בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ وﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺼﺤﻮة
ْ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺘﻲ ﺑﻔﻀﻞ اﷲ وﻛﺮﻣﮫ وﺛﺎرت ﻟﺪي ﻣﺸ ﺎﻋﺮ إﯾﻤﺎﻧﯿﺔ ﺻﺎ دﻗﺔ ﻛﺄﻧﮭﺎ ﻏﯿﺚ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء
ُ ﻟﻘﺪ ﺻﺤﻮت
ّ ﺮھﺎ ﺼﻰ ﺳﺨ
ُ ﺪ وﻻ ﺗ ْ ﺤ
ُ ﻢ ﻻ ﺗ َ ﻌ
ِ وھﻨﺎﻟﻚ ﻧ َ ﻌ
ّ ﻟﻠﺘﻘﺒﻞ اﻟﺬاﺗﻲ واﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻓﺎﻟﺤﯿﺎة ھﺪﯾﺔ اﷲ ﻋﺰ ّ
ْ
وﺟﻞ
روت ﻋﻄﺸﻲ
ّ اﺑﺘﻼءات واﺧﺘﺒﺎرات اﷲ ﻋﺰ ّ ، وﺟﻞ
ِ ﻣ َ ﻦ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟ
ُ اﷲ ﻟﻨﺎ ﻟﻨﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺎ ﻃﺎب ﻣﻨﮭﺎ، ورأﯾﺖ أنﱠ
ﺼﺒﺮ وﺗﺤﻤﻞ
) : َ ﻊ َ ، وأنﱠ ﻣ ِ ب ْ ﺮ َ اﻟﻜ َ ﻊ َ ﻣ َ ج َ ﺮ َ ، وأنﱠ اﻟﻔ ِ ﺮ ْ اﻟﺼﱠﺒ َ ﻊ َ ﻣ َ ﺮ ْ أنﱠ اﻟﻨﱠﺼ ْ ﻢ َ ﻠ ْ اﻋ َ و
ﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ﻣ وﺳﻠﻢ ﻋﻠﯿﮫ اﷲﻰ ﺻﻠ ﺤﻤﺪ
ً ﺴﺮا ُ ﯾ ِ ﺮ ْ ﺴ ُ اﻟﻌ .( ُ ﻓﺒﺘﻔﺘﺢ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻌﻘﻞ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻰ أن اﻷﻣﻞ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻹﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﺬﻟﯿﻞ اﻟﻌﻘﺒﺎت وﺗﺨﻄﻲ اﻟﺼﻌﺎب واﻟﺤﻮاﺟﺰ ﺑﻌﺪ اﻹﯾﻤﺎن ﺑﺎﷲ ھﻮ ﺑﺘﻘﺒﻞ اﻹﻋﺎﻗﺔ وا ﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ واﻻﻧﻄﻼق ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻧﺤﻮ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻘﺪرات ﺿﻤﻦ ﺣﺪود ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ .
ُ ﻻ ﯾﻌﺮف اﻷﻟﻢ ﻻ ﯾﻌﺮف ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﯿﺎة، ﻗﺮرت اﻟﺪﺧﻮل ﻟﻤﻌﺘﺮك اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻘﺎﺳﯿﺔ، ً
وﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ أنﱠ َ ﻣ ْ ﻦ
ﻣﺆﻣﻨﺎ
ﺑﺴﻼح اﻟﻄﻤﻮح واﻟﻨﺠﺎ ح وﺑﺪ رع اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ
ً
ﺑﻘﺪرﺗﻲ ﻋﻠﻰ إﯾﺠﺎد ﺻﯿﻐﺔ ﺳﻠﯿﻤﺔ ﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺼﻤﻮد و
ﻣﺪﺟﺠﺎ
ُ ﺘﺸﺒﺜﺖ ﺑﺎﻷﻣﻞ اﻟﺬي ﺳﺮى ﻓﻲ ﺷﺮاﯾﯿﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ و أﺻﺒﺢ اﻟﻨﻮر اﻟﺬي ﯾﻀﻲء درﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ
وﻋﺪم اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻓ
ّ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﮭﺰ
أﺗﻌﺜﺮ ﺑﻌﻘﺒﺎت ﻗﺴﻮة اﻹﻋﺎﻗﺔ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮭﺎ، وﻟﻠﺤﯿﻠﻮﻟﺔ دون اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﺣﻔﺮ اﻟﻀﯿﺎع وﻓﻘﺪان اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ
ً ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﻲ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﯿﺶ اﻟﻜﺮﯾﻢ
ُ
ﺣﻼوة اﻟﺮﺿﺎ ﻣﺮ ْ وﻏﻠﺒﺖ اﻟﺸﻘﺎء و َ ارة
اﻟﻜﯿﺎن وﺗﺨﻠﺨﻞ اﻟﻨﻔ . سﻮ
ﻣﻀﯿﺖ
ﺑﺠﮭﻮد ً وواﺟﮭﺘﻨﻲ أﺷﺒﺎح اﻟﯿﺄس أﺛﻨﺎء اﻟﻤﺴﯿﺮ ﻓﻘﺎﺗﻠﺘﮭﺎ وﻃﺮدﺗﮭﺎ ﻣﺴﻨﻮدا أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ اﻷﻋﺰاء، وﻣﺴﺎﻋﺪة ﺑﻌﺾ اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻷوﻓﯿﺎء وﻏﯿﺮ آﺑﮫ ﺑﻨﻈﺮات
واﻟﻤﺴﺮات اﻟﻤﻔﻘﻮدة وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻷﺣﻼم،
وﺗﺸﺠﯿﻊ ﻗﺒﻞ ﻣﻦ ﻣﻤﯿﺰ
دﻋﻢ و
ُ ﺑﻠﻤﻠﻤﺔ أوراق ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﻤﺒﻌﺜﺮة ﻓﺘﻐﻠﺒﺖ
ُ ﮭﺘﺎر، وﻋﺒﺎرات اﻟﻌﻄﻒ واﻟﺸﻔﻘﺔ اﻟﻤﺮﻓﻮﺿﺔ، وﺑﺪأت
اﻟﺴﺨﺮﯾﺔ واﻻﺳﺘ
ُ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ واﻟﺜﺒﺎت، وﺳﻌﯿﺖ وراء ﺗﺨﻔﯿﻒ اﻵﻻم واﻷﺣﺰان واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﺴﻌﺎدة
ﻰﻋﻠ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ
ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻠﯿﺌﺔ ﺑﺎﻻﻧﺠﺎ زات
ﻹزاﻟﺔ ﺷﻘﺎء اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺑﺆﺳﮫ وﺧﻠﻖ ﺣﺎﺿﺮ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺸﺮق ﯾﺠﻌﻞ ﺣﯿﺎﺗﻲ
ذات
واﻟﻨﺠﺎﺣﺎت . ً وﻣﺎ ﺳﺎھﻢ وﺳﺎﻋﺪ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ ﺣﺪوث ھﺬا اﻻﻧﻘﻼب اﻟﮭﺎم ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ ھﻮ ﺳﻌﻲ أ ﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ وﺗﺠﺪﯾﺪات ﻗﺪ ﺗﺨﻔﻒ وﺗﺴﮭﻞ ﻣﻦ ﺷﻘﺎء ﻇﺮوف اﻹﻋﺎﻗﺔ، وﺟﻌﻞ درﺑﻲ ﻣﻔﺮوﺷ ً ﺎ ﺑﺎﻟﻮرود واﻷزھﺎر، ﻓﺒﻌﺪ أن ﻟﻤﺴ ﻮا ﻋﺪم ﻗﻨﺎﻋﺘﻲ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ، وﺣﻘﯿﻘﺔ ﻋﺪ م ﻣﻘﺪرﺗﻲ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻜﮭﺎ ﮭﺎ دﻓﻌو ﻟﻀﻌﻒ ﯾﺪي اﻻﺛﻨﺘﯿﻦ، ﻗﺎم أﺧﻲ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻹﺟﺮاءات أﻣﺎم اﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﺘﯿﺴﯿﺮ وﺗﻐﯿﯿﺮ اﻟ ﺤﺎل وﺗﻘﻠﯿﻞ اﻋﺘﻤﺎد ي ّ ﷲ أن ً ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻘﻞ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن، وﺣﻤﺪا ْ ﺟﮭﻮده أﺛﻤﺮت ﺑ ﺤﺼﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ھﺪﯾﺔ ﻻ ﺗﻘﺪر ﺑﺜﻤﻦ ، وھﻲ ﻋﺮﺑﺔ ﻛﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ ﺟﺪﯾﺪة .
37
Made with FlippingBook