בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו

ﻷﻣﻲ اﻟﻐﺎﻟﯿﺔ واﻟﺤﻨﻮﻧﺔ دور ھﺎم ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ، ﻓﻘﺪ ْ اﻗﺘﺼﺮت اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ و ْ ﻛﺎﻧﺖ ْ وﻣﺎ زاﻟﺖ رأس اﻟﺒﯿﺖ وﻋﻤﻮده اﻟﺬي ﯾ إﻟﯿﮫ ﺴﺘﻨﺪ ﻛﺎﻓﺔ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة ، ﻓﻤﻨﺬ ﻣﻮﻟﺪي وھﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ آﻻﻣﻲ وﺗﺮﻋﻲ ﺷﺌﻮﻧﻲ وﺗﻠﻘﻨﻨﻲ أﺳﺲ وﻣﺒﺎدئ وﻗﯿﻢ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻤﺜﻠﻰ و ﺗﻮاﻛﺐ ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺼﺤﯿﺔ، ﻓ ْ ﺼﺎﻟﺖ ْ ، وﺟﺎﻟﺖ ْ ﺗﻌﺒﺖ ْ وﻋﺮﻗﺖ ، و ْ ﺖ ّ ﺿﺤ و ْ ﺗﺤﻤﻠﺖ اﻟﻜﺜﯿﺮ ،ﺟﻠﻲ ﻣﻦ أ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺤﺴﯿﻦ ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ وز ، ْ ارت ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺴﺘﺸﻔﯿﺎت اﻟﺒﻼد ﻣﻦ ، ﻣﺨﺘﺺ ﻟﻄﺐ اﻷﻃﻔﺎل إﻟﻰ آﺧﺮ، وﻛ ْ ﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ ﺑﯿﺪﯾﮭﺎ ﻃﯿﻠﺔ اﻟﻮﻗﺖ وﺗﻌﺒﺮ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻟﯿﺴﺖ ﺑﻘﺼﯿﺮة و ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻷﺧﺮى ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻞ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺘﻨﺎ، ُ وﻟﻢ ﺗ ً ﺼﺐ ﺑﺎﻟﯿﺄس واﻹﺣﺒﺎط أﺑﺪا ْ ﺑﻞ ﺗﻤﯿﺰت ﺑﺎﻟﻤﺜﺎﺑﺮة واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ أﻣﻞ أن ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﺗﺼﺒﻮ إﻟﯿﮫ ، ُ ﷲ أﻧﻨﻲ ﺗﺘﻠﻤﺬت ً وﺣﻤﺪا ﻋﻠﻰ ﯾﺪﯾﮭﺎ ﻓ ُ ﺘﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺘﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘ ﺺ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻞ واﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت ، وأﺳﻠﻮﺑﮭ ﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺣﺪة وﺗﻤﺎﺳﻚ اﻷﺳﺮة ﺗﺮك ﺑﺼﻤﺎﺗﮫ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺰاﯾﺎ ﺷﺨﺼﯿﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﻼﺣﻘﺔ .

ﻟﻜﻞ ،أم أﺣﻼم وﻃﻤﻮﺣﺎت ﻓﻲ ﻓﻠﺬة ﻛﺒﺪھﺎ، وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ واﻟﺮﻓﺾ ﺣﯿﻦ اﻹﻋﺎﻗﺔ ، اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ، ً وأﺣﯿﺎﻧﺎ وھﺬا ﺷﻌﻮر ﻃﺒﯿﻌﻲ ﻟﻜﻞ أم ﺗﺮﯾﺪ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﮭﺎ وﻟﻮﻟﯿﺪھﺎ، وﺗﺮﻏﺐ ﺑﺮؤﯾﺘﮫ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻷوﻻد و ً ﺿﺤﻮﻛﺎ ً وﻛﺜﯿﺮ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﯾﻤﻸ اﻟﺒﯿﺖ ﺣﯿﺎ ً ة ً وﺳﻌﺎدة ً وﺻﺨﺒﺎ واﻟﺪﺗﻲ و ﻛﺎﻧﺖ راﺿﯿﺔ

وﻻدة ي وﻟﺪھﺎ ذ

ﺷﻘﯿﺎ

و ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﻘﻀﺎء اﷲ وﻗﺪره وﺑﻤﻌﺠﺰاﺗﮫ وﻧﻌﻤﮫ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺪ وﻻ ﺗﺤﺼﻰ واﻟﺬي

ﺑﻨﺼﯿﺒﮭﺎ وﻣﺘﻘﺒﻠﺔ ﻟﻸﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ

ﺳﺪى ﺑﺪون ﺟﺪوى أو ﻣﻨﻔﻌﺔ .

ُ ، وﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺨﻠﻮق ﺧ

ً رﺳﺎﻟﺔ

ً و ﺎ

ً ﻜﻤﺔ ِ ھﺪﻓ و ﺣ

ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﺨﻠﻮق

ﻠﻖ

ْ أﻣﻲ ﺗﺮﻗﺐ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻲ وﺗﺘﺎﺑﻊ ﺧﻄﻮاﺗﻲ ﺑﻨﻈﺮات اﻷﻣﻞ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ وﺑﻨﻈﺮات اﻷﺳﻰ واﻟﺤﺰن ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺔ اﻷﺧﺮى، وﺑﺘﺮﻗﺒﮭﺎ ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺄﻣﻠﺔ ﺑ ﺤﺪوث ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺠﺰات و اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻤﺄﻣﻮل، وﺑﺎﻷﺧﺮى ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺄﻟﻤﺔ وﻣﺘﺤﺴﺮة ﻋﻠﻰ ﺣ ﺎﻟﻲ وواﻗﻌﻲ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻼﻗﻰ ﻧﻈﺮاﺗﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﯿﺢ ﺑﻮﺟﮭﮭﺎ ﻋﻨﻲ ﺑ ﻠﻤﺢ اﻟﺒﺼﺮ، ﻟﻜﻲ ﻻ اﺷﻌﺮ ﺑﻀﯿﻖ أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟﻚ، ْ ً ﺟﺒﺎرة ﻓﻲ ﺳﻌﯿﮭﺎ ﻟﻀﻤﺎن اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻄﺒﯿﺔ

وﻛﺎﻧﺖ

ﺟﮭﻮدا

وﺑﺬﻟﺖ

ﺗﺤﺴﻦ ﻧﻤﻮ ﺟﺴﻤﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﯿﻌﻲ .

اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة وﻣﺤﺎوﻟﺔ إﯾﺠﺎد اﻟﻌﻼج واﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺼﺤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن

ً ﻣﺎ وﻛﺜﯿﺮا أﺻﻐﻲ ﻟﻜﻼﻣﮭﺎ اﻟﺮزﯾﻦ وﻧﺼﺎﺋﺤﮭﺎ اﻟﺤﻜﯿﻤﺔ ﺄنﺑ أﺟﻌﻞ أﻣﻠﻲ ﺑﺮﺑﻲ أﻛﺒﺮ وأن اﻟﺼﺒﺮ داﺋﻤﺎ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻔﺮج . ُ

ﻛﻨﺖ

12

Made with