בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו

ﻻ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﮭﺎ اﻟﻤﺠﻠﺪات، ﻓﻜﻞ ﺣﺮف ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺸﻘﺎء واﻟﺒﺆس ﻓ ﻔﻲ ﻣﯿﻤﮭﺎ ﻣﺤﺪودﯾﺔ وﻣﻌﺎﻧﺎة وﻋﯿﻨﮭﺎ ﻋﺐء وﻋﺪم وأﻟﻔﮭﺎ أﺣﻼم ﻣﺤﻄﻤﺔ أو ﻗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﯿﺎل وﻗﺎﻓﮭﺎ ﻗﺴﻮة اﻟﺤﯿﺎة وﺷﺪﺗﮭﺎ . ﺤﺘﻤﻞ، ُ وﻻ ﺗ ﻓﻨﻔﺴﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎق وﻣﺸﺎﻋﺮه اﻟﻤﺘﺮدﯾﺔ ﺗﺨﺘﻠﻂ وﺗﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﺘﺮﻗﺐ واﻟﺨﯿﺒﺔ واﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﻧﺎھﯿ ً وﺑﺎﻗﻲ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة ﻟﺘﺨﻠﻖ ﺟﻮا ﻚ ﻋﻦ ﺿﻐﻮﻃﺎت اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗ ﺘﺼﺎدي اﻟﺴﻲء وﻣﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻌﻼﺟﺎت وﺟﻤﯿﻌﮭﺎ ﺆﺛﺗ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة وﺗ ً ﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻌﯿﻖ ﻣﻦ ﺗﻘﺪم ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﻤﮭﻨﯿﺔ وﺗﻄﻮرھﺎ . وﻣﺎ ﻃﻤﺄن اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء وﻣﻸ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻌﺰاء و ﻦ وﻃﺄ ِ ﺧﻔﻒ ﻣ ة اﻟﺸﻘﺎء واﻟﮭﻤﻮم وﻋﺰز اﻟﺠﻠﺪ واﻟﺜﺒﺎت ھﻮ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﺑ ﻘﻀﺎء اﷲ وﺗﻌﺎﻟﻰ ووﻋﻲ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة وﺗﻘﺒﻠﮭﻢ ﻟﻈﺮوف إﻋﺎﻗﺘﻲ، وﺿﺮورة وﯾﻤﻜﻦ أن أﻛﻮن ﺗ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﯿﺮي اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﻦ اﻹﻋﺎﻗﺔ وﻟﻜﻦ واﻗﻌﮭﺎ ً ﺸﺎؤﻣﯿﺎ ﻛﻔﯿﻞ أن ﯾ ﻘﻠﺐ أﺟﻮاء ﺑﯿﺖ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻌﺎق إﻟﻰ أﺟﻮاء ﻻ ﺗﻄﺎق

ﻓﺎﺋﺪة

ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ

رﻋﺎﯾﺘﻲ و اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﻲ ﺑﺄﻣﺜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وأﻓﻀﻠﮭﺎ .

اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﻤﺒﻜﺮة، ﻟﻢ أﻛﻦ اﻋ ﺑ ﻠﻢ ﺄﻧﻨﻲ ﺷﺨﺺ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻧﻤﻮه وﺟﺴﺪه ﻋﻦ أﻗﺮاﻧﮫ وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى

ﺧﻼل ﻣﺮﺣﻠﺔ

ُ ﺑﯿﻦ ﻛﻨﺖ

أﻧﻨﻲ ﻣﺼﺎب ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ، ﺣﺘﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻌﺎ ق ﻟﻢ أ ﻓﮭﻤﮭﺎ ﻘﺪ ﻟ.

ِ

أﻧﻨﻲ إﻧﺴﺎن " ﻏﯿﺮ ﻃﺒﯿﻌﻲ "،

وﻟﻢ أع

ُ

ً اﻟﻤﺤﺪود أﯾﻀﺎ وﻧ ،

اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي، ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮﯾﺔ ﻣﺤﺪودة ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻣﺴﺘﻮى ﺟﯿﻠﻲ

ﺸﺄت

ُ ﺖ ﻣﻦ ﺣﻀﻦ أﻣﻲ

ﺗﻨﻘﻠ ﺣﯿﺚ

ُ وﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻓﻲ وﺳﻂ أﺳﺮة ﻣﻨﺤﺘﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ واﻟﺤﺐ ، ﺤﻨﺎن واﻟ

ً ، وﻋﺸﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ ﺑﯿﺖ ﻓﻲ

ﻟﺪي ﺳﺒﻊ أﺧﻮ ات وﺛﻼﺛﺔ إﺧﻮة ، إﺿﺎﻓﺔ ﺑﻲ وأﻣﻲ ﻷ وﻣﻄﺒﺦ ﺻﻐﯿﺮ، وأﻣﺎﻣﮭ ﻤﺎ ﺑﺎﺣﺔ ﺻﻐﯿﺮة ﺑ ﺔﻓﻮﺴﻘﻣ

ﻷﺣﻀﺎن أﺧﻮاﺗﻲ ﻛﺎن إذ ، ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﺗﺄﻟﻒ ﻣﻦ

ﺎﻻﺳﺒﺴﺖ اﻟﻘﺪﯾﻢ .

ﻏﺮﻓﺘﯿﻦ

ً ﻋﻤﻞ ﺣﺎرﺳﺎ ﻟﯿﻠﯿ ً ﺎ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ

اﻗﺘﺼﺎدي ﺳﻲ ٍ ء ، أﺑﻲ رﺣﻤﮫ اﷲ

وﺿﻊ ﻋﺎﻧﯿﻨﺎ ﻣﻦ

ﻟﻘﺪ

ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻧﺘﺎﻧﯿﺎ، وﺑﺎﻟﻜﺎد ﯿ ﺴﺘﻄﯾ ﻛﺎن اﺣﺘﯿﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ﻛﻠﮭﺎ، ﻛﻨﺖ أراه ً وﺣﺎﻣﻼ ً ﯾﻌﻮد ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻣﻨﮭﻜﺎ ﺑﯿﺪه ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻠﻮى و ) ﺟﺮﯾﺪة ﯾﺪﯾﻌﻮت اﺣﺮوﻧﻮت ( اﻟﻌﺒﺮﯾﺔ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﺗﺄﺛﯿﺮ ودور ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﺘﻔﻜﯿﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ . وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﺬھﺐ ً ﻟﻠﻨﻮم إﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻼﻋﺒﺘﻲ وﻣﺪاﻋﺒﺘﻲ واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠﻲ، وأﺣﯿﺎﻧﺎ ُ ﻛﻨﺖ أﻏﻔﻮ ﺑﯿﻦ ذراﻋﯿﮫ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﯾﻀﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﻓﺊ وﯾ ﺻﺪره ﺮﺑﱢﺖ ﻋﻠﻰ رأﺳﻲ ﻓﺄﻏﻮص ﻓﻲ ﻧﻮم ﻋﻤﯿﻖ ، و أﻛﺜﺮ ﻣﺎ أﺗﺬﻛﺮ ه وﺑﻘﻲ ﻓﻲ ذھﻨﻲ ﻣﺒﺎھﺎﺗﻲ أﻣﺎم أﻃﻔﺎل اﻟﺤﺎرة ﺑﺤﻤﻠﻲ ﻟ ﻤﺴﺪس اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﺤﻮزة أﺑﻲ إذ ﻛﺎن ﯾﻀﻌﮫ ﺑﯿﻦ ﯾﺪي وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ إﻓﺮاﻏﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﺻﺎص ﺑﺼﻮرة ﻣﺆﻛﺪة ، وﻛﺎن أﻃﻔﺎل اﻟﺤﺎرة ً ﯾﺄﺗﻮن ﺧﺼﯿﺼﺎ ﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﻤﺴﺪس اﻟﻤﺨﯿﻒ ُ وﺑﺴﺬاﺟﺔ ﻃﻔﻞ ﻛﻨﺖ اﻧﺘﮭﺰ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻷﺗﺒﺎھﻰ ﺑﻜﻞ ﻏﺮور وأرﻓﺾ ﻣﻨﺤﮭﻢ ﺣﺘﻰ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻤﺴ ﮫ أو ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﯿﮫ . ّ ﻊ ﺳﺪ

ُ

أﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺪﻟﯿﻠﻲ وإرﺿﺎﺋﻲ ﺑﺸﺘﻰ اﻟﺴﺒﻞ ، وﺣﺴﺐ أﻗﻮال أﻣﻲ

ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﺑﺎﻟﻎو،

ُ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ً

ﺣﻈﯿﺖ

ﻣﺪﻟﻼ

ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘ ،ﮫ

ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻠﻔﺘﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﮫ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﮫ ﻹﺧﻮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﻐﺮھﻢ، ﺣﯿﺚ ُ

ﺣﺼﻠﺖ

ﻓﻲ اﺣﺪ اﻷﯾﺎم ﻣﺎ ﺳﺮ ھﺬا

ُ أﻣﻲ وﺳﺄﻟﺖ

ﻟﺤﺮﺻﮫ ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ اﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻲ و و ﺳﻌﺎدﺗﻲ ﻋﺪم اﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﺒﻜﺎﺋﻲ

وﺑﺤﺰﻧﻲ

اﻟﺪﻻل وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺑﻲ !! أﻧﻨﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ُ اﻣﺘﻠﻜﺖ ﻗﺪرة ﻣﻤﯿﺰة ﻋﻠﻰ ﺟﺬب ﻗﻠﻮب اﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ وﻛﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﮭﻢ وﻣﻮدﺗﮭﻢ ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ داﺋﻢ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ و ﺧﻔﯿﻒ اﻟﻈﻞ و ﻛﺜﯿﺮ اﻟ ﻤﺮح، وﺳﻤ ﺎت اﻟﻔﻄﻨﺔ واﻟﺬﻛﺎء ﺳﺮت ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ . ُ ﻓﻔﮭﻤﺖ ﻣﻨﮭﺎ

8

Made with