בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו
ً
ُ
اﻟﻨﺎدي ﺑﺮﻓﻘﺔ ھﺬﯾﻦ اﻟﺼﺪﯾﻘﯿﻦ
ُ وﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻤﺴﺎء ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم ذھﺒﺖ ﻛﺎﻟﻤﻌﺘﺎد
ﻣﺘﻮﺗﺮا
وﻛﻨﺖ
إﻟﻰ
ُ ﻣﻦ اﻟﺨﺰاﻧﺔ ﺷﻌﺮت
ً وﻣﻀﻄﺮﺑﺎ و ﺷﺎرد اﻟﺬھﻦ واﻟﺘﻔﻜﯿﺮ وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻛﺘﺸﻒ اﻟﻤﺴﺌﻮل اﺧﺘﻔﺎء ﺑﻌﺾ اﻷ
ﺷﯿﺎء
ﺳﻜﻮﺗﻲ ھﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﺷﺘﺮاﻛﻲ ﻓﻲ
ً أن ﻣﺪرﻛﺎ
ُ ﺑﻀﻤﯿﺮي ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺼﺮخ وﯾﺒﻠﻐﮫ ﻋﻦ ﺳﺎرﻗﻲ اﻟﺨﺰاﻧﺔ وﻗﺪ ﻛﻨﺖ
ْ آﺧﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺘﻲ ﺣﺎﺟ ً ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ ﺳﺮا
اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻓﺎﻟﺴﺎﻛﺖ ﻋﻦ اﻟﺤﻖ ﺷﯿﻄﺎن أﺧﺮس وھﺬا آﻟﻤﻨﻲ ﺑﺸﺪة وﻟﻜﻦ ﻟﻌﻘﻠﻲ ﻛﺎن رأﯾ ً ﺎ
ُ ﮫ وﻛﺘﻤﺘ
ُ ، ﻓﺤﺎﻓﻈﺖ
ْ ورﺟﺤﺖ ﻛﻔﺘﮭﺎ أﻣﺎم ﻛﻔﺔ اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺴﻠﯿﻢ واﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ﻋﻨﮭﻤ ﺎ
ْ ﻧﺼﺐ ﻋﯿ َّ
ﺎ ﻟﮭﻤ
ﻨﻲ
ﻟﻢ ﯾﻜﺮ ر ا ﻓﻌﻠﺘﮭﻤﺎ
ً ﻣﺎ ﺧﻔﻒ ﻣﻦ روﻋﻲ وﺟﻌﻠﻨﻲ أھﺪأ ﻗﻠﯿﻼ ﺎ أﻧﮭﻤ
ﺣﺘﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ھﺬه اﻟﺴﻄﻮر اﻟﺘﻲ ﺑﯿﻦ أﯾﺪﯾﻜﻢ، و
ﺑﺘﺤﺬﯾﺮھﻤﺎ ﺑﻌﺪم اﻟﺴﻜﻮت ﺛﺎﻧﯿﺔ إذا ﻗﺎﻣﺎ ﺑﻌﻤﻞ .ﺑﮫ ﻣﺸﺎ
ﺑﻌﺪ أن ُ
ﻗﻤﺖ
ﯾﻌﺘﺒﺮ ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺳﻠ ﺴﻠﺔ ﻣﻌﻀﻼت ﺣﯿﺎﺗﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﺘﻜﺮر ﻓﻲ ﻣﯿﺎدﯾﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﯿﺮة ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ أﺣﺪ اﻟﻨﻤﺎذج ﻟﮭﺬه اﻟﻤﻌﻀﻼت ﻇﮭﺮ ﻣﺪى اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺬي ﻧ ﻌﯿﺸﮫ
وﺑﮭﺬا
ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ ﻟﻢ ﯾﺒﻖ
ﮫ وﻋﻤﻘ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﺣﺘﯿﺎﺟ ﻨﺎ ﻟﻶﺧﺮﯾﻦ واﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻋﻮﻧﮭﻢ وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﮭﻢ ﻓﻲ اﻟ ﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻨﺎ ﺗﻌﻠﻘ و ،
اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﺳﯿﻄﺮة ﻣﻮﺿﻮع ﻋﻮن
ﺑﺪﯾﻞ ﻟﻠﺘﺼﺮف واﻟﻤﻨﺎورة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻛﺜﯿﺮة، ﻨﺎ وﺻﻞ ﺑ و
أو ﺧﯿﺎر
أي ﻨﺎﻟ
اﻵﺧﺮﯾﻦ وﻣﺴﺎﻋﺪ ﻨﺎ وﺣﯿﺎﺗ واﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ ً أﺣﯿﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﺒﺎدئ وﺷﺮاﺋﻊ وﻗﯿﻢ أﺧﻼﻗﯿﺔ ﺗﺌﻦ ﻟﮭﺎ اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻣﻦ اﺟﻞ ﻋ ﺪم ﻓﻘﺪان اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة واﻹﻋﺎﻧﺔ اﻟ ﻀﺮورﯾﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﯿﺶ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺑ ﻘﻠﻮب ھﺎدﺋﺔ وﻧﻔﻮس ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﻣﺴﺘﻜﯿﻨﺔ . ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﯿﺮ ﻨﺎ وﻋﻘﻠ ﻧﺎ
ﺗﮭﻢ
ً وﺗﺄﺛﯿﺮا
ً واﻷﺷﺪ وﻗﻌﺎ
ّ وﻻ ﯾﺨﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﺣﺪ أن اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﮫ
ْ اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻟﯿﺴﺖ اﻵﻻم اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ ﻓ
ّ
ﺤﺴﺐ،
إن
ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻵﻻم اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﻓ ﺎﻻﻋﺘﻤﺎد واﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ا ﺧﺮﯾﻦ ﻵ ﻣﻘﯿﺪ ً ﻟﺤﺮﯾﺘﮫ وأﺳﯿﺮا ً اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻓﺎﻗﺪا اﻟﻘﺪﻣﯿﻦ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻗﻔﺺ اﻟﻌﻮز واﻟﻌﺠﺰ واﻟﮭﻮان ، ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻶﺧﺮﯾﻦ ﺑﻜﻞ اﻷﺣﻮال واﻷوﻗﺎت، ،ُ أم أﺑﯿﺖ ُ ﺷﺌﺖ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ً ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺒﻠﻎ رﺑﯿﻌﮫ اﻟﺜﺎﻟﺚ أو اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺬي ﯾﻨﺘﻈﺮ ﺧﺪﻣﺔ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻟﮫ ﺎ، و ً داﺋﻤ ﻇﺮوف وﺗﻔﺎ ﺻﯿﻞ إﻋﺎﻗﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﯿﺢ ﻟﻲ ﻓﻌﻞ أي ﺷﻲء وﺣﺪي، ﺣﺘﻰ أﻣﻮر ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺑﺴﻂ اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺴﻠﯿﻢ، ﻛﺜﯿﺮة اذﻛﺮ ﺑﻌﻀ ً ﺎ ﻣﻨﮭﺎ ﻟﺘﺠﺴﯿﺪ اﻟﺼﻌﺎب أﻣﺎم اﻟﻘﺮاء ﻓ ُ ﻠﻮ أردت ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم أو ﯾﺠﻌﻞ ذ ا
ھﻲ
واﻷﻣﺜﻠﺔ
أﻋﻠﻰ ﻇﮭﺮي أو ﺗﻘﺸﯿﺮ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﺔ أو أو ... و .... اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻃﻮﯾﻠﺔ، ﻛﻞ ﻣ ﮭﻤﺔ ﻣﻨﮭﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ
ﺣﺘﻰ أن أﺣﻚ أﺳﻔﻞ ﻗﺪﻣﻲ
أو
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﯿﻼت وﻻ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ
ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺴﮭﻠﺔ ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ واﻟﻤﻌﺎﻓﻰ وﻟﻜﻨ ً ﻓﻌﻠﮭﺎ ﺑﺘﺎﺗﺎ ﻓﺄ ﺿﻄﺮ ﻟﻼﺳﺘﻨﺠﺎد ﺑﺂﺧﺮ ﻣﻤﻦ ﺣﻮﻟﻲ، وإن
ﮭﺎ
ﺣﺪث أن اﻟﺠﻤﯿﻊ ﺧﺎرج اﻟﺒﯿﺖ ﻓ ﺄﻗﻮم ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺑﮭﻢ واﺳﺘﺪﻋﺎﺋﮭﻢ إذا اﻗﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ ذﻟﻚ ً أﺣﯿﺎﻧﺎ .
ّ إن ﺗﻌﻠﻘﻲ ﺑﺎﻵﺧﺮﯾﻦ أﺑﺪي ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ وﻻ ﺣﺪود ﻟﮫ، ْ إﻟﻰ أن ً وﯾﺒﺪو أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺑﻘﻲ ﻃﻔﻼ ﯾﺤﯿﻦ اﻷﺟﻞ، ً ﻃﻔﻼ ﺳﯿﺨﻂ اﻟﺸﯿﺐ ﻓﻲ ﺷﻌﺮه وﻣﻊ ذﻟﻚ ﯾﺤﺘﺎج ﻟﻌﻨﺎﯾﺔ ورﻋﺎﯾﺔ وﺧﺪﻣﺔ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ، ووﺻﻞ ﺑﻲ ّ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ أن ﺑﻌﺾ ﻣﺠﺮﯾﺎت ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺣﺴﺐ أوﻗﺎت ﻓﺮاغ اﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ، ﺣﺘﻰ دﺧﻮﻟﻲ ﻟﻠ ّ ﺎمﺤﻤ أﻧﻈﻤﮫ ﺣﺴﺐ ذﻟﻚ، ً وأﺣﯿﺎﻧﺎ اﺷﻌﺮ أﻧﻨﻲ ﺿﻌﯿﻒ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨ ً ﻲ ﻻ أﺳﺎوي ﺷﯿﺌﺎ ﻣﻦ دون اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺰ وﻋﺎﺟ ، ﻋﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ وﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﯿﺎﺗﻲ وﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ وﻋﺎﺟﺰ وﻋﺎﺟﺰ ....
31
Made with FlippingBook