בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו
إﻋﻼﻣﯿﺔ ﺗﺴﻮﯾﻘﯿﺔ واﺳﻌﺔ، ﻟﻨﺒﺪأ ﻣﺴﯿﺮة اﻟﻨﺸﺎط واﻹﻧﺘﺎج اﻟﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺨﻔﻒ اﻟﻤﺸﻘﺔ واﻟﺼﻌﺎب ﻋﻠﻰ أھﺎﻟﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺮﻣﺘﮭﺎ . ھﺎ ﻗﺪ ﺣﺎن وﻗﺖ اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ ﻣﻦ ﺳﺒﺎت ﻋﻤﯿﻖ ﻛﺴﺒﺎت أھﻞ اﻟﻜﮭﻒ وﺷﺤﺬ اﻟﮭﻤﻢ وﺑﻨﺎء أواﺻﺮ اﻟﺘﺮاﺣﻢ واﻟﺘﻜﺎﻓﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻘﺐ ﻓﺎﺗﺤﺔ اﻟﺨﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ اﻧﺘﻈﺮﻧ ﺎ أﻣﺜﺎﻟﮭﺎ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﻟﺘﻄﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻈﺎھﺮ اﻟﻤﻤﯿﺰة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت وﯾﻌﻮد ﺑﺎﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻃﺮاف، ﻓﻠﮫ ﻃﻌﻢ وﻣﺬاق ﺧﺎص وﻃﯿﺐ وﻟﮫ أﺛﺮ ﺣﻤﯿﺪ وﻣﺮدود ﻣﺘﻌﺪد ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ واﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﻻ ﯾﻌﺮﻓﮫ إﻻ ﻣﻦ ﺟﺮب ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺪﯾﻨ ﺑﮫ وﺟﮫ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻻ ﯾﺒﻐﻲ ﻣﻦ وراﺋﮫ ً ﻲ أو اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أو اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻗﺎﺻﺪا ، ﯾﺆدﯾﮫ ﺑﺈﺧﻼص وﺗﻔﺎن وﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺔ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺘﻄﻮع ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺷﺮﯾﺤﺔ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ً ﺷﮭﺮة وﻻ ﻣﺎﻻ وأﺳﺮھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ھﻢ ﺑﺄﻣﺲ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻮﺟﯿﮫ واﻟﻤﺴﺎﻧﺪة . ﻟﻜﺎﻓﺔ أﺳﺮ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ً ﺟﺪﯾﺪا ً وﻋﻨﻮاﻧﺎ ً اﻻﺳﺘﺸﺎري ﻣﺮﺟﻌﺎ ً ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﻤﺜﻠﺚ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ، ﯾﻠﺠﺄ إﻟﯿﮫ ﻣﻦ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻈﻠﻢ أو ﺗﻤﯿﯿﺰ أو ﻣﻦ ﺟﮭﻞ اﻻﻣﺘﯿﺎزات واﻟﺤﻘﻮق، ﻟﯿﺠﺪ ﻃﺎﻗﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻄﻮﻋﯿﻦ ﯾﺘﺤﻠﻰ أﻓﺮاده ﺑﺎﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ واﻟﻘﯿﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ واﻷﺧﻼﻗﯿﺔ اﻟﻨﺒﯿﻠﺔ وﯾﺸﺪد ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺎت واﻟﻤ ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟﺘﺤﻘﯿﻖ أھﺪاﻓﻨﺎ اﻟﻤﻨﺸﻮدة . وﺑﻌﺪ ﻣﺴﯿﺮة ﻋﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﻤﻘﺮ اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺑﻔﻀﻞ اﷲ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﻷﺳﺮ وذوي اﻹﻋﺎﻗﺎت، و ﺗﺨﻔﯿﻒ اﻟﻀﻐﻮط واﻟﻤﺘﺎﻋﺐ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﻤﺴﺘﻮى ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ، و ْ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟ ﺘﺴﻮﯾﻖ ﻓﻲ أوﺟﮭﺎ ﻟﻨﺼﻞ إﻟﻰ اﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﺪد اﻷھﺎﻟﻲ، ﻓﻤﻦ ﻲ ھﺬا اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻨﻮﻋﻲ اﻟﺬي ﻃﺮأ، ﻓﺘﻔﺎﺻﯿﻞ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮭﻢ وآﻻﻣﮭﻢ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻀﮭﺎ ِ ﯾﺠﮭﻞ ﻇﺮوف ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﻻ ﯾﻌ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﯿﻨﺘﺞ ﻋﻨﮭﺎ اﻟﻤﺮارة وﻓﻘﺪان ﻔ ْ اﻟﺜﻘﺔ، وﯾﺼﺒﺢ اﻟﻀﯿﻖ واﻟﺤﺮج ﺿﯿ ﯿﻦ ﻓﻲ ﺻﺪورھﻢ وﯾﺘﺴﺮب َ داﺋﻤ ﻟﻘﻠﻮﺑﮭﻢ اﻟﯿﺄس واﻹﺣﺒﺎط ﻣﻤﺎ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﻓﻘﺪان روح اﻟﻤﺒﺎدرة واﻟﻨﺸﺎط ﻓﺒﻌﻀﮭﻢ ﻻ ﯾﻘﻮ ى ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻧﻤﺎذج واﺳﺘﻤﺎرات رﺳﻤﯿﺔ، وﻧﺤﻦ ﺑﺪورﻧﺎ ﻧﻘﻮم ﺑﺘﺨﻔﯿﻒ اﻟﻌﺐء ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن وﻟﻜﻦ ﺑﺤﺪود اﻟﻤﻨﻄﻖ واﻟ ﻤﻌﻘﻮل، وﺑﻨﻄﺎق ﺣﺪود ﻋﻤﻞ ﻣﻜﺘﺐ ا . ﻻﺳﺘﺸﺎرة ﺧﻼل ﺗﻠﻘﯿﻨﺎ ﻟﺒﻌﺾ اﻻﺳﺘﻔﺴﺎرات واﻻﺗﺼﺎﻻت ﺷﻌﺮﻧﺎ ﺑﺂھﺎت وﺣﺴﺮات اﻷھﺎﻟﻲ ﺗﻤﺲ ﺷﻐﺎف ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﺗﺰﻟﺰل وﻏﻢ، ّ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﻓﺤﺠﻢ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة واﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺄﺳﺎوﯾﺔ ﺟﻌﻠﺘﮭﻢ ﻣﺠﮭﺪﯾﻦ ﯾﺒﯿﺘﻮن ﻛﻤﺎ ﯾﺼﺤﻮن ﻋﻠﻰ ھﻢ وأﺻﺒﺤﻮا ﻟﻘﻤﺔ ﺳﺎﺋﻐﺔ ﻟﻐﺮﺑﺎن اﻟﯿﺄس واﻟﻜﺂﺑﺔ، ﻟﯿﻌﯿﺸﻮا ﻓﺘﺮات ﻣﻦ اﻟﺸﺪة واﻟﻀﯿﻖ ﺑﻘﻠﻮب ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺰن واﻟﻮﺣﺪة دون ﻟﻤﺴﺎت ﺣﺎﻧﯿﺔ وﻇﻼل آﻣﻨﺔ، وﯾﺠﻤﻌﮭﻢ اﻹﺑﺤﺎر ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺸﻘﺎء وﺣﻜﺎﯾﺎﺗﮫ اﻟﻤﺮﯾﺮة ، ﻓﺈﺣﺪاھﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﻦ ﺗﺸﻜﻮ ٍ ﻛﺎﻧﺖ ﻷم إﻟﯿﮫ ﻇﺮوﻓﮭﺎ وﺻﻌﺎﺑﮭﺎ اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ، ﻓﺰوﺟﮭﺎ ﻣﺸﻐﻮل ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﯿﺶ، وھﻲ ْ ﺗﺘﺤﻤﻞ رﻋﺎﯾﺔ ﻃﻔﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ، وﻗﺪ ﺗﺮاﻛﻤﺖ ْ ﻟﺪﯾﮭﺎ اﻵﻻم واﻷﺣﺰان ﺣﺘﻰ أﻧﮭﻜﺖ ْ ﻗﻮاھﺎ واﺳﺘﺴﻠﻤﺖ أﻣﺎم أﻣﻮاج ْ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﮭﺎﺋﺠﺔ وأﺻﺒﺤﺖ ﻣﺮﯾﻀﺔ وذات إﻋﺎﻗﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﮫ ﻣﻦ ﺛ ﻘﻞ اﻟﻌﺐء واﻟﺤﻤﻞ، وﺷﺢ اﻟﻌﻮن واﻟﻤﺴﺎﻧﺪة . ْ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻷم ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻣﮭﺎت، ﻛ ﺎ ن ﺻﻮﺗﮭﺎ ھﻮ ﺻﻮت اﻷﻟﻢ، ﯾﺤﺮك اﻟﻨﻔﺲ وﯾﮭﺰ اﻟﻜﯿﺎن، وﯾﺪﻣﻊ اﻟﻌﯿﻦ . ْ وﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﻌﻨﺎﯾﺔ واﻟﻤﺸﻮرة اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻷم، ّ ّ ْ ﻧﺘﺎﺋﺠﮭﺎ اﻟﻔﻮرﯾﺔ ﻛﺎﻧﺖ إزاء واﻗﻊ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺒﺎﺋﺲ، أﺻﺒﺢ اﻟﻤﻘﺮ
ﯿﻦ
أن
إﻻ
104
Made with FlippingBook