻦ " . ْ وأﻣﺜﺎل ھﺬه اﻷﺣﺪاث ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺤﺪث وﺗﺘﻜﺮر ً
أن
داﺋﻤﺎ
اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻤﯿﺰون ً أﺧﻮﺗﻨﺎ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ذھﻨﯿﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮاءة واﻟﺴﺬاﺟﺔ
وﯾﻀﺎف إﻟﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻧﺘﮭﺎﻛﺎت ﻟﻜﺮاﻣﺎت
ﻮ وﺗﻠﻘﺎﺋﯿ ن وﻟﻜﻦ وﻟﻸﺳﻒ ﯾﺠﻌﻠﮭﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺤﻂ ﺳﺨﺮﯾﺔ واﺳﺘﮭﺰاء وﻧﺎھﯿﻚ ﻋﻦ اﻟﺨﺸﻮﻧﺔ ﮭﺎن أﺣﺪ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﻋﻨﺪ ﻃﺮده ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻋﺎم أو ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﺮح ُ ﻨﻲ ﻛﯿﻒ ﯾ
وﻣﻌﻈﻤﮭﻢ ودود
ون
ُ واﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ورأﯾﺖ ﺑﺄم ﻋﯿ
وﺣﺎول اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺑﻜﻞ ﻃﯿﺒﺔ ﻗﻠﺐ و ً ذھﻨﯿﺎ ً ﻟﯿﺲ ﻟﺴﺒﺐ ﺳﻮى ﻛﻮﻧﮫ ﻣﻌﺎﻗﺎ ﺳﺬاﺟﺔ، وﻗ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﯾﺴﻤﻮ ن أﻧﻔﺴﮭﻢ ﺑﺄﺻﺤﺎب اﻟﺮﻗﻲ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﺘﻘﺪون أن اﻟﻤﻌﺎق ﯾﻔﺴﺪ ﺟﻤﺎل اﻟﻤﻜﺎن وﯾﻨﻔﺮ اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ واﻟﻀﯿﻮف . وﻗﺎﺋ ﻊ وأﺣﺪاث ﯾﻮﻣﯿﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﮫ ﺗﺤﺪث ﻣﻊ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ، ﯾﺘﻢ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺼﺎدرة وﺟﻮدھﻢ وﻛﯿﺎﻧﮭﻢ وﻣﻌﺎﻣﻠﺘﮭﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺼﻐﺎر، واﻟﺒﻌﺾ ﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬه اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺗﺎﻓﮭﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪھﺎ، وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﯾﻌﯿﺸﮭﺎ وﺗﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ أﺛﺮھﺎ ا ً ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻘﻠﺐ ﯾﻌﺘﺼﺮ أﻟﻤﺎ ً وﯾﺸﻌﺮ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪه ﺗﻌﺘﺒﺮ أﺣﺪاﺛﺎ ْ ﻵھﺎت وﺗﺴﺘﺤﻖ أن ﺗﻮﻗﻆ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ وﺗﻨﺸﻐﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻌﻘﻮل .
ﺎﺑﻠﮫ
65
Made with FlippingBook