בית איזי שפירא - ספרו של מר נואף זמירו

إھﺪاء

اﻟﺼﻐﺮ

اﻓﺘﻘﺪه ﻣﻨﺬ

اﻟﺤﻨﻮن اﻟﺬي

أﺑﻲ روح إﻟﻰ

اﻟﺼﺒﺮ و

ْ اﻷﻣﻞ ﺑﻲ زرﻋﺖ

اﻟﻌﺰﯾﺰة اﻟﺘﻲ

إﻟﻰ واﻟﺪﺗﻲ

آزروﻧﻲ ﻣﻠﻞ و دون

اﻟﺬﯾﻦ وأﺧﻮاﺗﻲ

إﺧﻮاﻧﻲ

ﺿﺠﺮ

إﻟﻰ

اﻟﻌﻤﺮ ﻛﻞ ﺳﺎﻧﺪوﻧﻲ

اﻟﺬﯾﻦ وزﻣﻼﺋﻲ

زﻣﯿﻼﺗﻲ

إﻟﻰ

اﻟﺸﻜﺮ

أﺳﻤﻰ أﻗﺪم وداﻋﻢ

إﻟﻰ

ﻋﺒﺎرات

ﻛﻞ ﻣﺴﺎﻧﺪ

1

إھﺪاء ﻣﻦ اﻟﻤﺮ ﺑﯿﺔ آﻣﻨﺔ ﺣﺴﻦ ﻧﺎﻃﻮر

ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ ﻓﯿﮫ، واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﺳﯿﺪ وﻟﺪ آدم إﻣﺎم اﻟﻨﺒﯿﯿﻦ ً ﻣﺒﺎرﻛﺎ ً ﻃﯿﺒﺎ ً ﻛﺜﯿﺮا ً اﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ ﺣﻤﺪا ﺳﯿﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آﻟﮫ وﺻﺤﺒﮫ أﺟﻤﻌﯿﻦ وﺑﻌﺪ إﻧﮫ ﻟﻤﻦ دواﻋﻲ ﺳﺮوري وﻣﺜﺎر اﻋﺘﺰازي أن أوﻻﻧﻲ اﻷخ ﺻﺎﺣﺐ ھﺬه اﻟﺴﯿﺮة اﻟﻄ ﯿﺒﺔ اﻟﻤﺜﯿﺮة ﺛﻘﺘﮫ ﻷﻗﻮم ً وﻟﻐﺔ وﺗﻌﺒﯿﺮا ً ﺑﻤﺮاﺟﻌﺔ ﻛﺘﺎﺑﺘﮫ وﺗﺪﻗﯿﻘﮭﺎ وﺿﺒﻄﮭﺎ أدﺑﺎ . ﻗﺪ ً ﺑﺮواﯾﺘﮫ ﻟﺴﯿﺮﺗﮫ ﺷﺎﺑﺎ ً أﻛﻦ أﺗﻮﻗﻊ أن أﺟﺪ أﻣﺎﻣﻲ ھﺬا اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺘﻤﯿﺰ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﺗﻤﯿﺰ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﯾﻦ وھﺒﮭﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ أﺟﺴﺎدھﻢ إﻟ ﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﻘﻞ ﻟﻜﻨﮭﻢ ﻟﻢ ﯾﺸﻜﺮوا ھﺬه اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﮭﻢ اﻵن ﻗﺎﺑﻌﻮن ﻓﻲ زواﯾﺎ ﻇﻠﻤﺎت اﻻﻧﺤﺮاف واﻟﻀﯿﺎع ﯾﺠﺮون وراء ﻟﺬات ﻋﺎﺑﺮة وﺷﮭﻮات زاﺋﻠﺔ وﻧﺰوات ﻻ ﺗﺨﻠﻒ وراءھﺎ إﻻ اﻟﺤﺴﺮات واﻵھﺎت . وﻟﻜﻨﮫ ھﺬا اﻟﺸﺎب اﻟﻤﺘﻤﯿﺰ ﻗﺪ ﺣﻮل اﻟﺤﺴﺮات واﻵھﺎت أﻧﺎﺷﯿﺪ ﻧﺴﺞ ﻋﻠﻰ وﻗﻌﮭﺎ ﺧﯿﻮط اﻟﺘﻤﯿﺰ واﻟﺘﻔﻮق وا ﻟﻨﺠﺎح . إﻧﻨﻲ أﻗﻮﻟﮭﺎ ﺑﺼﺮاﺣﺔ إﻧﻨﻲ ﻟﻢ وﻣﺂﺳﯿﮭﺎ وﻧﺎﺟﺰﺗﮫ وﻋﺎرﻛﮭﺎ وﻋﺎرﻛﺘﮫ ﻓﺨﺮج ﻣﻦ ﺣﺮﺑﮫ ﻣﻨﺘ وﻟﯿﺲ ھﺬا ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ إﻧﮫ ﺧﺮج ﺑﺄﺳﻠﺤﺘﮫ، ً ﺼﺮا ﺑﺈﯾﻤﺎﻧﮫ وﺗﻮﻛﻠﮫ، ﺑﺼﺒﺮه ورﺿﺎه، ﺑﻌﺰﻣﮫ وﺛﺒﺎﺗﮫ، ﺑﺘﺤﺪﺑﮫ وإرادﺗﮫ، ﺑﮭﻤﺘﮫ وﺷﺠﺎﻋﺘﮫ . وﻛﻠﮭﺎ أﺳﻠﺤﺘﮫ اﻟﺘﻲ ً وﻣﻀﺎء ً ة ّ ﺪ ِ اﺳﺘﻌﺎن ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﮫ وﻋﺮاﻛﮫ وﻓﻲ ﺻﻤﻮده وﻣﻘﺎوﻣﺘﮫ ﺧﺮج ﺑﮭﺎ دون أن ﺗﻨﺜﻠﻢ ﺑﻞ ھﻲ أﺷﺪ ﺣ . إنﱠ اﻟﻘﺎرئ ﻟﮭﺬه اﻟﺼﻔﺤﺎت ﺳﯿﺠ ﺪ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﮫ ﻗﺼﺔ ﻛﻔﺎح، ﻋﻠﻰ ﻣﺮارﺗﮭﺎ وﻗﺴﻮﺗﮭﺎ وآﻻﻣﮭﺎ إﻻ إﻧﮭﺎ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺤﻤﺪ ﺣﻠﻮ اﻟﻤﺬاق ﯾﺬھﺐ ﻛﻞ ﻣﺮارة ً واﻟﺸﻜﺮ ﻟﮫ رﺣﯿﻘﺎ . وﺗﺤﻄﻢ ﺻﺨﻮر اﻟﺒﻼء اﻟﻘﺎﺳﯿﺔ ﻟﺘﺼﯿﺮ ﻃﺎﻗﺎت ﻟﻠﺘﺤﻤﻞ واﻟﺜﺒﺎت، وﺗﺪاوي اﻵﻻم ﻟﺘﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺛﻤﺎر ﻃﯿﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻞ واﻟﺮﺿﻰ . ﺎ ّ ﻓﯿﺎ ﻟﮫ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺷﺎﻛﺮ ﯾﺤﻤﻠﮫ ﻛﺎﺗﺒﻨﺎ ﻟﻤ د ﺧﻠﮫ اﻹﯾﻤﺎن اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ . ﺑﻤﺬاق ﻃﯿﺐ وﻃﻌﻢ ﻟﺬﯾﺬ، ّ ﺰﯾﱠﻦ ﺑﮭﺎ ﻟﺘﮭﻮن ﻋﻠﯿﮫ ﺣﺎﻟﮫ وﯾﺤﺲ َ وﯾﺎ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ذاﻛﺮة ﺗ ﻠﺊ ﻗﻠﺒﮫ ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن اﻟﺬي ﯾﺼﻨﻊ ُ ﻓﺼﺎﺣﺒﻨﺎ ﻟﻢ ﯾﺬق ﻃﻌﻢ اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ واﻟﺴﺮور ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﷲ ﻟﮫ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﻣ ﻞﱡ اﻟﻤﻌﻀﻼت َ ﺤ ُ اﻟﻤﻌﺠﺰات واﻟﺘﻮﻛﻞ اﻟﺬي ﺑﮫ ﺗ . وﻻ ﻧﺒﺎﻟﻎ إ ذا ﺻﻨﻔﻨﺎ ھﺬه اﻟﺴﯿﺮة ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻋﻤﻞ أدﺑﻲ راﺋﻊ . ﻓﻜﺎﺗﺒﻨﺎ ﯾﺮﺳﻢ اﻷﺣﺪاث وﯾﻠﺒﺴﮭﺎ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﻟﻐﻮﯾﺔ ﺟﻤﯿﻠﺔ وﯾﺪرﺟﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﺑﯿﺮ ﺟﻤﯿﻠﺔ وﻋﺒﺎرات ﺟﺬاﺑﺔ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ وﺟﺪاﻧﮫ وﻗﻠﺒﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة، ﻣﺼﻮرة ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻷﻟﻢ ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻘﺎرئ ﯾﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﮭﺎ وﯾﻌﯿﺸﮭﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﻛﺄﻧﮫ ﺣﺎﺿﺮ ﺳﺎﻋﺔ . ﺣﺪوﺛﮭﺎ ﻓﮭﻮ ﯾﻮﻇﻒ اﻟﺘﻌﺎﺑﯿﺮ واﻷﻣﺜﺎل واﻟﻜﻠﻤﺎت ﺑﺼﻮرة ﻣﻤﺘﺎزة ﻟﺘﺆدي اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺮاد اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯿﮫ واﻟﻔﻜﺮة اﻟﻤﻘﺼﻮدة ﻣﻨﮭﺎ وھﺬه ﻣﻊ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ً ﺣﺴﯿﺎ ً ﻣﻘﺪرة أدﺑﯿﺔ ﯾﻤﻠﻜﮭﺎ ﻛﺎﺗﺒﻨﺎ ﺳﺎل ﺑﮭﺎ ﻗﻠﻤﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺤﺎت ﻟﺘﺰﯾﺪ اﻟﻘﺎرئ اﻧﺪﻣﺎﺟﺎ . اﻟﻨﺎﺟﺤﻮن ﻛﺜﯿﺮون واﻟﻤﺘﻔﻮﻗﻮن ﻗﻠﯿﻠﻮن واﻟﻤﺘﻤﯿﺰون ﻧﺎدرون . ً واﺣﺪا ً وأﺧﻮﻧﺎ ﺻﺎﺣﺐ ھﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻧﺠﺪه داﺋﻤﺎ ً ﻣﻦ ھﺆﻻء ﺟﻤﯿﻌﺎ . ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺴﻦ وھﺬه اﻟﻈﺮوف ﻗﺪ ﻧﺎﺟﺰ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﺼﻌﺎﺑﮭﺎ ووﯾﻼﺗﮭﺎ ً ﻣﺎ ﻧﺠﺪ ﺷﺎﺑﺎ ً ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺎدرا

2

وﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺳﯿﺠﺪ اﻟﻘﺎرئ ً ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻌﻠﯿﻤﺎ ّ أو ﻣﺮﺷﺪ ﺗﺮﺑﻮي ّ ﻧﻔﺴﮫ أﻣﺎم ﻣﺤﻠﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻦ ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺠﺎﻻت ﺑﻤﺎ ﯾﻤﻠﻜﮫ ﻣﻦ ّ وﻧﺎل ﺷﮭﺎدة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﺑﻞ إﻧﮫ ﯾﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻤ ً ﺟﺎﻣﻌﯿﺎ ﻓﻲ إﯾﺼﺎل ٍ أﺳﻠﻮب راﺋﻊ وﺟﺬاب وﻣﺜﯿﺮ ﻟﻺﻋﺠﺎب ﻓﻲ ﺑﯿﺎن اﻷﻣﻮر وﻋﺮﺿﮭﺎ وﻣﺎ ﯾﻤﻠﻜﮫ ﻣﻦ إﺧﻼص وﺗﻔﺎن رﺳﺎﻟﺔ ﺳﺎﻣﯿﺔ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﮫ ﻣﻤﻦ ﻟﮭﻢ ﻗﻠﻮب ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ھﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ . أﺳﺄل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﻮﻓﻘﮫ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺼﺒﻮ إﻟﯿﮫ وﺗﺼﻞ رﺳﺎﻟﺘﮫ إﻟﻰ ﺣﯿﺚ أراد ﻣﻦ وراء ھﺬه اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻧﮫ ﻗﺮﯾﺐ ﻣﺠﯿﺐ .

: ﺑﻘﻠﻢ آﻣﻨﮫ ﺣﺴﻦ

3

إھﺪاء ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺑﯿﺔ رﺣﯿﻤﺔ زﯾﺪان

إﻟﻰ أﺧﻲ ﻧﻮاف ﺗﺤﯿﺔ اﻹﻟﮫ إﻟﯿﻚ وﻋﻠﯿﻚ ...

أﻗﻞ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ أ ﻣﺸﻮرﺗﻲ َ ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺖ إن ) ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﺎﺑﺘﻚ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻨﺸﺮ ( أﻗﻮﻟﮭﺎ ﺑﻼ رﯾﺎء أو ﻧﻔﺎق ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﺴﺎرع ﻓﻲ ﻧﺸﺮھﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺮاود ﻛﻠﻤﺎﺗﮭﺎ ﻣﻦ ﯾﻐﻄﻮن ﻓﻲ ﺳﺒﺎت ﻋﻤﯿﻖ . وﺗﺸﺮق ﺷﻤﺴﮭﻢ ﻓﺘﻮﻗﻈﮭﻢ ﻟﯿﺒﺪأوا ﻣﺸﻮارھﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ إن ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﮫ ﻣﺮاوﻏﺔ ﺑ ﯿﻦ اﻟﺴﯿﺮة اﻟﺬاﺗﯿﺔ واﻟﺮواﯾﺔ، أﺳﻠﻮب ﻏﺮﯾﺐ وأﻏﺮب ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻧﺴﺠﮫ ﺧﯿﺎل ﺑﺸﺮي ﻣﻦ ﻣﺂﺳﻲ وﻣﻼه . إن أﺟﻮاء اﻟﺴﺬاﺟﺔ واﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺑﺪت واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻚ ﻓﺠﺎءت ﻟﻐﺘﻚ ﺣﻤﯿﻤﯿﺔ ﻣﻐﻠﻔﺔ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﺟﯿﺎﺷﺔ وﺗﻌﺎﺑﯿﺮ اﯾﺠﺎﺑ ً ﺻﺎدﻗﺔ ﺗﻨﺴﺎب إﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻘﺎرﺋﺔ ﻛﺎﻧﺴﯿﺎب اﻟﻤﯿﺎه اﻟﺼﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺪران ﻓﺘﺘﺮك أﺛﺮا ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ً ﻣﻤﺘﻌﺎ ً ﯿﺎ إن . ﻟﻐﺘﻚ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﻠﺘﮭﺎ ﻟﻐﺔ ﺳﻠﺴﺔ ﺑﺴﯿﻄﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ اﻋﺘﻘﺪ أﻧﮭﺎ ﻟﻐﺘﻲ اﻟﺘﻲ أﺗﻜﻠﻢ ﺑﮭﺎ وأﺗﺤﺎور ﻓﻘﺪ أﺳﺮﺗﻨﻲ ﺑﺠﻤﺎﻟﯿﺎﺗﮭﺎ وﻋﺬوﺑﺘﮭﺎ ودﻻﻻﺗﮭﺎ اﻟﻤﺘﺸﻌﺒﺔ وﺑﺈﯾﻘﺎﻋﯿﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺘﻔﺮدة . ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻌﺎﺑﯿﺮ اﻟﻤﺤﻜﯿﺔ واﻷﻣﺜﺎل اﻟﻔﺼﯿﺤﺔ وﻟﻐﺔ اﻟﻨﺎس اﻟﻤﺤﻜﯿﺔ إ َ ﻟﻘﺪ ﺗﺄﻟﻘﺖ ﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻟﻐﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﯿﻦ اﻟﺼﻮر واﻟﻤﺸﺎھﺪ اﻟﻤﺜﯿﺮة ﺑﻜﻞ دﻗﺔ وإﺗﻘﺎن ﺣﺘﻰ َ ورﺳﻤﺖ ) ﻟﺘﺮاﻧﻲ اﻋﺮف أﯾﻦ ﺗﻘﻊ ﺷﺠﺮة اﻟﺴﺮو وﻣﻦ أﯾﻦ ﺗﺒﻌﺚ اﻟﺸﻤﺲ أﺷﻌﺘﮭﺎ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻚ، وﻧﻔﺴﻲ ﺗﻮاﻗﺔ ﻷﻋﺮف ﻣﻦ ھﻲ اﻟﺠﺎرة ) أم ﻣﺤﻤﻮد .(( َ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘ ّ ﻞ ُ إن ﺟ َ ﮫ أﺧﺬت ﺳﯿﺮﺗﻚ اﻟﺬاﺗﯿﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ إﺷﺮاق إﺑﺪاﻋﯿﺔ ﻟﻢ َ ﺗﻘﻢ ﺗﺴﻠﯿﻤﮭﺎ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺑﻞ أﺧﺬﺗ ﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮة َ واﻟﺸﺪة وأﺧﻀﻌﺘ َ ﺳﺮاﺣﮭﺎ وأودﻋﺘ َ ﮭﺎ ﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻹﺑﺪاع ﺛﻢ أﻃﻠﻘﺖ ﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﯾﺪي اﻟﻘﺮاء ... ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻚ رؤﯾﺔ واﻋﯿﺔ ﺻﺎدﻗﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ﺷﺮﯾﺤﺔ ﻋﺰﯾﺰة ﻋﻠﯿﻨﺎ، ﺷﺮﯾﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ، ْ ﻟﻘﺪ ﻇﮭﺮت آﻣﺎﻟﮭﻢ وأﺣﻼﻣﮭ َ وﺣﺪك ھﻤﻮﻣﮭﻢ ورﻋﯿﺖ َ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺑﮭﻢ ﻟﻠﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﻋﺒﮭﺎ وﻣﺸﺎﻛﻠﮭﺎ ً ﻢ ﺷﺎدا وﻋﻮاﺋﻘﮭﺎ . ﺑﻜﺘﺎﺑﺘﻚ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻗﻀﯿﺔ ﻣﮭﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ وھﻲ َ ﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ) ﺗﮭﻤﯿﺶ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺎت ( ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﮭﻢ . ﻓﻲ ﺗﺼﻮﯾﺮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻌﺎق وﻣﺸﺎﻛﻠﮫ ﺑﺄﺳﻠﻮب روﻣﺎﻧﺴﻲ ﺑﺴﯿﻂ ﯾﺮﻗﻰ إﻟﻰ إﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ راﺋﻌﺔ ﻣﺤﺪدة َ ﻓﻨﺠﺤﺖ . ُ وأﻧﺎ ﺑﺪوري أﺿ ْ ﻢ ﺻﻮﺗﻲ ﻟﺼﻮﺗﻚ وأﻧﺎدي ھﻠﱡﻢ ﺑﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻐﺎﻓﻠﯿﻦ واﻟﻐﺎﻃﺴﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺒﺎت أن ﻧﺘﺸﺒﮫ ﺑﻚ وﺑﻜﻔﺎﺣﻚ ﻓﺈنﱠ ﺛﻘﺎت ً ﻼح ﻓﻨﻜﻮن دﻋﺎة ﺧﯿﺮ وأﺷﺨﺎﺻﺎ َ اﻟﺘﺸﺒﮫ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻓﺤﯿﻦ واﻟﻜﺮام ﻓ . ُ أﺛﻨﺎء ﻗﺮاءﺗﻲ ﻛﻨﺖ ً أﺣﯿﺎﻧﺎ ُ ﺑﻜﯿﺖ ً اﺑﺘﺴﻢ ﺣﯿﺚ ﯾﺠﯿﺰ اﻟﻤﻮﻗﻒ ذﻟﻚ وﻣﺮارا ُ ﺣﺎرﻗﺔ ً دﻣﻮﻋﺎ أدري ُ وﻟﺴﺖ ﻟﻜﻔﺎﺣﻚ وﻧﻀﺎﻟﻚ ً ﺄ ﺟﺒﺎه ﺗﻘﺪﯾﺮا َ ﻃ ْ ن ﯾﻜﻮن أن ﺗﺤﻨﻰ ھﺎﻣﺎت وﺗﻄﺄ .

وذرﻓﺖ

ﻟﻤﺎذا ... ؟؟

ﻣﻊ ﺧﺎﻟﺺ ﺗﻘﺪﯾﺮي وﺷﻜﺮي وأﻣﻨﯿﺎﺗﻲ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﻤﺮ اﻟﻤﺪﯾﺪ واﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﯿﺔ واﻟﻌﻄﺎء اﻟﻮﻓﯿﺮ رﺣﯿﻤﺔ زﯾﺪان

4

ﺗﻮﻃﺌﺔ وﺗﻤﮭﯿﺪ

أﺑﺪأ ﺑﺘ ﯿﺤﻘ ﻖ ﺣﻠﻤﻲ ﻓﻲ أ ﺣﺪ اﻷﯾﺎم و أ ن ﯾﺒﺰغ ﻋﻠﯿﮫ ﯾﻮم ﻓﺠﺮ

ْ

اﷲ، ﻣﺸﯿﺌﺔ

ﺟﺪﯾﺪ،

ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ، أن

ﻛﺎﻧﺖ

ْ اﻷﺣﺪاث واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﻲ واﻛﺒﺖ

راودﺗﻨﻲ ﻓﻜﺮﺗﮫ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ، أن أوﺛﻖ ﺑﻌﺾ

ﻗﺪﯾﻢ، ﺣﻠﻢ ﺷﻤﺲ ﺿﻮء وﯾﺸﻊ

ّ ﻹﻓﺼﺎح ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﻌﻠ ﺒﺔ وﻣﻐﻠﻔﺔ و أﺣﺎﺳﯿﺲ ﺻﺎدﻗﺔ

ن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ إﻋﺎﻗﺔ ﺣﺮﻛﯿﺔ، وا

ﻧﺴﺎ ﻛﺈ ﺣﯿﺎﺗﻲ

ﻣﺠﺮﯾﺎت

وﺣﺴﺮة ً ﺨﻔﻖ أﻟﻤﺎ ، و ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ذاﺗﻲ وﻋﻦ آراﺋﻲ ﻓﻲ أﻣﻮر ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﻤﻌﻈﻢ

وﻣﺮھﻔﺔ ﺗﺮﻓﺮف ﻓﻲ ﯾﺐ ﻗﻠ

ﯾﺮﻏﺐ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة اﻟﮭﺎدﺋﺔ، اﻟﺴﻮﯾﺔ واﻟﻜﺮﯾﻤﺔ .

ﻣﺠﺎﻻت وﻇﺮوف ﺷﺨﺺ ذي إﻋﺎﻗﺔ

ﻟﻘﺪ وﻋﻦ ﻣﺎذا اﺑﺤﺚ ﺑﮭﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻔﺮﯾﺪة؟ ھﻞ ﺳﺘﻠﻘﻰ ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ اھﺘﻤﺎم اﻟﻮﺟﻮه ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺤﺘﻜﺔ ﺑﺬوي اﻹﻋﺎﻗﺔ؟ وھﻞ ﺳﺄﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﻐﯿﯿﺮ وﻟﻮ اﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻵراء اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ؟ وھﻞ ﺳﺘﻜﻮن ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ ﻓﻘﺎﻋﺔ رﻏﻮﯾﺔ ﻋﺎﺑﺮة وﻣﺆﻗﺘﺔ ؟ أم أﻧﮭﺎ ﺳﺘﺜﺒﺖ ؟ً وﺗﺆدي ﻧﻔﻌﺎ ﻟﻘﺪ إﻟﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ُ وﺻﻠﺖ ﺑﻀﺮورة ﺗﻨﻔﯿﺬ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺎﻷھﺪاف أﺳﻤ ﻰ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﺗﺮدد أو ﺗﻠﻜ ، ﺆ ﻧﺎھﯿﻚ أھﻤﯿﺔ إﻟﻰ ھﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ُ اﻟﻤﺴﺘﻮﯾﯿﻦ اﻟﺸﺨﺼﻲ واﻟﻌﺎم ﺣﯿﺚ رﻏﺒﺖ ُ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ھﺬا اﻟﺤﻠﻢ ﻟﯿﺴﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ذاﺗﻲ وﺗﻌﺰﯾﺰ إﯾﻤﺎﻧﻲ ﺑﻘﺪراﺗﻲ ا ﻟﻔﻜﺮﯾﺔ واﻹﻧﺘﺎﺟﯿﺔ وإرﺿﺎء ﻟﻀﻤﯿﺮ ي اﻟﺬي ﯾﺤﺜﻨﻲ وﯾﻄﺎﻟﺒﻨﻲ ﺑ ً دوﻣﺎ ﺎﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣﻮاھﺒﻲ وإﺑﺪاﻋﺎﺗﻲ وﻃﺎﻗﺎﺗﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﻐﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﯿﺮ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﺌﺔ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻤﻲ إﻟﯿﮭﺎ ﺑﻜﻞ ﻓ ﺨ ﺮ واﻋﺘﺰاز، وﻛﺬﻟﻚ ﺮىﻟﯿ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﯿﺎة ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺑﻤﻨﻈﺎر ﻣﺨﺘﻠﻒ وﺟﺪﯾﺪ ﻓﮭﺬه اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧ ﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺳﺘﺠﺴﺪ ﺑﻌﻀ ً ﺎ ﻣﻦ ﻇﺮوف ﻛﺎﻓﺔ ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ووﺟﮭﺎت ﻧﻈﺮ وﺳﺘﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﺘﻲ ﯾﻄﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻘﺮاء ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺮﺣﺐ اﻟﻤﻠﻲء ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺨﻔﯿﺔ واﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ وﺻﺮاﻋﺎت اﻟﺒﻘﺎء اﻟﺬوات ﺑﯿﻦ ووﺣﻮش اﻟﯿﺄس واﻹﺣﺒﺎط واﻟﺤﺴﺮة . ُ ﺿﺮورة اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻋﯿﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ واﻷﻓﻜﺎر اﻟﻨﻤﻄﯿﺔ واﻟﻤﻘﻮﻟﺒﺔ، ﺗﺠﺎه ُ ﺗﺮددت ً اﻟﺒﺪء ﻗﺒﻞ ﻛﺜﯿﺮا ھﺬه اﻟﺴﻄﻮر، ّ ﺑﺨﻂ ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ وﺑﯿﻦ ﺑﯿﻨﻲ اﻟﮭﺪف ﻣﺎ ؟ ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ ﻣﻦ وأﺳﮭﻢ اﻟﻤﻌﺎق اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻓﻲ ﺑﻮرﺻﺔ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ، وإﺿﺎﻓﺔ ﻟ ﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن ً ﻟﻐﺮض اﻟﺘﺒﺎھﻲ واﻟﺘﻔﺎﺧﺮ أو ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﻤﺠﺪ واﻟﺸﮭﺮة، و ﻟﯿﺴﺖ ﻟﻤﻞء اﻟﻔﺮاغ وﻻ ﻟﺘﺰﯾﯿﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻲ ﻇﻠﻢ واﻗﻊ وﺗﻤﯿﯿﺰ ﺻﺎرخ وﻣﻌﺎﻧﺎة واﺿﺤﺔ، وﻟﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﯿﻂ اﻟﻀﻮء وﻓﺘﺢ ﻧﻘﺎش ﺟﺪي ﻓﻲ ، وإﯾﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ً ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﻤﺎء وﺣﺎن وﻗﺖ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﮭﺎ ﺟﺬرﯾﺎ اﻟﻤﻨﺼﻔﺔ وﺳﺒﻞ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﯿﻢ ﻣﻌﮭﺎ . وﺑﻌﺪ اﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ واﻟﺘﺴﻠﺢ ﺑ ﺎﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ و اﻟﺘﺄﻧﻲ و اﻣﺘﻼك روح اﻟﻤﺒﺎدرة واﻟﺠﺮأة اﻻﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ُ ، اﺳﺘﯿﻘﻈﺖ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻲ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﺣﺪ أﺣﻼﻣﻲ، ﻷﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺻﺒﺎح ﯾﻮم رﺑﯿﻌﻲ ﻟﻄﯿﻒ ﯾﻌﻤﮫ اﻟﺘﻔﺎؤل واﻷﻣﻞ وﻋﻠﻰ ﻧﻐﻤﺎت ﺻﯿﺎح " دﯾﻚ اﻟﺠﺎرة أم ﻣﺤﻤﻮد ﻣﻌﻠﻨ " ً ﺔ ﻋﻦ ﻣﯿﻼد ﻛﺘﺎب، ﻟﯿﺲ ﻛﻜﻞ اﻟﻜﺘﺐ، اﻟﻜﺘﺎب ﻓﮭﺬا ﺳ ﯿﺤﻤﻞ أﺟﻤﻞ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ واﻟﻘﯿﻢ وأﻧﺒﻞ اﻟﻨﻮاﯾﺎ واﻟﺘﺤﺪﯾﺎت، ﺻﻔﺤﺎﺗﮫ ﻛﺎﻷﻧﺸﻮدة اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﯿﺔ اﻟﮭﺎدﺋﺔ ﺑﺄﻟﺤﺎﻧﮭﺎ ، و اﻟﻘﺎﺳﯿﺔ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﮭﺎ و ، اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺑﺄﺣﺪاﺛﮭﺎ . وأوراﻗﮫ ﺗﺌﻦ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ اﻟ ﺬﻛﺮﯾﺎت وﺣﺮﻗﺘﮭﺎ، و ً ﻣﻠﺘﮭﺒﺔ أﻟﻤﺎ ً ، ﻋﻠﻤﺎ ً أﻣﻼ و ً ، ﺿﻌﻔﺎ ً وﺑﻐﻀﺎ ً ، ﻣﻮدة ً وﺟﮭﻼ ً ﻗﻮة ً وواﻗﻌﺎ ً ، ﺧﯿﺎﻻ . ﻟﯿﺴﺖ ْ ﺑﻞ ﺟﺎءت ﻧﺘﯿﺠﺔ ْ ﻗﻀﯿﺔ ﻃﻔﺖ ﺑﺪأﺗﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻟﻠﺘﻐﯿﯿﺮ ﻧﺤﻮ اﻷﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﺟﻞ رﻓﻊ ﻣﻜﺎﻧﺔ ً وﺳﻔﯿﺮا ً وأن أﻛﻮن وﻛﯿﻼ

وﺳﻌﯿﺖ

ھﻢ

ﻧﺸﺮ

ورأﯾﺖ

اﻟﻤﻌﺎق، ﻗﺪ ﻛﻨﺖ واﻟﺘﻲ

ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ

5

ُ أﺣﺪاث ﻋﺸﺘ ُ ﮭﺎ وأﻋﯿﺸﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﻮﻣﻨﺎ ھﺬا، وأود أن أﺷﺎرﻛﻜﻢ أﻧﯿﻦ آﻻﻣﮭﺎ، ﺣﻠﻮھﺎ وﻣ ّ ﺮ ُ ھﺎ، ورأﯾﺖ ﻣﻦ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻤﻼ ً وﻣﻨﺎدﯾﺎ ً واﺟﺒﻲ أن أﻛﻮن ﻣﻨﺒﺮا ﯾﯿﻦ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻲ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ ﺎﺣ ّ ﺛ ً وﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ً ﺎ ﺑ ﺎﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﯿ ﺎﻨ واﻻھﺘﻤﺎم ﺑﻈﺮوﻓ ﻨﺎ واﻹﻃﻼع ﻋﻠﻰ أﺟﻮاء ﺣﯿﺎﺗ ﻨﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﺘﻠﻮﯾﺢ ﺑﻤﻄﺎﻟﺒ ﻨﺎ أﻣﺎم ﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار اﻟﺬﯾﻦ اﻧﻌﺪم اﻟﺤﯿﺎء ﻣﻦ وﺟﻮھﮭﻢ و ﺣﺎول ﺑﻌﻀﮭﻢ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻄﻤﻮ ﺣﻨﺎ وﺗﻔﺎؤﻟﻨﺎ ﻓ ﻌﻨﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﻨﺎ ﺑﺄﺣﺪھﻢ أذھﻠ ﻨﺎ، ، ﺟﻤﯿﻌﻨﺎ ﺑﻘﻮﻟﮫ ﻣﺎذا " ﺳﯿﺨﺮج ﻣﻦ ﺗﻌﻠﯿﻢ ھﺬا " اﻟﻌﻄﯿﻠﺔ و" ؟ً ھﻞ ﺳﯿﺼﺒﺢ ﻃﺒﯿﺒﺎ " ﺪلﯾ ﺣﺪﯾﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺠﺮ اﻟﻘﻠﻮب واﻧﻌﺪام اﻟﺨﺼﺎل اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﻗﺪ و، ﺗﺎﺟﺮ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻨﺎ واﺣﺘﯿﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ﺧﻠﺴﺔ وﺧﻔﯿﺔ وﻟﻢ ﯾﻘﯿﻤﻮا ً ﺔﻷﯾ وزﻧﺎ ﺣﻘﻮق إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ أو ﺷﺮاﺋﻊ دﯾﻨﯿﺔ ﺗﺬﻛﺮ، ﻟﻢو ﺗﺘﺤﺮك ﺷﻌﺮة ﻓﻲ واﺣﺪة أﺟﺴﺎدھﻢ اﻧﺘﮭﺎﻛ ﻋﻨﺪ ﮭﻢ ّ ﻟﺤﻘﻮﻗﻨﺎ وﻣﺴ ﮭﻢ ﺑ ﻜﺮاﻣﺎﺗﻨﺎ . و اﻷﺣﺪاث واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﺗﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﻣﻌﺎق ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻷرض، ﻓﺤﯿﺎﺗﻨﺎ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﺑﺄﺣﺪاﺛﮭﺎ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮭﺎ

وﺻﻌﺎﺑﮭﺎ ﻣ ﺘ ﺸﺎﺑﮭﺔ وﺗﻜﺎد ﺗﻜﻮن ﻣ ﺘ ﻤﺎﺛﻠﺔ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﺠﻨﺲ واﻟﻠﻮن واﻟﺪﯾﻦ . وأرﺟﻮ ﻣﻦ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻟﺘﻮﻓﯿﻖ واﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﻣﮭﻤﺘﻲ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ وﻧﻘﻞ اﻟﺼﻮرة اﻟ ﻋ ﻮاﺿﺤﺔ ﻤﺎ ﯾﺪور ﻣﻦ ﺻﺮا ع اﻟﺒﻘﺎء ﻟﺪى ﺷﺮﯾﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ أن وآﻣﻞ اﻟﻜﺘﺎب ﻲ ﯾﻼﻗ اﺳﺘﺤﺴﺎﻧﻜﻢ وﺗﺘﺎﺑﻌﻮا اﻷﺣﺪاث ﻓﯿﮫ ﺑﻜﻞ ﻣﺘﻌﺔ وإﺛﺎرة .

ﺳﺄدوﻧﮫ ﺑﻜﻞ ﺣﺮف ﺳﺘ ّ ﺨﻄ ﮫ ﻛﺎﺗﺒﺘﻲ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ، ﻛﺄﻧﮫ ﺷﺮﯾﻂ ﻣﺘﺤﺮك ﯾﻌﯿﺪ اﻟ ﺬﻛﺮﯾﺎت ﺑﺠﻤﯿﻊ

ُ ﻣﺎ ﻋﺸﺖ

ﺪء ﺻﺮاع ِ ﺑ

ﯿﻖﻮﺛ ﺳﺄﻗﻮم ﺑﺘ

و ، ﻄﻤﻮﺣﺎت

اﻟو ﻣﻨﯿﺎت

ﺎﻷ ﺣﻼم ﺑ

ﺗﻔﺎ ﺻﻠﯿﮭﺎ وﻟﺤﻈﺎﺗﮭﺎ اﻟﺴﻌﯿﺪة واﻟﻤﺆﻟﻤﺔ واﺧﺘﻼط اﻷ اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﯾﺔ أﺣﺰان ﺣﯿﺎﺗﻲ ً

زﻣﺎم اﻷﻣﻮر ْ ﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ أﺧﺬت

أن اﻟﻐﻠﺒﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ا

ﻣﻮﻗﻨﺎ

ﯿﺪﯾﮭﺎ ﺑ ُ ﺤﻦ اﻟﻤﺪوﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ِ وأدﺧﻠﺘﻨﻲ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻜﻔﺎح اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ واﻟﻤ أﻛﺎد أ ﻓﺠﻊ ُ ﺧﺮج ﻣﻦ إﺣﺪاھﺎ ﺣﺘﻰ أ ْ ﺑﺄﺧﺮى، ﻓﻄﻔﺤﺖ ع ﻣﻦ ﻣﺮارﺗﮭﺎ ﻣﺪى ا ّ ﺳﻠﺔ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﺎة واﻵﻻم، ﻷﺗﺠﺮ ﻟﺤﯿﺎة . وﻋﻨﺪ ﻏﯿﺎب اﻟﻤﻨﻄﻖ ﯾﺮﺗﻔﻊ اﻟﻨﺪاء و اﻟﺼﺮاخ وﯾ ﺘﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ وآﻟﯿﺎت ﺗﺴﺎھﻢ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻷﻣﻦ واﻻ وﺗ ، ﺳﺘﻘﺮار ﻌﯿﺪ إﻟﯿﻨﺎ ﺣﻘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﯿﺶ اﻟﻜﺮﯾﻢ، ﻓ ﺪﻋﻮﻧﻲ أﺿﻊ ﺑﯿﻦ أﯾﺎدﯾﻜﻢ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ اﻵ ھﺎت اﻟو اﻟ ﺼﯿﺤﺎت ﻤﺴﺘﻐﯿﺜﺔ واﻟ ﻤﻸى ﺑﺪﺧﺎن اﻟﮭﻤﻮم واﻵﻻم ﺗﺨﺮج ﻣﻦ وﺻﺪ ٍ ﺔ ب ﻣﺜﻘﻠ ﻮوﻗﻠ ،ﺔﺒ ﻣﻠﺘﮭ ر ﺑﺎﻷﺣﺰان،

ﺗ ﺻﯿﺤﺎت ﻨﺎﺷﺪﻛﻢ ﺑﺎﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﯾﺪﻧﺎ ﻣﻦ إﻧﺴﺎﻧﯿﺘﻨﺎ واﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺗﺼﻨﯿﻔﻨﺎ ﺿﻤﻦ ﺧﺎﻧﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺠﺪﯾﻦ وﻏﯿﺮ اﻟﻨﺎﻓﻌﯿﻦ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﮭﻢ وﻟﻤﺤﯿﻄﮭﻢ، واﻟﻜﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺪي ﻋﻠﻰ ﻛﺮاﻣ ﺎ ﺗﻨﺎ واﻧﺘﮭﺎك ﺣﻘﻮﻗﻨﺎ ﻟﯿﻞ ﻧﮭﺎر ، ﺣﯿﺚ ﺗﺠﺎوز اﻟ ﺘﮭﻤﯿﺶ ﺣﺪوده اﻟﺤﻤﺮاء و أﺻﺒﺢ ﻟﻼﺷﻤﺌﺰا ً وﻣﺜﯿﺮا ً ﻣﻘﺮﻓﺎ .ز

6

اﻟﻔﺼﻞ اﻷول

اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺼﺤﻲ

ﻘﺪ ﻟ ْ ﻟﺪ ُ و ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ ً ﻣﺼﺎﺑﺎ ُ ت ﺣﺮﻛﯿﺔ واﺿﺤﺔ، و ﻋﺠﺰ اﻷﻃﺒ ﺎء ﻋﻦ ﺗﺸﺨﯿﺺ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺑﺼﻮرة ﻟﻢ و دﻗﯿﻘﺔ

ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮا اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺒﺒﺎﺗﮭﺎ ، وﺣﺴﺐ اﻟﻤﺴﺘﻨﺪات واﻟﺴﺠﻞ اﻟﻄﺒﻲ اﻟﺨﺎص ، ﺣﯿﻨﮭﺎ وﺿﻊ اﻷﻃﺒﺎء ﻋﺪة ﻓﺮﺿﯿﺎت ﻟﻺﻋﺎﻗﺔ ، ﺣﯿﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺮﯾﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاﺻﻔﺎت إﻋﺎﻗﺔ ﺿﻤﻮر اﻟﻌﻀﻼ ت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﯿﺐ ﻋﻀﻼت اﻟﺠﺴﻢ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺑﺮوﺗﯿﻨﺎت ﻣﻌﯿﻨﺔ ﺗﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻲ أﻧﺴﺠﺘﮭﺎ وﯾﺆدي ﻛﻞ ذﻟﻚ إﻟﻰ ارﺗﺨﺎء ﺷﺪﯾﺪ ﻟﻌﻀﻼت اﻟﺠﺴﻢ اﻟﺤﺮﻛﯿﺔ وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﺘﻌﯿﻖ ﻓ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺼﺎب ﻋ ﻋﻤﻞ أﻣﻮر ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟ

ﺠﮭﺪ

ﻠﻰ

ى ﻻ ﯾﻘﻮ و وﻇﯿﻔﺘﮭﺎ

. ﺟﺴﺪي وﻗﺪ ﺗﻔﺎﻗﻢ وﺿﻌﻲ وﺣﺼﻞ ﺗﯿﺒﺲ ﺑ ﻌﻀﻼ ت أﻃﺮاﻓﻲ اﻷرﺑﻌﺔ وﻣﻔﺎﺻﻠﮭﺎ وﻓﻘﺪت اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﻮف واﻟﺠﺪﯾﺮ ذﻛﺮه أﻧ ً واﻟﻤﺸﻲ ﻧﮭﺎﺋﯿﺎ ﮫ ﻟﻮﺿﻌﻲ اﻟﺼﺤﻲ ﻟﻢ ﯾ ﺘﻮﻓﺮ أي ﻋﻼج ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺸﻔﯿﻨﻲ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺨﻔﻒﯾ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ھﺬه اﻹﻋﺎﻗﺔ . ھﻨﺎﻟﻚ و ﺣﺎﻻت ﯾﺼﯿﺐ اﻟﻤﺮض ﻋﻀﻼت أﻋﻀﺎء داﺧﻠﯿﺔ ﻛﺎﻟﺮﺋﺘﯿﻦ واﻟﻘﻠﺐ، و ّ ھﺬا ﻣﺎ زاد اﻟﻄﯿﻦ ﺑﻠ ﮫ ﻟﺪي إذ ُ أﺻﺒﺖ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻌﺸﺮﯾ ُ ﻦ ﺑﻌﻄﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻋﻀﻼت اﻟﺮﺋﺘﯿﻦ ﻓﺎﺿﻄﺮرت اﺳﺘﻌﻤ إﻟﻰ ﺎ ل ﺟﮭﺎز ﺗﻨﻔﺲ ﺧﺎص ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻤ ﻠﯿﺔ اﻟﺘﻨﻔﺲ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻇﮭﺮي . وأﻣﺎ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ھﺬه اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻓﻼ ﯾﻮﺟﺪ أﺳﺒﺎب وراﺛﯿﺔ ﻇﺎھﺮة ﻓﻸﻣﻲ وﻷﺑﻲ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻗﺮاﺑﺔ ﻋﺎﺋﻠﯿﺔ، وأﻧﺎ ذو اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﺑﯿﻦ إﺧﻮاﻧﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ ، وﻟﻜﻦ أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ أﻣﻲ ذات ﻣﺮة، وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ذاﻛﺮﺗﮭﺎ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ أن ﻓﻲ اﻷﺷﮭﺮ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ّ ﻓﺘﺮة ﺣﻤﻠﮭﺎ ﺑﻲ، ﺗﻤ ْ دﻋﻮ ﺖ ﺗﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﻨﺪوق اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻹﺟﺮاء أﺣﺪ اﻟﻔﺤﻮص، وﻗﺪ ﺷﻤﻞ ھﺬا اﻟﻔﺤﺺ ﻋﻠﻰ إﺟﺮاء ﺗﺼﻮﯾﺮ ﺑ ﺄﺷﻌﺔ رﻧﺘﺠﻦ وﻗﺪ أﺟﺮﺗﮫ أﻣﻲ دون ﺗﺤﺬﯾﺮھﺎ ﻣﺴ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﺎﻗﻢ ً ﺒﻘﺎ اﻟﻄﺒﻲ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎل ﺣﺪوث ﺿﺮر ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﯿﻦ ، ْ وﺑﻘﯿﺖ ُ ھﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﺗ ﺮوى دون ﺗﺄﻛﯿﺪ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ أي ﺟﮭﺔ ﻃﺒﯿﺔ . ُ ﻛﻤﺎ وأﺻﺒﺖ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﻲ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﻜﺮي اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ً ھﻤﺎ ً ﺟﺪﯾﺪا َ وﺟﻌﻠﻨﻲ أﻛﺜﺮ ﻋ ً ﺠﺰا ّ وﺣﺪ ً وﻗﺼﻮرا ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ ً اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ أﺻﻼ .

ﻓﺘ ﺮة اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ و ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ

ً ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ھﻲ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﺑﺤﺬاﻓﯿﺮھﺎ، ﺑﻞ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﺟﺪا !!! ﻛﺄن ھﻨﺎﻟﻚ ﻣﺮﺣﻠﺔ أو ﻓﺘﺮة ﻏﯿﺮ ﺻﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ !!! ﻓﺎﻟﺼﻌﺎب واﻟﻌﺮاﻗﯿﻞ ﺗﻼزﻣﻨﻲ ﻛﺎﻟﻈﻞ دون ﻓﺮاق أو ﻣﻠﻞ ... واﻋﺘﻘﺪ أن ﻣﺎ دار وﯾﺪور ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ ﯾﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ إﺧﻮاﻧﻲ اﻟﻤﻌﺎﻗﯿﻦ أﯾﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا، ﻓﻜﻠﻤﺔ " ﻣﻌﺎق " ﺳﮭﻠﺔ وﺑﺴﯿﻄﺔ اﻟﻠﻔﻆ وﻟﻜﻦ ﻓﺤﻮاھﺎ، ﻇﺮوﻓﮭﺎ وآﺛﺎرھﺎ

7

ﻻ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﮭﺎ اﻟﻤﺠﻠﺪات، ﻓﻜﻞ ﺣﺮف ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺸﻘﺎء واﻟﺒﺆس ﻓ ﻔﻲ ﻣﯿﻤﮭﺎ ﻣﺤﺪودﯾﺔ وﻣﻌﺎﻧﺎة وﻋﯿﻨﮭﺎ ﻋﺐء وﻋﺪم وأﻟﻔﮭﺎ أﺣﻼم ﻣﺤﻄﻤﺔ أو ﻗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﯿﺎل وﻗﺎﻓﮭﺎ ﻗﺴﻮة اﻟﺤﯿﺎة وﺷﺪﺗﮭﺎ . ﺤﺘﻤﻞ، ُ وﻻ ﺗ ﻓﻨﻔﺴﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎق وﻣﺸﺎﻋﺮه اﻟﻤﺘﺮدﯾﺔ ﺗﺨﺘﻠﻂ وﺗﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﺘﺮﻗﺐ واﻟﺨﯿﺒﺔ واﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﻧﺎھﯿ ً وﺑﺎﻗﻲ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة ﻟﺘﺨﻠﻖ ﺟﻮا ﻚ ﻋﻦ ﺿﻐﻮﻃﺎت اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗ ﺘﺼﺎدي اﻟﺴﻲء وﻣﺼﺎرﯾﻒ اﻟﻌﻼﺟﺎت وﺟﻤﯿﻌﮭﺎ ﺆﺛﺗ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة وﺗ ً ﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻌﯿﻖ ﻣﻦ ﺗﻘﺪم ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﻤﮭﻨﯿﺔ وﺗﻄﻮرھﺎ . وﻣﺎ ﻃﻤﺄن اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء وﻣﻸ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺎﻟﻌﺰاء و ﻦ وﻃﺄ ِ ﺧﻔﻒ ﻣ ة اﻟﺸﻘﺎء واﻟﮭﻤﻮم وﻋﺰز اﻟﺠﻠﺪ واﻟﺜﺒﺎت ھﻮ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﺑ ﻘﻀﺎء اﷲ وﺗﻌﺎﻟﻰ ووﻋﻲ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة وﺗﻘﺒﻠﮭﻢ ﻟﻈﺮوف إﻋﺎﻗﺘﻲ، وﺿﺮورة وﯾﻤﻜﻦ أن أﻛﻮن ﺗ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﯿﺮي اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﻦ اﻹﻋﺎﻗﺔ وﻟﻜﻦ واﻗﻌﮭﺎ ً ﺸﺎؤﻣﯿﺎ ﻛﻔﯿﻞ أن ﯾ ﻘﻠﺐ أﺟﻮاء ﺑﯿﺖ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻌﺎق إﻟﻰ أﺟﻮاء ﻻ ﺗﻄﺎق

ﻓﺎﺋﺪة

ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ

رﻋﺎﯾﺘﻲ و اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﻲ ﺑﺄﻣﺜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وأﻓﻀﻠﮭﺎ .

اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﻤﺒﻜﺮة، ﻟﻢ أﻛﻦ اﻋ ﺑ ﻠﻢ ﺄﻧﻨﻲ ﺷﺨﺺ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻧﻤﻮه وﺟﺴﺪه ﻋﻦ أﻗﺮاﻧﮫ وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى

ﺧﻼل ﻣﺮﺣﻠﺔ

ُ ﺑﯿﻦ ﻛﻨﺖ

أﻧﻨﻲ ﻣﺼﺎب ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ، ﺣﺘﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻌﺎ ق ﻟﻢ أ ﻓﮭﻤﮭﺎ ﻘﺪ ﻟ.

ِ

أﻧﻨﻲ إﻧﺴﺎن " ﻏﯿﺮ ﻃﺒﯿﻌﻲ "،

وﻟﻢ أع

ُ

ً اﻟﻤﺤﺪود أﯾﻀﺎ وﻧ ،

اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي، ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮﯾﺔ ﻣﺤﺪودة ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻣﺴﺘﻮى ﺟﯿﻠﻲ

ﺸﺄت

ُ ﺖ ﻣﻦ ﺣﻀﻦ أﻣﻲ

ﺗﻨﻘﻠ ﺣﯿﺚ

ُ وﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻓﻲ وﺳﻂ أﺳﺮة ﻣﻨﺤﺘﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ واﻟﺤﺐ ، ﺤﻨﺎن واﻟ

ً ، وﻋﺸﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ ﺑﯿﺖ ﻓﻲ

ﻟﺪي ﺳﺒﻊ أﺧﻮ ات وﺛﻼﺛﺔ إﺧﻮة ، إﺿﺎﻓﺔ ﺑﻲ وأﻣﻲ ﻷ وﻣﻄﺒﺦ ﺻﻐﯿﺮ، وأﻣﺎﻣﮭ ﻤﺎ ﺑﺎﺣﺔ ﺻﻐﯿﺮة ﺑ ﺔﻓﻮﺴﻘﻣ

ﻷﺣﻀﺎن أﺧﻮاﺗﻲ ﻛﺎن إذ ، ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﺗﺄﻟﻒ ﻣﻦ

ﺎﻻﺳﺒﺴﺖ اﻟﻘﺪﯾﻢ .

ﻏﺮﻓﺘﯿﻦ

ً ﻋﻤﻞ ﺣﺎرﺳﺎ ﻟﯿﻠﯿ ً ﺎ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ

اﻗﺘﺼﺎدي ﺳﻲ ٍ ء ، أﺑﻲ رﺣﻤﮫ اﷲ

وﺿﻊ ﻋﺎﻧﯿﻨﺎ ﻣﻦ

ﻟﻘﺪ

ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻧﺘﺎﻧﯿﺎ، وﺑﺎﻟﻜﺎد ﯿ ﺴﺘﻄﯾ ﻛﺎن اﺣﺘﯿﺎﺟﺎﺗﻨﺎ ﻛﻠﮭﺎ، ﻛﻨﺖ أراه ً وﺣﺎﻣﻼ ً ﯾﻌﻮد ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻣﻨﮭﻜﺎ ﺑﯿﺪه ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻠﻮى و ) ﺟﺮﯾﺪة ﯾﺪﯾﻌﻮت اﺣﺮوﻧﻮت ( اﻟﻌﺒﺮﯾﺔ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﺗﺄﺛﯿﺮ ودور ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﺘﻔﻜﯿﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ . وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﺬھﺐ ً ﻟﻠﻨﻮم إﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻼﻋﺒﺘﻲ وﻣﺪاﻋﺒﺘﻲ واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠﻲ، وأﺣﯿﺎﻧﺎ ُ ﻛﻨﺖ أﻏﻔﻮ ﺑﯿﻦ ذراﻋﯿﮫ ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﯾﻀﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﻓﺊ وﯾ ﺻﺪره ﺮﺑﱢﺖ ﻋﻠﻰ رأﺳﻲ ﻓﺄﻏﻮص ﻓﻲ ﻧﻮم ﻋﻤﯿﻖ ، و أﻛﺜﺮ ﻣﺎ أﺗﺬﻛﺮ ه وﺑﻘﻲ ﻓﻲ ذھﻨﻲ ﻣﺒﺎھﺎﺗﻲ أﻣﺎم أﻃﻔﺎل اﻟﺤﺎرة ﺑﺤﻤﻠﻲ ﻟ ﻤﺴﺪس اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﺤﻮزة أﺑﻲ إذ ﻛﺎن ﯾﻀﻌﮫ ﺑﯿﻦ ﯾﺪي وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ إﻓﺮاﻏﮫ ﻣﻦ اﻟﺮﺻﺎص ﺑﺼﻮرة ﻣﺆﻛﺪة ، وﻛﺎن أﻃﻔﺎل اﻟﺤﺎرة ً ﯾﺄﺗﻮن ﺧﺼﯿﺼﺎ ﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﻤﺴﺪس اﻟﻤﺨﯿﻒ ُ وﺑﺴﺬاﺟﺔ ﻃﻔﻞ ﻛﻨﺖ اﻧﺘﮭﺰ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻷﺗﺒﺎھﻰ ﺑﻜﻞ ﻏﺮور وأرﻓﺾ ﻣﻨﺤﮭﻢ ﺣﺘﻰ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻤﺴ ﮫ أو ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﯿﮫ . ّ ﻊ ﺳﺪ

ُ

أﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺪﻟﯿﻠﻲ وإرﺿﺎﺋﻲ ﺑﺸﺘﻰ اﻟﺴﺒﻞ ، وﺣﺴﺐ أﻗﻮال أﻣﻲ

ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﺑﺎﻟﻎو،

ُ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ً

ﺣﻈﯿﺖ

ﻣﺪﻟﻼ

ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘ ،ﮫ

ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻠﻔﺘﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﮫ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﮫ ﻹﺧﻮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﻐﺮھﻢ، ﺣﯿﺚ ُ

ﺣﺼﻠﺖ

ﻓﻲ اﺣﺪ اﻷﯾﺎم ﻣﺎ ﺳﺮ ھﺬا

ُ أﻣﻲ وﺳﺄﻟﺖ

ﻟﺤﺮﺻﮫ ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ اﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻲ و و ﺳﻌﺎدﺗﻲ ﻋﺪم اﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﺒﻜﺎﺋﻲ

وﺑﺤﺰﻧﻲ

اﻟﺪﻻل وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺑﻲ !! أﻧﻨﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ُ اﻣﺘﻠﻜﺖ ﻗﺪرة ﻣﻤﯿﺰة ﻋﻠﻰ ﺟﺬب ﻗﻠﻮب اﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ وﻛﺴﺐ ﻣﺤﺒﺘﮭﻢ وﻣﻮدﺗﮭﻢ ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ داﺋﻢ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ و ﺧﻔﯿﻒ اﻟﻈﻞ و ﻛﺜﯿﺮ اﻟ ﻤﺮح، وﺳﻤ ﺎت اﻟﻔﻄﻨﺔ واﻟﺬﻛﺎء ﺳﺮت ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ . ُ ﻓﻔﮭﻤﺖ ﻣﻨﮭﺎ

8

ﻓﺈﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺼﺪق

ﻟﮫ واﻟﺸﻜﺮ

واﻟﻜﺜﯿﺮ،

ً اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻨﮫ ﺑﺪﻻ

ً ض ﺷﯿﺌﺎ ّ ﻋﻮ

ْ أﺧﺬ إن

ﺟﻼﻟﮫ ﺟﻞﱠ اﷲ إنﱠ

واﻟﺤﻤﺪ

ْ

اﻟﺼﻐﺮ، ﻓﺎﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ

ّ د ُ و اﻵﺧﺮﯾﻦ وﻣﺤﺒﺘﮭﻢ

ُ ﯿﮭﺎ ﻓ ﻛﺴﺒﺖ

ّ ّ ﺳﻤﺎت وﺟﻞ

َ اﷲ ﻨﻲ ﻣﻨﺤ

ﻋﺮﻓﺖ

ﻣﻨﺬ

وﻣﺰاﯾﺎ

ﻋﺰ

واﻟﻄﯿﺒﺔ

ُ وﺗﻤﯿﺰت ﺔﺑ ّ ﺪﻗ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ واﻻھﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻤﻘﺮﺑﯿﻦ

ﺗﺨﻄﯿﻂ ، ﻣﺴﺒﻖ

اﻵﺧﺮﯾﻦ أي دون

ﻗﻠﻮب

إﻟﻰ ﻃﺮﯾﻘﮭﺎ

أﺧﺮى، ﺗﺮك ﻣﺎ وھﺬا

ﻣﻈﮭﺮھﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﺒﺲ ﻣﻦ وﺷﻌﺮ

واﻻﺳﺘﻔﺴﺎر ﻓﻲ ﺟﺪﯾﺪ ھﻮ ﻣﺎ ﻛﻞ ﻋﻦ

وأﻣﻮر

اﻟﻨﺎس وﻣﺤﺒﺔ

ً ً وﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻟﺪﯾﮭﻢ . ﻣﻌﻲ ﮭﻢﻠﻣ وﺗﻌﺎ ﮭﻢﺘ ﺨﺎﻟﻄﻣ ﻋﻨﺪ

اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻲ وﺟﻌﻠﻨ

ً اﯾﺠﺎﺑﯿﺎ ﻟﺪى

ً اﻧﻄﺒﺎﻋﺎ

ﻣﻘﺒﻮﻻ

ً رﺋﯿﺴﯿﺎ ً ﻋﺎﻣﻼ ْ ، وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ

ﺗﺸﺘﺮى وﯾﺪرك ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ وأھﻤﯿﺘﮭﺎ اﻟﻘﻠﯿﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ

ﻧﻌﻤﺔ ﻻ ﺗﻘﺪر ﺑﺜﻤﻦ و وﻻ ﺗﺒﺎع ﻻ

ﻓﻲ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ .

أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ، ھﺬا ﻣﺎ ﻟﻤﺴﺘ ﮫ وﻋﻠﻤﺘﮫ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺑﻀﻊ

اﻷ ﺳﯿﺮ ﻣﻮر ﻓﻲ ﯿﺎة ﺣ

ْ إﻋﺎﻗﺘﻲ أﻋﺎﻗﺖ

ﻟﻮﺣﺪھﺎ

ْ

أﻣﻲ ﺑﻮﺿﻌﻲ اﻟﺼﺤﻲ ،

ﺳﻨﻮات، ﻓﻤﻨﺬ ﻣﻮﻟﺪي ﺣﺘﻰ ﺟﯿﻞ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أو اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮي َ اﻋﺘﻨ ْ

ﻛﺎﻧﺖ

ﺔ ﺗﺸﺨﯿﺺ و إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻞ

ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﯿﺎت ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺰﯾﺎرات، ﻟﺘﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻃﺒﯿﺐ ﻣﺨﺘﺺ ﻵﺧﺮ ﺤﺎوﻟ ﻤﻟ ،

ﺼﺤﺒﻨﻲ

ﻲ، َ ﻣﺸﻲ ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف أﺻﺎﺑﻊ ﻗﺪﻣ

ُ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻧﺤﯿﻔ ً ﺎ ً ﺟﺪا ، ﺿﺌﯿﻞ اﻟﺠﺴﻢ و أ

واﻟ ﻌﻼج ﻟﺤﺎﻟﺘﻲ اﻟﺼﺤ ﯿﺔ اﻟﻤﺘﺮدﯾﺔ،

ْ ﺑﺄن أﻟﺰم ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻌﺒﻲ َ ﻗﺪﻣ ﻲ، وﻟﻜﻦ ﻟﻢ أﻛﻦ أﺗﺠﺎوز ﺑﻀ ﻊ

يﱠ َ اﻻﻧﺼﯿﺎع ﻷواﻣﺮ واﻟﺪ

ﺣﺎوﻟ ُ

م

ً ﻟﻌﺪ وﺗﻜﺮارا

ً

ُ

ُ وﻗﺪ ﻣﺸﯿﺖ ﺑﺼﻮرة ﺑﻄﯿﺌﺔ وﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮازﻧﺔ ﻗﻌوو

ﺧﻄﻮات ﺣﺘﻰ أﻋﻮد ﻟﺴﺎﺑﻖ . ﻋﮭﺪي

ﻣﺮارا

ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻞ َ ﺗﻘﻮ

ﻠﻢ ﻓ ﺴﻠﯿﻤﺔ،

ﻗﺪرة ﻋﻀﻼت اﻟﻘﺪﻣﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﺎم ﺑ ﻌﻤﻠﮭﺎ و وﻇﯿﻔﺘﮭﺎ ﻛﺒﺎﻗﻲ ﻋﻀﻼت اﻷﺟﺴﺎم اﻟ

ْ ، وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﺪﻣﺎت واﻟﺮﺿﻮض وﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺤﻮادث اﻟﺒﯿﺘﯿﺔ ﻇﺎھﺮة ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪي

ﺟﺴﺪ ي ﻟﺸﺪة ﺿﻌﻔﮭﺎ وارﺗﺨﺎﺋﮭﺎ

ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﻤﺸﻲ

ﻓﻠﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﻤﺮ ﯾﻮم إﻻ وأﻗﻊ وأﺻﺎب ﺑﻜﺪﻣﺎت ، وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻮط اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ اﺳﺘﻤﺮ ر ُ

ت

، ً ﻣﻌﺘﺮﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ

دون اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﻤﺨﺎﻃﺮه، وﻛﻤﺎ ﯾﺒﺪو ﻟﻜﻲ ﻻ اﻋﺘﺮف ﺑﺈﻋﺎﻗﺘﻲ ﻗﺼﻮري و واﻟﻮاﻗﻊ اﻟ ﺬي ﯾ ﺆﻛﺪ ﻋﺠﺰي و اﺧﺘﻼﻓﻲ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﺟﯿﻠﻲ .

ّ اﻧﺼﺒ ْ ﺣﻮل وﺿﻌﻲ اﻟﺼﺤﻲ وﺣﯿﺎﺗﻲ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ، ْ واﺳﺘﻤﺮت ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺠﺰة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﺗﻤﺎﺛﻞ ﻟﻠﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎم ﻗﺪ و ُ ﻛﻨﺖ ﺷﻐﻠﮭﺎ اﻟﺸﺎﻏﻞ، و ْ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﻋﻨﺎء و و ﻋﺐء ﺿﻌﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ و ، ﺑﻤﺆازرة ﻣﻦ أﺑﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﺪﻋﻢ ﺟﮭﻮدھﺎ ﺳﻌﯿﮭﺎ و ، وﯾﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻮﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺤﻄﻤﺔ، ﻛﺎن ﯾﺮاﻓﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺤﻮﺻﺎت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺮوف ﮫﻋﻤﻠ ْ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ، وﺗﻠﻘﺖ ً أﻣﻲ أﯾﻀﺎ اﻟﺪﻋﻢ واﻟﻤﺴﺎﻧﺪة ﻣﻦ أﺧﻮاﺗﻲ ْ اﻟﻼﺗﻲ ﺗﺤﻤﻠ َ ﻦ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮھﻦ، وﺧﺎﺻﺔ ىﺮﺒﻜ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ اﻟ ّ اﻟﺘﻲ ﺿﺤ ْ ﺖ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻠﮭﺎ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ُ اﺳﺘﻘﺮار وﺗﺂز ر اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، إذ ْ اﺿﻄﺮت أﻣﻲ ﺣﺮﻣﺎﻧﮭﺎ وإﺧﺮاﺟﮭﺎ ﺔ ﺳﻤﺪر ﻣﻦ اﻟ ﻟﺘﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ و ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺸﺌﻮﻧ ﮫ و ﺑﺸﺌﻮن إﺧﻮاﻧﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ اﻟﺼﻐﺎر . ُ ﻛﻨﺖ ً ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﻣﺎن ﻣﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ أﺑﺴﻂ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن وﺗﻌﻄﯿﻠﮭﺎ ﻋﻦ اﺳﺘﻤﺮار ﻣﺴﯿﺮﺗﮭﺎ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ وﻗﻄﻊ ﺣﺒﺎل أﺣﻼﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدة ﺗﺆھﻠﮭﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﯿﻢ اﻷﻛﺎدﯾﻤﻲ . ﺣﯿﻨﮭﺎ ﻟﻢ أدرك ﻣﺎھﯿﺔ اﻷﻣﺮ وﻣﺪى ﺣﺰن ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ وﺷﻘﺎ ، ﺋﮭﺎ وﻟﻜﻦ ﯾﻌﻠﻮ ﺑﺬاﻛﺮﺗﻲ ﻣﺸﮭﺪ ﻣﺮﯾﺮ ﯾﻀﺎف إﻟﻰ أرﺷﯿﻒ ﺻﻮر وﺗﻔﺎﺻﯿﻞ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻲ ْ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ ﺑﻤﺤﺎذاة ﺷﺒﺎك اﻟﺒ ﯿﺖ وﺗﺮاﻗﺐ رﻓﯿﻘﺘﮭﺎ ، اﺑﻨﺔ اﻟﺠﯿﺮان ، ﺣﯿﻦ ً ﺧﺮوﺟﮭﺎ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ، دﻣﻮع ﺗ ﻣﻠﺘﮭﺒﺔ ﻜﺎد ﺗﺤﺮق وﺟﻨﺘﯿﮭﺎ اﻟﺤﻤﺮاو ﺑ ﯾﻦ ٍ ﺗﺎم ﺼﻤﺖ ﯾﺸﻮﺑﮫ اﻟ اﻷ ﺤﺰن و ﺳﻰ ، دون اﻟﺘﻔﻮه ﺑﻜﻠﻤﺔ أو ﺳﻤﺎع أﻧﯿﻦ .ﻣﺎ ﺖ ﺟﮭﻮد واھﺘﻤﺎﻣﺎت واﻟﺪﺗﻲ

9

أ ّ ﺧﻂ ھﺬه اﻟﺴﻄﻮر ﺑﻌﺪ ﻣﺮور أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼ ﺛﯿﻦ ﻋﺎﻣ ً ھﺬا ﺣﺪوث ﻋﻠﻰ ﺎ اﻟﻤﻮﻗﻒ و اﻟﻈﺮف اﻟﻤﺆﻟﻢ، وﺧﻼﻟﮭﺎ أؤﻛﺪ ﻟﻜﻢ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ اﺳﻤﻊ أو اﺷﻌﺮ ﺄي ﺑ ﻏﻀﺐ أو ﺳﺨﻂ أو اﺗﮭﺎم وﻣﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ ﺗﺠﺎھﻲ ﺑﺴﺒﺐ إﻗﺼﺎﺋﮭﺎ

ْ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﮫ ﺳﻠ ﺐ ﺣﻖ ﻣﻘﺪس ﯾﻤﺘﻠﻜﮫ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻷرض، وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﮭﻲ ﻣﺜﺎل اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ واﻟﻌﻄﻒ واﻟﺤﻨﺎن اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﺗﻤﺘﻠﻚ ﻗﻠﺒ ً ﺎ ﯾﺘﻤﯿﺰ ﺑﺄﺳﻤﻰ اﻟﺨﺼﺎل اﻟﻨﺒﯿﻠﺔ وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻷم اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺤﻨﻮﻧﺔ ﻟﺠﻤﯿﻊ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة . ّ ﻟﻘﺪ ﺿﺤ ْ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻠﮭﺎ ﻣﻦ اﺟﻞ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺌﻮن اﻟﺒﯿﺖ ﻓ ﺒﻐﯿﺎب أﻣﻲ وأﺑﻲ ﻛﻠﯿﮭﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ

وﻣﺮاﻗﺒﺘﮭﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﻮدﺗﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺪارس وﺗﺤﻀﯿﺮ اﻟﻄﻌﺎم

ﯾﺴﺘﺤﯿﻞ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺒﯿﺖ واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ أﺧﻮﺗﻲ اﻟﺼ

ﻐﺎر

. ﻟﮭﻢ ْ اﺑﻨﺔ أرﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻷم و رﺑﺔ ﺑﯿﺖ ﺑﺴﺒﺒﻲ، وﺑﺴﺒﺐ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﺘﮭﺎ إﻋﺎﻗﺘﻲ، ﻟﻘﺪ ُ ﻌﻘﺖ ُ ﺻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ُ ﻧﻀﺠﺖ ُ وأدرﻛﺖ ھﻮل ﻣﺎ ﺣﺪث ، ُ وﺗﺴﺎءﻟﺖ ً ﻛﺜﯿﺮا ﻣﺎ ذﻧﺐ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ ﻟﯿﺤﺼﻞ ﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ، أﻻ ُ ﯾﻜﻔﻲ ﻣﺎ أﻣ ﺮ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺻﻌﺎب وﺣﻮاﺟﺰ ﻷﺿﯿﻒ إﻟﻰ ﻗﺎﻓﻠﺔ اﻟﻤﺘﺄﻟﻤﯿﻦ أﻓﺮاد ً ا أﻋﺰاء ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ !!.

ُ ﻟﻘﺪ ﻋﺸﺖ ُ ، وﻣﺎ زﻟﺖ أﻋﯿﺶ، ﺗﺤﺖ ﻛﻨﻒ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺆﻣﻨﯿﻦ ﺑﻘﻀﺎء اﷲ وﻗﺪره، ﻣﺪﺟﺠﯿﻦ ﺑﺴﻼح اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺜﺒﺎت، ﻣﺤﺒﯿﻦ ﻟﺒﻌﻀﮭﻢ اﻟﺒﻌﺾ، ﻣﻨﺼﺎﻋﯿﻦ ﻷواﻣﺮ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ، وﻣﻮﺣﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ واﻟﻌﻤﻞ . وھﺬا ﻣﺎ دﻓﻊ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ إﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻣﺎ ﻃ ْ ْ ﻣﻨﮭﺎ واﻟﺪﺗﻲ ﻟﻤﺎ رأﺗ ْ ﮫ ﻣﻦ ﺿﺮورة اﻟﺨﻄﻮة وأھﻤﯿﺘﮭﺎ، إذ ﺣﺮﺻﺖ ﺑﺮﻓﻘﺔ أﻣﻲ ﻋﻠﻰ إﯾﺠﺎد اﻟﺴﺒﻞ واﻟ ﺘﺴﮭﯿﻼت اﻟﻤﺮﯾﺤﺔ ﻟﺒﺎﻗﻲ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﻋﺪم إھﻤﺎﻟﮭﻢ وﺗﺮﻛﮭﻢ دون ﻣﺄﻛﻞ وﻣﻠﺒﺲ . وﻣﺮاﻗﺒﺔ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ھﺬه اﻷﺣﺪاث أول أو آﺧﺮ ﺗﻀﺤﯿﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ رﺣﻠﺘﮭﺎ اﻟﻤﻀﻨﯿﺔ ، أن وﯾﺒﺪو إﻋﺎﻗﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﺤﻘﯿﻘﺔ إﻋﺎﻗﺔ ﻟﻜﻞ ﻓﺮد ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻠ ﺔ، أو ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻛﻞ ﻓﺮد ﺷﻌﺮ ﺑﻮﺧﺰ أﺷﻮاﻛﮭﺎ ْ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪه وﻃﺎﻟﺘ ﮫ ﻧﺎرھﺎ وأوﺟﺎﻋﮭﺎ . وﻣﻀﻰ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟ ﻨﮭﺞ ، أﻣﻲ ﺗﺨﺮج ﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﯿﺎت وأﺑﻲ ﯾﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ و ﺗﺒﻘﻰ ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﻟﺘﻘﻮم ﺑ و ً وﻟﻌﺒﺎ ً ﺪور اﻷم، ﻟﯿﺲ ﺑﯿﻦ رﻓﯿﻘﺎﺗﮭﺎ ﻟﮭﻮا إﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑ ﻰﺗﻌﻨ ﺄﻋﻤﺎل اﻟﺒﯿﺖ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻛﺄي أم ﻣﺘﻤﺮﺳﺔ ، ُ وأﻧﺎ ﺑﺪوري ﻛﻨﺖ ُ أﺣﺎول أن اﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ اﻷوﻻد وأردت ً ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻤﺎ ﯾﻠﮭﻮ وﯾﻠﻌﺐ وﯾﻤﺮح ﺑﮫ اﻷوﻻد ، وﻟﻜﻦ وﺿﻌﻲ اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻛﺎن ﯾﺨﻮﻧﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ وﻻ ﯾﺘﯿﺢ ﻟﻲ اﻟﻠﮭﻮ واﻟﻠﻌﺐ ﺑﺄﻟﻌﺎب ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺠﮭﺪ واﻟﻘ ﻮة اﻟﺒﺪﻧﯿﺔ ﻛﺎﻟﺮﻛﺾ وأﻟﻌﺎب اﻟﻜﺮة اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺪارﺟﺔ . اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺪراﺟﺔ اﻟﮭﻮاﺋﯿﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﮭﻮاﯾﺎت اﻟﺘﻲ أﺣﺒﺒﺘﮭﺎ، ِ ﻟ ﻤﺎ ﺗﻌﻄﯿﮫ ﻣﻦ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﻤﺴﺎواة ﺑﯿﻦ راﻛﺒﯿﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻌﺎﻓﻰ وﺑﯿﻦ اﻟﻤﻌﺎق ﻓﻲ ﻗﺪﻣﯿﮫ ﻓﻜﻼ ھﻤﺎ ﯾﺮﻛﺒﺎ اﻟ ن ﺪراﺟﺔ دون ﻓﺮق ﺑﯿ ﻨﮭﻤﺎ دأرو. ُ اﺳﺘﻌﻤ ت ﺎ ل اﻟﺪراﺟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﻜﻞ ﺛﻤﻦ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻗﺪ ﺗﻀﺮ ﺑﺼﺤﺘﻲ ﻠﻢ ﻓ ، وﺗﺆذﯾﻨﻲ ِ أﺻﻎ ﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺑ ﺄﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﯿﻊ اﻟﺪراﺟﺔ ﻟﻮﺣﺪي وﺑﺎﺣﺘﻤﺎل إﯾﺬاء ﻧﻔﺴﻲ أﺛﻨﺎء رﻛﻮب اﻟﺪراﺟﺔ . ھﺬا اﻟﺼﺮاع ﺑﯿﻦ اﻟﻮاﻗﻊ وﺑﯿﻦ اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﺬاﺗﯿﺔ زﻋﺰع ﻛﯿﺎﻧﻲ وﺟﻌﻠﻨﻲ ﻋﺪﯾﻢ اﻟﺮﺿ ﺎ ﻋﻦ ﻇﺮوف ﺣﯿﺎﺗﻲ . واﻷﺳﻰ وﻣﺎ زال ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺑﻤﻨﻈﺎر اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﯿﺮ اﻟﺬي ﯾﮭﻤﮫ ﻓﻘﻂ اﻟﺘﻤﺘﻊ واﻟﻠﮭﻮ وﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺐ، ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻌﺐ وﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻗﻲ أﻗﺮاﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﺤﺎرة ﺑﺮﻛﻮب اﻟﺪراﺟﺎت واﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻜﺮة واﻟﺠﺮي وﺑﻠﻌﺒﺔ اﻻﺳﺘﻐﻤﺎﯾﺔ و ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻤﺎ أﺗﻌﺐ ﻗﻠﺒﻲ و ﺑﺪاﺧﻠﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮارة

ﻠﺒﺖ

داﺋﻤﺎ

أنﱠ ذﻛﺮ أو

ﻗﯿﺎدة

ﺣﯿﻨﮭﺎ

ﻏﺮس

10

ﻟﻌﺐ وأ ﻟﻌﺐ ﺣﺘﻰ اﻹﻧﮭﺎك

أ أن

ُ ﻓﻜﻨﺖ أرﯾﺪ

ا ﻷﻟﻌﺎب اﻟﻤﻤﺘﻌﺔ واﻟﻤﻐﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺎرﺳﮭﺎ وﯾﺤﺒﮭﺎ ﺟﻤﯿﻊ اﻷوﻻد .

، واﻟﺮاﺣﺔ وﻗﺪ ﺷﻌﺮ اﻷھﻞ ﺑﻤﺪى ﺣﺒﻲ ﻟﻠ ﺪراﺟﺎت اﻟﮭﻮاﺋﯿﺔ ورﻏﺒﺘﻲ اﻟﺸﺪﯾﺪة

ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻓﻘﻂ ﻟﻄﻠﺐ اﻟ

ﻄﻌﺎم

وأﻋﻮد

ﻟﻜﻲ أﺳﺘﻄﯿﻊ ﻗﯿﺎدﺗﮭﺎ دون ﺣﻮادث

رﻏﺒﺘﻲ ﺑﺸﺮاء دراﺟﺔ ذات ﺔ ﺛﻼﺛ

ْ

ﺑﺎﻗﺘﻨﺎء واﺣﺪة ﻣﻨﮭﺎ .

ﻋﺠﻼت،

وﺗﺤﻘﻘﺖ

أھﻠﻲ

ُ

ُ ﻷﻧﻲ وﺟﺪت ﻓﯿ ﮭﺎ اﺧﺘﻼﻓ ً ﺎ ﻋﻦ اﻟﺪراﺟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ

ً وﻟﻜﻦ ﻟﻢ اﺳﺘﻌﻤﻠﮭﺎ ﻛﺜﯿﺮا

اﻻ ﻧﻘﻼب واﻟ

وﻃﺎﻟﺒﺖ

ﺴﻘﻮط،

أوﻻد اﻟﺤﺎرة .

ﻋﺠﻠﺘﯿﻦ ﻛﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻠﻜ

ﺑﺪراﺟﺔ

ﮭﺎ

ذات

أن أرﻛﺾ ﻛﻤﺎ ﯾﺮﻛﻀﻮن واﻗﻔﺰ ﻛﻤ ﺎ ﯾﻘﻔﺰون وأﻟﻌﺐ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﻛﻤﺎ

ُ

ً أوﻻد اﻟﺤﺎرة ﻛﺜﯿﺮا

ُ ﻟﻘﺪ راﻗﺒﺖ

وﺣﻠﻤﺖ

ﯾﻠﻌﺒﻮن، وأﺗﺠﻮل ﻓﻲ ُ أﻧﺤﺎء اﻟﺒﻠﺪة ﻛﻤﺎ ﯾﺘﺠﻮﻟﻮن، ووﺟﺪت ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺎﺋﮭ ً ﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻷﺣﻼم واﻷﻣﻨﯿﺎت اﻟﻄﻔﻮﻟﯿﺔ اﻟﺒﺮﯾﺌﺔ واﻟﺴﺎذﺟﺔ ﺑﻼ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ ه ، ﻓﮭﺬ ھﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ وھﺬا ھﻮ واﻗﻊ اﻟﺤﺎل وﻛﻤﺎ ﯾﻘﺎل " ﻣﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺘﻤﻨﻰ اﻟﻤﺮء ﯾﺪرﻛﮫ "، وﻛﺎن أﻓﺮا د ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﻣﺪرﻛﯿﻦ ﻟﻘﺪراﺗﻲ وﻗﺼﻮري ورﻏﺒﺎﺗﻲ اﻟ ﻏﯿﺮ ﻤﺤﻘﻘﺔ ﻓ ﺘﻌﻤﺪوا ﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﻟﻌﺎب واﻟﺪﻣﻰ ﯾﺠﻌﻠﻮﻧﻲ أﻛﺜﺮ ﻏﺒﻄﺔ و ﺳﻌﺎدة وﯾﻌﻮ ﻮﻧﺿ ﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ﻋ ﻤﺎ ﻻ أﺳﺘﻄﯿﻊ

ﻋﺴﻰ أن

وﯾﺸﻐﻠﻮا وﻗﺘﻲ ﺑﺄﻟﻌﺎب ﺑﯿﺘﯿﺔ وﺗﻔﻜﯿﺮﯾﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ . أﺟﺒﺮ ً وأﺣﯿﺎﻧﺎ ﻧﻲ اﻷھﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻼزﻣﺔ اﻟﺒﯿﺖ وﺑﻘﺎﺋﻲ ﻗﺮ ﻣﻨﮭﻢ وﺗﺤﺖ ﻧﺎﻇﺮھﻢ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن وأﻻ اﺧﺮج ً ﯾﺒﺎ ﺑﺮﻓﻘﺔ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﻮادث اﻟﻮﻗﻮع واﻷذى اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻨﮭﺎ، وﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﺒﺮﯾﺮ اﻹﻓﺮاط ﻓﻲ ً ﻣﻦ ﻧﻄﺎق اﻟﺒﯿﺖ ﺧﻮﻓﺎ ﺣﻤﺎﯾﺘﻲ ﻟﺤﺮﺻﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺘﺴﺒ اﻟ ﺑﺐ ﺂﻻم إﺿﺎﻓﯿﺔ أﻧﺎ ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﮭﺎ . وﻧﺘﯿﺠﺔ ﻣﺤﺒﺔ اﻷھﻞ ﺣﺴﻦ ﻧ و ، ﻮاﯾﺎھﻢ وﻗﻠﻘﮭﻢ اﻟﺪاﺋﻢ واﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﻋﻠ ﻇﻨﻮا أن ﻲ، ھﺬه اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ اﻷﻧﺠﻊ ﻟﺘﺠﻨﯿﺒﻲ أي أذى ﺟﺴﺪي ﻗﺪ ﯾﺤﺼﻞ ﻟﻲ ، وﻟﻜﻨﮭﻢ ﻟﻢ

ﻓﻌﻠﮫ

ﯾﻌﻠﻤﻮا أن ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺳﻼح ذو ﺣﺪﯾﻦ ﻓﻘﺪ دﻓﻌﻨﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ وﻋﺪم ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺑﻌﺾ رﻏﺒﺎﺗﻲ اﻟﻄﻔﻮﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ وﺳﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺣﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف واﻻﺣﺘﻜﺎك ﺑﻤﺠﺮﯾﺎت اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ وﻋﺎﻟﻢ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺴﺤﺮي اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﺠﯿﻠﻲ وﻣﺴﺘﻮى ﺗﻔﻜﯿﺮي، وﺟﻌﻠﻨﻲ أ ً ﻗﻞ ﻧﻀﺠﺎ ً واﺿﻌﻒ ﺧﺒﺮة وﺗﺠﺮﺑﺔ ﻟﻤﺎ ﯾﺪور ﻣﻦ

ووﻋﯿﺎ

ﺣﻮﻟﻲ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت وﺻﻌﺎب اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة . و ُ ﯾﺒﺪو أﻧﻨﻲ اﺳﺘﻐﻠﻠﺖ اﻟﻤﻮﻗﻒ

ً ودﻻﻻ

ً أﻛﺜﺮ ﻋﻨﺎدا

ُ أﺻﺒﺤﺖ

ودون ﻧﯿﺘﻲ ﺑﺬﻟﻚ ً ﺳﻠﺒﯿﺎ " ُ " ﻋﺎﻗﺒﺖ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﺑﺄن

أﺳﻠﻮب اﻟﺒﻜﺎء اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﺒﯿ . ﺘﮭﺎ

ْ وﻣﻄﺎﻟﺒﻲ ﻏﺪت ﺷﺒﮫ ﻣﺤﻘﻘﺔ واﺗ ُ

ﺒﻌﺖ

اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ ، أﻋﻄﻲ أﻣﻲ اﻟﺤﺎﻓﺰ أن

ً وﻧﻘﺺ اﻟﻮزن ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺪل اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﻛﺜﯿﺮا وﺿﻌﻒ ﻗﻮﺗﻲ

ﻧﺤﺎﻓﺔ ﺟﺴﻤﻲ

ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ وﺗﺤﺎول اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻐﺮﯾﺎت و اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ ﻟﺘﺠﻌﻠﻨﻲ اﻗﺒﻞ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم ، ﻓ ُ ارﻓﺾ أن آﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﮫ ﻋﻠﻲ، ﻟﯿﺲ ﻋﻨ ﺎ ً دا إﻧﻤﺎ ﻟﻌﺪم وﺟﻮ د رﻏﺒﺔ و ﺷﮭﯿﺔ ﻟﺪي، وﻟﻢ أﻛﻦ ارﻏﺐ ﺑﻨﻮﻋﯿﺔ اﻟﻐﺬاء ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻮم ْ واﻟﺪﺟﺎج اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺪه ﯿ ﺧﺼ ً ﺼﺎ ﻟﻲ، واذﻛﺮ أن أﻣﻲ اﻟﻌﺰﯾﺰة ْ ﻛﺎﻧﺖ ً داﺋﻤﺎ ﺗﺘﺮك أﻋﻤﺎﻟﮭﺎ اﻟﻤﻨﺰﻟﯿﺔ و ﺗﻼﺣﻘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم إﻟﻰ ﺣﯿﺚ اذھﺐ ﻓﻲ اﻟﺤﺎرة ﻟﻜﻲ آﻛﻞ وﻟﻮ اﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻨ ،ﮫ ْ وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻮ اﻷﻃﻔﺎل إﻟﯿﻨﺎ ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻟﯿﺸﺎرﻛﻮ ﻧﻲ اﻟﻄﻌ ﺎم ﻟﻜﻲ اﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﯿﺮة أو أﺗﺸﺠﻊ وأﺷﺎرﻛﮭﻢ اﻷﻛﻞ ﻋ ﻠﻰ أﻣﻞ أن ﯾﺘﺤﺴﻦ وﺿﻌﻲ اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ وﯾﺰﯾﺪ ﻲوزﻧ ﻜﻨﺖ

وأﺻﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻗﻮة وﺻﻼﺑﺔ، ﻣﻌﺘﻘﺪة وﻣﺘﺄﻣﻠﺔ أﻧﮭﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺘﻘﻮي وﺗﺮﻣﻢ اﻟﻌﻀﻼت، وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ أن اﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻀﻼت ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯿﮫ وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺼﻠﯿﺤﮫ ﻟﻸﺑﺪ، و اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺴﻦ وزﯾﺎدة وزن اﻟﺠﺴ ﻢ ﺳﯿﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﺗﺮاﺧﻲ اﻟﻌﻀﻼت ﮭﺎ وﺿﻌﻔ وﺗﺪھﻮر ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ ﻟﻸﺳﻮأ .

11

ﻷﻣﻲ اﻟﻐﺎﻟﯿﺔ واﻟﺤﻨﻮﻧﺔ دور ھﺎم ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ، ﻓﻘﺪ ْ اﻗﺘﺼﺮت اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ و ْ ﻛﺎﻧﺖ ْ وﻣﺎ زاﻟﺖ رأس اﻟﺒﯿﺖ وﻋﻤﻮده اﻟﺬي ﯾ إﻟﯿﮫ ﺴﺘﻨﺪ ﻛﺎﻓﺔ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة ، ﻓﻤﻨﺬ ﻣﻮﻟﺪي وھﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ آﻻﻣﻲ وﺗﺮﻋﻲ ﺷﺌﻮﻧﻲ وﺗﻠﻘﻨﻨﻲ أﺳﺲ وﻣﺒﺎدئ وﻗﯿﻢ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻤﺜﻠﻰ و ﺗﻮاﻛﺐ ﺣﺎﻟﺘﻲ اﻟﺼﺤﯿﺔ، ﻓ ْ ﺼﺎﻟﺖ ْ ، وﺟﺎﻟﺖ ْ ﺗﻌﺒﺖ ْ وﻋﺮﻗﺖ ، و ْ ﺖ ّ ﺿﺤ و ْ ﺗﺤﻤﻠﺖ اﻟﻜﺜﯿﺮ ،ﺟﻠﻲ ﻣﻦ أ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺘﺤﺴﯿﻦ ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ وز ، ْ ارت ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺴﺘﺸﻔﯿﺎت اﻟﺒﻼد ﻣﻦ ، ﻣﺨﺘﺺ ﻟﻄﺐ اﻷﻃﻔﺎل إﻟﻰ آﺧﺮ، وﻛ ْ ﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ ﺑﯿﺪﯾﮭﺎ ﻃﯿﻠﺔ اﻟﻮﻗﺖ وﺗﻌﺒﺮ ﻣﺴﺎﻓﺎت ﻟﯿﺴﺖ ﺑﻘﺼﯿﺮة و ﻧﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻷﺧﺮى ﺣﺘﻰ ﻧﺼﻞ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺘﻨﺎ، ُ وﻟﻢ ﺗ ً ﺼﺐ ﺑﺎﻟﯿﺄس واﻹﺣﺒﺎط أﺑﺪا ْ ﺑﻞ ﺗﻤﯿﺰت ﺑﺎﻟﻤﺜﺎﺑﺮة واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ أﻣﻞ أن ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﺗﺼﺒﻮ إﻟﯿﮫ ، ُ ﷲ أﻧﻨﻲ ﺗﺘﻠﻤﺬت ً وﺣﻤﺪا ﻋﻠﻰ ﯾﺪﯾﮭﺎ ﻓ ُ ﺘﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺘﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘ ﺺ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻞ واﻟﺼﺒﺮ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت ، وأﺳﻠﻮﺑﮭ ﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺣﺪة وﺗﻤﺎﺳﻚ اﻷﺳﺮة ﺗﺮك ﺑﺼﻤﺎﺗﮫ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺰاﯾﺎ ﺷﺨﺼﯿﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻟﻼﺣﻘﺔ .

ﻟﻜﻞ ،أم أﺣﻼم وﻃﻤﻮﺣﺎت ﻓﻲ ﻓﻠﺬة ﻛﺒﺪھﺎ، وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ واﻟﺮﻓﺾ ﺣﯿﻦ اﻹﻋﺎﻗﺔ ، اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ، ً وأﺣﯿﺎﻧﺎ وھﺬا ﺷﻌﻮر ﻃﺒﯿﻌﻲ ﻟﻜﻞ أم ﺗﺮﯾﺪ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﮭﺎ وﻟﻮﻟﯿﺪھﺎ، وﺗﺮﻏﺐ ﺑﺮؤﯾﺘﮫ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻷوﻻد و ً ﺿﺤﻮﻛﺎ ً وﻛﺜﯿﺮ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﯾﻤﻸ اﻟﺒﯿﺖ ﺣﯿﺎ ً ة ً وﺳﻌﺎدة ً وﺻﺨﺒﺎ واﻟﺪﺗﻲ و ﻛﺎﻧﺖ راﺿﯿﺔ

وﻻدة ي وﻟﺪھﺎ ذ

ﺷﻘﯿﺎ

و ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﻘﻀﺎء اﷲ وﻗﺪره وﺑﻤﻌﺠﺰاﺗﮫ وﻧﻌﻤﮫ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺪ وﻻ ﺗﺤﺼﻰ واﻟﺬي

ﺑﻨﺼﯿﺒﮭﺎ وﻣﺘﻘﺒﻠﺔ ﻟﻸﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ

ﺳﺪى ﺑﺪون ﺟﺪوى أو ﻣﻨﻔﻌﺔ .

ُ ، وﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺨﻠﻮق ﺧ

ً رﺳﺎﻟﺔ

ً و ﺎ

ً ﻜﻤﺔ ِ ھﺪﻓ و ﺣ

ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﺨﻠﻮق

ﻠﻖ

ْ أﻣﻲ ﺗﺮﻗﺐ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻲ وﺗﺘﺎﺑﻊ ﺧﻄﻮاﺗﻲ ﺑﻨﻈﺮات اﻷﻣﻞ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ وﺑﻨﻈﺮات اﻷﺳﻰ واﻟﺤﺰن ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺔ اﻷﺧﺮى، وﺑﺘﺮﻗﺒﮭﺎ ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺄﻣﻠﺔ ﺑ ﺤﺪوث ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺠﺰات و اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻤﺄﻣﻮل، وﺑﺎﻷﺧﺮى ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺄﻟﻤﺔ وﻣﺘﺤﺴﺮة ﻋﻠﻰ ﺣ ﺎﻟﻲ وواﻗﻌﻲ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻼﻗﻰ ﻧﻈﺮاﺗﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﯿﺢ ﺑﻮﺟﮭﮭﺎ ﻋﻨﻲ ﺑ ﻠﻤﺢ اﻟﺒﺼﺮ، ﻟﻜﻲ ﻻ اﺷﻌﺮ ﺑﻀﯿﻖ أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟﻚ، ْ ً ﺟﺒﺎرة ﻓﻲ ﺳﻌﯿﮭﺎ ﻟﻀﻤﺎن اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻄﺒﯿﺔ

وﻛﺎﻧﺖ

ﺟﮭﻮدا

وﺑﺬﻟﺖ

ﺗﺤﺴﻦ ﻧﻤﻮ ﺟﺴﻤﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﯿﻌﻲ .

اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة وﻣﺤﺎوﻟﺔ إﯾﺠﺎد اﻟﻌﻼج واﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺼﺤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن

ً ﻣﺎ وﻛﺜﯿﺮا أﺻﻐﻲ ﻟﻜﻼﻣﮭﺎ اﻟﺮزﯾﻦ وﻧﺼﺎﺋﺤﮭﺎ اﻟﺤﻜﯿﻤﺔ ﺄنﺑ أﺟﻌﻞ أﻣﻠﻲ ﺑﺮﺑﻲ أﻛﺒﺮ وأن اﻟﺼﺒﺮ داﺋﻤﺎ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﻔﺮج . ُ

ﻛﻨﺖ

12

13

اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ه وأﺟﻮاؤ

ﻋﻨﺪ ﺑﻠﻮﻏﻲ ﺳﻦ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻗﺪ ﻃﺮأ ُ ﺗﺤﺴ ﻓﻲ ﻦ وﺿﻌﻲ اﻟﺠﺴﻤﺎ ﻧﻲ، ﺑﻞ ﻛﺎن اﻟﺤﺎل ﯾﺘﺪھﻮر وﯾﺴﻮء ً ﺗﺪرﯾﺠﯿﺎ ، وآﺛﺎر اﻟﻜﺪﻣﺎت ز" ْ ﻨﺖ ّ ﯾ " ﺑﻌﺾ أﻋﻀﺎء ﺟﺴﻤﻲ ﻣﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﺴﻘﻮط أﺛﻨﺎء اﻟﻤﺸﻲ ، وﻛﺒﺎﻗﻲ اﻷﻃﻔﺎل ُ اﻟﺘﺤﻘﺖ ﺑ ﺼﻒ اﻟﺒﺴﺘﺎن ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ ) ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ( اﻟﻘﺮﯾﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﯿﺘﻨﺎ، ُ ووﺻﻠﺖ ً إﻟﯿﮭﺎ ﻣﺸﯿﺎ ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف ﻲ َ أﺻﺎﺑﻊ ﻗﺪﻣ ﺑﻤﺮاﻓﻘ ﺔ أﺣﺪ أ ﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘ ، ﻲ اﻟﺒﺎﻟﻐﯿﻦ إذ ﻟﻢ ﯾ ﺪﻋﻨﻲ واﻟﺪا أﺧﺮج ﻟ ي ﻠﻤﺪرﺳﺔ ﺑﻤﻔﺮدي ﻟﺘﺠﻨﯿﺒﻲ آﻻم اﻟﻮﻗﻮع واﻟﺴﻘﻮط ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﻤﺸﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺘﻮازن وﻛ ﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ إدﺧﺎﻟﻲ ﻟﻠﺼﻒ اﻟﺬي ﯾﺘﻮاﺟﺪ أﻣﺎم ﻣﺪﺧﻠﮫ ﻋﺪة درﺟﺎت ﻓﺎﻋﺘﺎد ﻣﺮاﻓﻘﻲ أن ﯾ ﻨﺤﻤﻠ ﻲ ﺑﯿﺪﯾﮫ و ﯾﺼﻌﺪ ﺑﻲ اﻟﺪرﺟﺎت ﺣﺘﻰ ﻣﻘﻌﺪي ﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﺼﻒ .

و ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﯾﺎم ﻟﻢ أﻛﻦ أﻏﺎدر ﻣﻘﻌﺪي إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻨﺘ ﮭﻲ ا ﻟﯿﻮم اﻟﺪراﺳﻲ أﺧﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﺣﯿﻦ أو أﺧﺘﻲ ﻹﻋﺎدﺗﻲ إﻟﻰ ا ﻟﺒﯿﺖ ﻗﺪو. ُ اﻣﺘﻨﻌﺖ ﻣﻦ اﻟﺨﺮوج ﻟ ﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﯾ ﺑﻤﺎ ﻌﺐﻟﻷ ﯾ ﺤﺒﮫ و ﺮﻏﺒﮫ وﯾﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﮫ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﻃﻔﺎل ْ ﻓﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﻨﺰول ﻋﻦ اﻟﺪرج ﺑﻤﻔﺮدي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺟﮭﺪ ً ا ﺟﺴﻤﺎﻧﯿ ً ﻛﺒﯿﺮ ﺎ ً ووﻗﺘ ا ً ﺎ ً ﻃﻮﯾﻼ ﻛﻤﺎ وأن ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ َ اﻟﺼﻌﻮد ﻟﻢ اﻗﻮ ﮫ ّ أﻟﺒﺘ ﻓﻀﻠ ﻟﺬا ً داﺋﻤﺎ ُ اﻟﺒﻘﺎ ﺖ ء ﻓﻲ اﻟﺼﻒ ﺼﺮ ﻷﺧﺘ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة ، وإﺿﺎﻓﺔ ﻟﺬﻟﻚ وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ُ اﺿﻄﺮرت اﻟ ﺑﮭﺎ ﻨﺰول ﻟﻠﺴﺎﺣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻌﻮد ﻟﻠﺼﻒ، ﻗﺪ و ﺣﺴﺒ ُ أﻟﻒ ﺖ ﺣﺴﺎب ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻌﻮد وﻧﺰول، دﻋﻮ و ُ اﷲ ت أﺛﻨﺎءھﺎ ً داﺋﻤﺎ ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ وﺿﻌﯿﻒ أﻻ ﯾﺮاﻧﻲ أﺣﺪ، اﻻﻟﺘﻔﺎت ُ واﻋﺘﺪت ﺣﻮﻟﻲ ﻣﺮات ﻋ ﺪﯾﺪة ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮوع ﺑﮭﺎ ، ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم رؤﯾﺔ اﺣﺪ اﻟﻄﻼب ﻟﻜﯿﻔﯿﺔ ﻧﺰوﻟﻲ وﺻﻌﻮدي ﻟو ﺘﻔﺎدي ﺳﺨﺮ ﯾﺎﺗﮭﻢ واﺳﺘﮭﺰاءاﺗﮭﻢ ُ اﻟﻤﺮﯾﺮة واﻟﻤ ﮭﯿﻨﺔ اﻟﺘﻲ ْ أﺛﺎرت ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ اﻟﯿﺄس واﻹﺣﺒﺎط ﺷﻌﺮ و ُ ت وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﺪي أي ﺗﻔﺴﯿﺮ ﻟﺴﻠﻮﻛﮭﻢ أو أي رد ً إرﺑﺎ ً ﺗﺨﺘﺮق ﻗﻠﺒﻲ اﻟﮭﺶ وﺗﻤﺰﻗﮫ إرﺑﺎ ٌ ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺳﮭﺎم ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻲ اﻟﺼﻤﺖ و ى ﺳﻮ ﺎنﻛﺘﻤ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻐﯿﻆ واﻟﺴﺨﻂ اﻟﺜﺎﺋﺮة داﺧﻞ وﺟﺪاﻧﻲ اﻟﻤﻤﺰق ً أﺻﻼ .

ٍ اﻟﻜﺜﯿﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﻃﻼب وﻣﻌﻠﻤﯿﻦ وأھﺎل ،

وﯾﺒﺪو أن اﻟﺘﺤﺎﻗﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻹﻟﺰاﻣﻲ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻋﺮﺿﺔ ﻟ ﻨﻈﺮات

وﻛﻞ ﻓﺮد ﻣﻨﮭﻢ ﻛﺎن ﯾﺮﻣﻘﻨﻲ ﺑﻨﻈﺮات ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻧﻈﺮات اﻵﺧﺮ، و ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ُ ﺑﺪأت ﺑﺎﻻ اﻟﺘﺪرﯾ ف ﺎ ﻧﻜﺸ ُ ﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻐﺮ ﺳﻨﻲ إﻻ أﻧﻨﻲ ﻻﺣﻈﺖ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﻲ وﻟﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﺸﯿﻲ اﻟﺨﺎﺻﺔ، اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت اﻟﺰاﺋﺪة و اﻻﺳﺘﻔﺴﺎرات واﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻤﻮﺟﮭﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ آﻓﺔ ﺣﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع اﻟﻤﺴﺘﺸﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ، وﻋﻠﻰ أﺛﺮ ذﻟﻚ ُ اﻻﻣﺘﻨﺎع اﻟ ﻋﻦ ﻟ ﺬھﺎب ﻠﻤﺪرﺳﺔ ﻟﻜﻲ أﺗﻔﺎدى ھﺬه اﻟﻨﻈﺮات اﻟ ﻏﯿﺮ واﺧﺘﺮاﻗﮭﺎ ﻟﺼﻔﺎء اﻟﻘﻠﺐ ﻧﻔﺴﻲ ُ أﻗﻨﻌﺖ ﺑ ﻀﺮورة اﺳﺘﻤﺮارﯾﺔ اﻟﺬھﺎب وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ، ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻛﻞ ﯾﻮم أن اﻹﺷﺎرة إﻟﻲ ﺑﺎﻟﺒﻨ ً أﯾﻀﺎ ُ ﺣﯿﺚ اﻋﺘﻘﺪت ﺎن وﻧﻈﺮات اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ واﻟﺴﺨﺮﯾﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻵﺧﺮﯾﻦ ٍ وان ھﺬا اﻟﯿﻮم آت ً أم ﻋﺎﺟﻼ ً ﺳﺘﺰول وﺗﺨﺘﻔﻲ آﺟﻼ ﺔ ﻻ ﻣﺤﺎﻟ اﻗﻨﻊ ﻧﻔﺴﻲ أن اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ھﻮ ُ ، وﻛﻞ ﯾﻮم ﻛﻨﺖ ْ ﻣﻮﻋﺪ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ، وﻟﻜﻦ ﺗﺘﺎﻟﺖ ً ﺣﺘﻤﺎ اﻷﯾﺎم وﺣﺘﻰ اﻟﺴﻨﯿﻦ و ُ اﻧﺘﻈﺮ اﻟﯿﻮم ذﻟﻚ !!! وﻣﻦ اﻟﺠﺪﯾﺮ ذﻛﺮه أﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟ ﻔﺘﺮة ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﻲ و أدرك أﻧﻨﻲ ﻣﺼﺎب ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ أو ﺑﻘﺼﻮر ﻣﺎ، وﻛﻞ ﻣﺎ ُ ﻋﻠﻤﺘ ﮫ أﻧﻨﻲ ﺔ، ّ ﻣﺮﯾﺾ ﺑﻤﺮض ﻋﺎﺑﺮ وﻣﺎ زﯾﺎراﺗﻲ ﻟﻸﻃﺒﺎء وﻟﻠﻌﯿﺎدات إﻻ ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﻼج واﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻌﻠ أﻧﻨﻲ ُ ﻛﻤﺎ وﻋﻠﻤﺖ اﻟﺒﻨﯿﺔ ﺿﻌﯿﻒ و ﻧﺤﯿﻒ اﻟﺠﺴﻢ ﻟﻌﺪم ﺗﻘﺒﻠﻲ ﺗﻨﺎول اﻟﻄﻌﺎم اﻟﻤﻔﯿﺪ واﻟﺼﺤﻲ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻷﻃﻔﺎل . وﻋﻠﻢ اﻟﺠﻤﯿﻊ أﻧﻨﻲ ﻃﻔﻞ ﻣﺮﯾﺾ، ﺿﻌﯿﻒ ﻻ ﺣﻮل ﻟﮫ وﻻ ﻗﻮة، ْ وﺑﺮاءﺗﮫ ، وﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ أو ﺑﺄﺧﺮى ﺠﻲ ﻟ ﻌﻤﻮم أﻓﺮاد ا

وﻛﺜﺮت

ﻋﺎﺟﺰ،

ﻄﺒﯿﻌﯿﺔ

ﺣﺎوﻟﺖ

ﻣﺎ زﻟﺖ

14

ُ وﺑﻌﺪ ﺟﮭﺪ ﺟﮭﯿﺪ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺟﺔ وﻋﺪﻧﻲ ﺧﺎﻟﻲ أﺛﻨﺎء زﯾﺎرﺗﻨﺎ ﻟﮭﻢ، ﻣﻨﺤﻲ

ﺧﻼل ﻋﻄﻠﺔ اﻟﺼﯿﻒ و ﺑﻌﺪ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻒ اﻟﺒﺴﺘﺎن،

وﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ

اﻟﻌﺠﻠﺘﯿﻦ، و ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل

اتذ

ﻓﻘﺪ

واﻗﻌﺔ ﻃﺮﯾﻔﺔ

دراﺟﺔ اﺑﻨﮫ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻤﮭﻤﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ ُ أﻛﻤﻞ وﺟﮫ، وأﻛﻠﺖ ً ﻗﻄﻌﺔ اﻟﺪﺟﺎج ﺑﺄﻛﻤﻠﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﻛﻨﺖ آﻛﻞ ﺛﻠﺜﮭﺎ، و ﻣﻨﺤﻨﻲ ﺧﺎﻟﻲ اﻟﺪراﺟﺔ ... ﻓﺮﻗﺺ و ً ﻗﻠﺒﻲ ﻓﺮﺣﺎ ُ ﺳﻌﺪت ُ وﺳﺮرت ً ﻛﺜﯿﺮا ﺑﺎﻟﺪراﺟﺔ، وﺣﺼﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ ﻏﺒﻄﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻹﺣﺴﺎﺳﻲ ﺑﺄ ﻧﻨﻲ أﺗﻘﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺪراﺟﺎت ﻛﺎﻵﺧﺮﯾﻦ و ﻋﺪم إﺣﺴﺎﺳﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺨﺘﻠ ﻒ أو ﺷﺎذ ﺑﯿﻦ أﻗﺮاﻧﻲ . أﻣﺎ أﻣﻲ ﻓ ﻘﺪ اﻧﺘﺎﺑﮭﺎ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻘﻠﻖ ﻣﻨﺬ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟ ﺤﺼﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺟﺔ، ﻓﺤﺮﺻﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم ﺗﻌﺮض ﺣﯿﺎﺗﻲ ﻨﺔ واﻟﮭﺸﺔ ﺑﺄي ﻛﺴﺮ أو أذى، ﻛﺎن ﻧﺼﺐ ﻋﯿﻨﯿﮭﺎ ّ ﻟﻠﺨﻄﺮ أو إﺻﺎﺑﺔ ﻋﻈﺎم ﺟﺴﺪي اﻟﻠﯿ وﻻ ﯾﻔﺎرق ﺗﻔﻜﯿﺮھﺎ وﻋﻘﻠﮭﺎ واﺗﻀﺢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن ﻗﻠﻘﮭﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺤﻠﮫ . اﻗﺘﻨﺎء اﻟﺪراﺟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻓ ُ ﻘﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻦ اﻟﺪراﺟﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻋﺪة ﻣﺮات، ُ وﺗﻠﻘﯿﺖ إﺻﺎﺑﺎت ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﺂﻻم ُ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﮭﺎ، و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺮاﻓﻘﺔ اﺣﺪ إﺧﻮاﻧﻲ ﻟﻲ إﻻ أنﱠ ﺿﻌﻒ ﻋﻀﻼت اﻟ ﻦ ﻘﺪﻣﯿ أﻓﻘﺪﻧﻲ اﻟﺴﯿﻄﺮة اﻟﺘﺎﻣﺔ و ﺟﻌﻠﻨﻲ أﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺴﻘﻮط ُ ، وﻛﻨﺖ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺳﻘ ﻄﺔ وأذى ارﺗﺎح ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ وأﻋﻮد ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻷﻋﯿﺶ ﺑﺄﺟﻮاء ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ وﻣﺮﻏﻮﺑﺔ ﺗﻤﻨﺢ ، ﻧﻔﺴﻲ وﻛﯿﺎﻧﻲ ﺑﻌﻀ ً ﻣﻦ ﺎ ﺳﻤﺎت اﻟﻤﺴﺎواة ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺸﻘﺎوة لودﻻ ، واﻟﻠﮭﻮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ اﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺺ ﻓ ، ﻜﻤﺎ ﯾﻘﻮﻟﻮن أن ﻟﻠﻄﻔﻮﻟﺔ ﻗﻮاﻧﯿﻦ ﻻ ﯾﻔﮭﻤ ﺎ إﻻﮭ اﻷﻃﻔﺎل وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻺﻋﺎﻗﺔ ﻗﻮاﻧﯿﻦ وﻇﺮوف وﺷﺮاﺋﻊ ﻻ ﯾﻔﮭﻤﮭﺎ وﻻ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﮭﺎ إﻻ اﻟﻤ . ﺑﮭﺎ ﺼﺎﺑﻮن ُ إذا أﻛﻠﺖ وﺟﺒﺔ اﻟﻠﺤﻢ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﺎﻣﻲ ، ﺣﯿﻨﮭﺎ وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﻤ ُ ﺖ ﺑﮭﺬه اﻟ ً ﺣﻘﯿﻘﺔ ُ ﺷﻌﺮت َ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪي ﻛﻢ ﺻﺪق أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﺑ ﺮﻓﻀﮭﻢ

ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻌﺎق، إذ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﺪي ِ وﻟﻢ أع

ﺑﺼﺮاﺣﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻟﻢ أﻛﻦ اﻋﻠﻢ أﻧﻨﻲ ﺷﺨﺺ ذو إﻋﺎﻗﺔ ْ ﻋﻼﻣﺎت اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﻈﺎھﺮة واﻟﺼﻌﺒﺔ واﻟﺘﻲ ﻇﮭﺮت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، ﻟﻢ أﺗﻠﻖﱠ و

أي دواء ﯾﺬﻛﺮ، وﻋﻨﺪ ﺘﻲﺼﺎدﻓ ﻣ

ﺑﻨﻈﺮات اﻟﺸﻔﻘﺔ

ﻟ ﺸﺨﺺ ﻣﻌﺎق ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﺮﺳﻲ اﻟﻌﺠﻼت اﻟﺘﻲ اﻋﺘﺒﺮ ﺗ ﮭﺎ رﻣﺰ ً ا ﻟﻺﻋﺎﻗﺔ ، ﻛﻨﺖ أ ﻧﻈﺮ واﻟﺮأﻓﺔ وﻛﺄﻧﻲ ﺷﺨﺺ ﻏﯿﺮ ﻣﺼﺎب ﺑﺄﻣﺮ ﻣﺸﺎﺑﮫ، واﻋﺘﻘﺪ أن ھﺬا اﻟﺘﺼﺮف واﻹﺣﺴﺎس ﯾﻌﻮد

إﻟﯿﮫ

ﻋﺪم ﺗﻮﻋﯿﺘﻲ

إﻟﻰ

ﺑﺤﻘﯿﻘﺔ إﻋﺎﻗﺘﻲ ً أﯾﻀﺎ

أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ

ﺑﻤﺎھﯿﺔ إﻋﺎﻗﺘﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻷوﻟﻰ ﻟﺤﯿﺎﺗﻲ ﺣﯿﺚ ﻧﺒﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺪم إ ووﺿﻌﻲ ، ﻓﻘﺪ آ ﻣﻨﻮا أن وﺿﻌﻲ اﻟﺼﺤﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ ھﻮ ﻣﺆﻗﺖ وﻣﺎ ھﻮ

دراك

ﻣﺮض وﺳﯿﺰول ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺴﻨﯿﻦ ،

إﻻ

ّ . رﺟﻠﻲ

" ﺟﺎﺟﺔ ﺳﺘﺘﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺘﻲ وﺗﻘﻮى ﻋﻀﻼت

ﻛﻞ ﯾﻮم ُ ﻨﺎوﻟﺖ ﻓﺨﺬة د "

وﺣﺴﺐ رأي ﺟﺎرﺗﻨﺎ أم ﻣﺤﻤﻮد إذا ﺗ "

ﻟﻠﺪراﺟﺔ دور ھﺎم ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﯿﺎﺗﻲ اﻷوﻟﻰ، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺗﺴﺎم ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ة ﻜﺜﺮﺑ

أﺳﺘﻄﯿﻊ اﻟﻘﻮل ﻧا

ﮫ ﻛﺎن

اﻟﻜﺪﻣﺎت واﻟﺠﺮوح، ﻟﻌﺪم اﺳﺘﻄ ﻋﺎ ﺘﻲ ﻗﯿﺎدة اﻟﺪراﺟﺔ واﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﺜﻞ اﻵﺧﺮﯾﻦ، ﺗﻄﻠﺐ اﻟﻮﺿﻊ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷھﻞ أو اﻷﺻﺪﻗﺎء ﺑ ﻜﻞ ﻣﺸﻮار وﺗﺠﻮل، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻤﺴﻜﻮن اﻟﺪراﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ وﯾﺪﻓﻌﻮ ﮭﺎ ﻧ ﺑﺒﻂء ﻟﻸﻣﺎم . ﺗﺄ وﻗﺪ ُ ﻟﻤﺖ ً ﻟﻌﺪم اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﺑﻤﻔﺮدي و ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ وﺑﺪون ﻣﺴﺎﻋﺪة أﺣﺪ و، ُ أﻣﻠﺖ

ﻣﻤﺎ

ﻛﺜﯿﺮا

دون ﻣﺮاﻗﺒﺔ وﺗﺮﻗﺐ، وﻟﻜﻦ ﻟﻠﻮاﻗﻊ أﺛﺮ ﻣﻐﺎﯾﺮ

ً ، ﻣﺴﺘﻘﻼ ً

ً أن أﻛﻮن ﻛﺎﻵﺧﺮﯾﻦ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل، ﺣﺮا ً ﻃﻠﯿﻘﺎ

وآﻣﻨﺎ

ﺗﻨﻘﻞ ﺑﮭﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن

اﻟ ﯿ َ أ ﻦﺘﯿﻠاﻟ ﻦ ﻘﺪﻣ

ُ ﺣﯿﺚ رﻓﻀﺖ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﺪراﺟﺔ واﻋﺘﺒﺮﺗﮭﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ

ﻷﺣﻼﻣﻲ ورﻏﺒﺎﺗﻲ،

15

ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻷﺧﺮى ً ﻟﻤﻜﺎن وﻣﺘﺠﺎھﻼ وﺳﺒﻞ اﻹﻗﻨﺎع ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻛﺮﺳﻲ اﻟﻌﺠﻼت اﻟﺬي ﮫ ﺘ ﻛﺮھ ورﻓﻀﺘﮫ ﺑﺸﺪة، ﻣﻔﺮ ﻻ ﻛﺎن و ﻷﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﺳﻮى اﻟﺮﺿﻮخ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﻲ و اﻟﺘﻜﯿﻒ واﻟﺘﺄﻗﻠﻢ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻮﺿﻊ اﻟ

ﻘﺎﺋﻢ

ورﻏﺒﺎت ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺼﻮرة ﺰا ُ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻓﯿ ح ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ و ُ ﯾ َ ﺤﻔ ﻆ اﻷﻣﺎن واﻻﺳﺘﻘﺮار و ُ ﯾ ﺤﺎﻓﻆ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻋﻠﻰ ﺳﯿﺮ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ دون ﺻﺪام وﺳﺨﻂ وﺗﻌﻜﯿﺮ ﻟﺼﻔﻮ اﻷﺟﻮاء .

ُ ﻟﻠﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ، وﺑﻘﯿﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻘﺮﯾﺒﺔ اﻟﺼﻒ ھﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷرﺿﻲ وﻟﻢ ﯾﻜﻦ أي ﻋﺎﺋﻖ ﯾﺤﻮل دون

ُ اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺼﯿﻔﯿﺔ، وﺗﺮﻓﻌﺖ

ْ اﻧﺘﮭﺖ

ﻣﻦ ﺑﯿﺘﻨﺎ، ُ وﻟﺤ ﺴﻦ ﺣﻈﻲ ﻛﺎﻧ

ﺖ ﻏﺮﻓﺔ

اﻟﺪﺧﻮل إﻟﯿﮭ ﺎ ُ وﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻛﻨﺖ اذھﺐ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺪراﺟﺔ، وأﺻﻞ ﺑﻮاﺳﻄﺘﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﻌﺪي ﻓﻲ ْ اﻟﺼﻒ، وﻟﻜﻦ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻛﺎن ﯾﺤﺘﺎج ﺗﺨﻄﻲ ﺑﻀﻊ درﺟﺎت ﻣﻘﯿﺘﺔ، ﺟﻌﻠﺘ ﻨﻲ أﺑﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ دون اﻟﺨﺮوج اﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ، إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﺮﻏﺒﺘﻲ ﺗ اﺣﺘﻜﺎﻛﻲ واﺧﺘﻼﻃﻲ ﺑ ﺎﻟﻄﻼب ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻮف اﻷﺧﺮى،

ﺺﯿﻘﻠ

إﻟﻰ

ُ ﻓﻘﺪ اﺣﺘﺮﻗﺖ ﻣﻦ ﻟﮭﯿﺐ ﺗﺄﻣﻼﺗﮭﻢ و ﺗﻔﻮھﺎﺗﮭﻢ وﻗﮭﻘﮭ ﺎ ﺗﮭﻢ اﻟﺴﺎﺧﺮة، وﺣﺪﱢث ﺑﻼ ﺣﺮج ﻋﻦ اﺳﺘﻔﺴﺎراﺗﮭﻢ وأﺳﺌﻠﺘﮭﻢ اﻟﺠﺎرﺣﺔ اﻟﻤﻮﺟﮭﺔ إﻟﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻠﻮﺳﻲ ﻋﻠﻰ دراﺟﺔ، وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ أﻛﻦ أﺟﺪ اﻷﺟﻮﺑﺔ اﻟﻤﺮﺿﯿﺔ واﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻜﻞ ھﺬه اﻟﺘﻌﻠﯿﻘﺎت واﻟ ﻤﻼﺣﻈﺎت، وﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﺿﻲ ﻟﮭﺎ ُ اﻋﺘﺪت ﻋﻠﻰ ﺗﺮك اﻟﻤﻜﺎن ﺑﺄﺳﺮع وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ ً ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم وﻗﻮع ﻧﺰاع وﻣﺸﺎدات ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮاﻓﻘﻲ واﻟﻄﻼب اﻟﻤﻌﻠﻘﯿﻦ واﻟﺴﺎﺧﺮﯾﻦ . وﻟﻜﻲ أﺗﺤﺎﺷ ﻰ ھﺬه اﻷﺣﺪاث وﻋﺪم اﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎء ﻟﻤﺮاﻓﻘﻲ ً داﺋﻤﺎ ُ ﻓﻀﻠﺖ اﻟﺒﻘﺎء ﺑﺎﻟﺼﻒ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻠﻞ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻌﺰﻟﺔ أو ﺑﺘﻌﺒﯿﺮ آ اﻟﺸﻌﻮر ﺧﺮ ﺑ ﺄﻧﻨﻲ ﻣﺴﻠﻮب اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻧﻄﺎق اﻟﺼﻒ وﺟﻮ اﻟﺪراﺳﺔ . ً ﻣﺮارا

اﻻﻧﻌﺰال ﻛﺎن ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺧﺠﻠﻲ ّ وﺷﺪ ة ﺣﺴﺎﺳﯿﺘﻲ ﻣﻦ ردود اﻟﻔﻌﻞ ﺣﻮل

ً ﯾﻈﮭﺮ ﺟﻠﯿﺎ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻊ ﺧﯿﺎر أن

ﺐ ﻟﻲ اﻻﻧﺰﻋﺎج و ّ ﻣﺮاﻓﻘﺔ، ﻣﻤﺎ ﺳﺒ اﻟﻀﯿﻖ و اﻻﻧﻄﻮاء

ﻣﻦ ﻇﺮوف ووﺳﺎﺋﻞ ﺣﯿﺎﺗﯿﺔ

ﻗﺼﻮري و ﺒﻌﺎﺗﮫ وﺗ ﺷﺬوذي

ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻷﺣﯿﺎن، ُ وﺑﺘﻠﻘﺎﺋﯿﺔ وﻋﻔﻮﯾﺔ اﺗﺨﺬت اﻻ ﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ أﻧﻈﺎر اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻛﻮﺳﯿﻠﺔ ﻹﺧﺮاج ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ اﻟﻤﺬﻟﺔ او ﻟﮭﺮوب ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻊ واﻟﻘﺪر اﻷﻟﯿﻢ وﻣﺎ ﺘﺒﻌﮫ ﯾ ﻣﻦ ﺷﻘﺎء ﻨﻔﺲﻟﻠ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺸﻘﺎء اﻟﺠﺴﺪ . ُ وأﺻﺒﺤﺖ ﻟﻈﺮوف اﻹﻋﺎﻗﺔ وﺻﻌﺎﺑﮭﺎ ً أﺳﯿﺮا ، ْ ﺗﺘﺎﻟﺖ اﻷﯾﺎم اﻟﻌﺼ ﯿﺒﺔ واﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﻋﻠﻲ وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، وﺑﺪا ﻛﺄن ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﮭﺎ، و ﻛ ﺄﻧﻨﺎ اﻟﺪرب اﻟﻮﺣﯿﺪ أﻣﺎﻣﮭﺎ وأﻣﺎم ﺑﻄﺸﮭﺎ ، ﺣﯿﺚ أﺻﯿﺐ أﺑﻲ ﻨﻮﺑ ﺑ ﺔ ﻗﻠﺒﯿﺔ ﺷﺪﯾﺪة أﻓﻘﺪﺗﮫ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ وﺑﺬل أي ﺟﮭﺪ ﺟﺴﻤﺎﻧﻲ ، ﺣﺘﻰ ُ ﺻﻌﻮد اﻟﺪرج ﻣ ﻨﻊ ﻣﻨﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﺒﯿﺐ ﻣﻤﺎ ، اﺿﻄﺮه إﻟﻰ ﺗﺮك ﻣﻜﺎن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻋﻤﻞ ﻓﯿ ﮫ ﻃﯿﻠ ﺔ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﺑﻌﺪ و . اﻻﻧﻔﻌﺎل اﻟﺸﺪﯾﺪ واﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺘ ھﺎ ﻲ ﺗﻠﻘﺎ اﻟﻮاﻟﺪ وأﻓﺮاد اﻷﺳﺮة أﺟﻤﻌﮭﺎ و، ﺑﮭﺬه اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ واﻷﺟﻮاء ﻏﯿﺮ اﻟ إذ ﻌﺎدﯾﺔ أﺻﺒﺢ اﻟﻮﺿﻊ أﺻﻌﺐ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺎﻟﻮاﻟﺪ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻮاﺳﺎة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﮫ ﻣﻦ ﻣﺮض وﺗﻐﯿﯿﺮ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻓﻲ ﻣﺠﺮﯾﺎت ﺣﯿﺎﺗﮫ وﯾﺠﺐ ﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻌ ﻼﺟﺎت واﻟ ﻈﺮوف اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺤﺎﻟﺘﮫ، إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﻌﯿﻞ ﻟﻸﺳﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ أﻃﻔﺎل ﺻﻐﺎر اﻟﺴﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋﺎﻟﺔ واﺣﺘﯿﺎﺟﺎت .

ﻋﻠﻰ

وأﻟﻢ

أن

ْ اﻷﺳﺮة اﺿﻄﺮت أﻣﻲ ﻟﻠﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﻮﻓﯿﺮ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﯿﺶ ،

ھﺬه اﻟ ﺘﻐﯿﯿﺮات اﻟ ﮭﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ

ْ

ﺑﻌﺪ ْ أن

ﻃﺮأت

وﺗﺤﻤﻠ ْ أﻋﺒﺎء اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻤﻔﺮدھﺎ ﺗﺎرﻛﺔ إدارة ﺷ ﺆون اﻟ ْ ﺒﯿﺖ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻷﺧﺘﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮة، وﺷﺮﻋﺖ ﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑ ﻓﻲ زراﻋﺔ

16

اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ ُ اﻋﺘﺪت

اﻟﺘﻮت اﻷرﺿﻲ ﻓﻲ ﻗﻄﻌﺔ اﻷرض اﻟﺰراﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻤﻠﻜﮭﺎ، ﻓﻤﻊ ﺑﺰوغ اﻟﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﯾﻮم

ﻋﻠﻰ ﺻﻮت اﻟﺒﺎﺑﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ ْ اﻟﻤﺤﺎذي ﻟﻐﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻲ ﺣﯿﺚ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻲ ﺗﺸﻌﻠﮫ ﻟ ﺘﺤﻀﯿﺮ اﻟﻔﻄﻮر و اﻟﺸﻄﺎﺋﺮ ﻟ ﺠﻤﯿﻌﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻦ واﻟﺒ ﻄﺎﻃﺎ و اﻟﻠﺒﻦ وﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﮭﺎء ﻣﻦ اﻟﻔﻄﻮر وارﺗﺸﺎف اﻟﺸﺎي اﻟﺴﺎﺧﻦ ﺑﺎﻟﻨﻌﻨﺎع اﻷﺧﻀﺮ ْ ﻛﺎﻧﺖ ُ ﺗ ﻌﺪ ﻷﺧﺘﻲ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت وﺟﺒﺔ اﻟﻐﺪاء ﻗﺒﻞ ﺧﺮوﺟﮭﺎ ﻟﻠﺤﻘﻞ، و ﺑﻌﺪ اﻧﺘﮭﺎﺋﮭﺎ ﻣﻦ أﻣﻮر اﻟﻤﻨﺰل واﻟﻄﻌﺎم واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻌﻨﺎ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻞ اﻟﻮاﻗﻊ ﻏﺮﺑﻲ اﻟﺒﻠﺪة ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻋﺮﺑﺔ ﺗﺠﺮھﺎ وﻓﻲ . ﺣﻤﺎرة ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﯿﻮم اﻟﺪراﺳﻲ اﻋﺘﺎد ﺑﻌﺾ إﺧﻮاﻧﻲ اﻟﻠﺤﺎق ﺑﺄﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺤﻘﻞ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﮭﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﺤﻘﻞ ﻣﻦ ﻗﻄﻒ ﻟﻠﺜﻤﺎر أو ﺗﻐﻄﯿﺔ اﺷﺘﺎل اﻟﺘﻮت، وﻋﻨﺪ اﻟﻤﻐﯿﺐ أﺗﺮﻗﺐ ً ﻛﻨﺖ داﺋﻤﺎ ﻋﻮدﺗﮭﻢ وﺣﺎل وﺻﻮل اﻟﻌﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺖ ْ اﻋﺘﺎدت ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﺔ ﻷﺣﻈﻰ ﺑﺒﻌﺾ ﻟﺤﻈﺎت اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﮭﺎ، وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن ُ ﻋﺎرﺿﺖ ُ اﻟﻨﺰول ﻋﻦ اﻟﻌﺮﺑﺔ وﻃﺎﻟﺒﺖ ﺑﺈﺑﻘﺎﺋﻲ ْ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﮭﺎ وﻛﺎﻧﺖ أﻣﻲ ﺗﻨﺼﺎع ﻟﺮﻏﺒﺘﻲ وﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻲ ﻟﻌﺪة دﻗﺎﺋﻖ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺋﮭﺎ وﻋﺪم ﺗﻤﺎﻟﻜﮭﺎ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ .ﮭﺎﯿرﺟﻠ

ﺎﯾﺔ اﻷﺳﺒﻮع

ُ ﻟﻘﺪ ﻋﺸﻘﺖ اﻟﺤﻘﻞ وﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺑﮭﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ وﻣﺴﺮة ﻟﻠﻘﻠﺐ واﻧﺘﻌﺎش ﻟﻠﺠﺴﺪ، ﻓ ﻔﻲ ُ ﻧﮭ ﻄﻞﻋ

اﻟﺤﻘﻞ و ﺑﯿﻦ أﺣﻀﺎن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﺨﻼﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗ

ﺳﺎﻋﺎت ﻃﻮﯾﻠﺔ ﻓﻲ

ً ﻛﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻧﻘﻀﻲ

ُ واﻟﻌ ﻄﻞ اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ

ﺒﺪو

اﻧﺘﻈﺮ ﺣﻠﻮل اﻟﻌﻄﻞ ﺑﻔﺎرغ اﻟﺼﺒﺮ ﻷﺗﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻇﺮ اﻟﺠﻤﯿﻠﺔ

ُ

ﺣﻘﻮﻟﮭﺎ وﺳﮭﻮﻟﮭﺎ ﻛ ﺎﻟﺒﺴﺎط اﻷﺧﻀﺮ ،

وﻛﻨﺖ

ﻗﺒﺔ أﺟﻤﻞ ﻋﺮوض اﻟﻔﻦ ﻋﻠﻰ

ُ وﻗﺪ اﻋﺘﺪت اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاب ﻓﻲ ﺣﻘﻠﻨﺎ وﻣﺮا

واﻟﮭﻮاء اﻟﻄﻠﻖ و اﻟﻨﻘﻲ

ﺎت

أﺗﺄﻣﻞ و إﺑﺪاﻋ ﻓﻲ

ﻋﻠﻰ أﻧﻐﺎم وإﯾﻘﺎع ﺗﻐﺮﯾﺪھﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﺳﺮح

اﻹﻃﻼق ، ﻓﺮﻗﺺ اﻟﻄﯿﻮر ﻓﻲ اﻷﻓﻖ ﺗﺤﻠﯿﻘﮭﺎ و وﻣﻌﺠﺰات اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓ

ﻓﻲ ﺗﻔﻜﯿﺮ ً ﻣﺮارا وﺧﯿﺎل

ُ

ِ ﺎﻟﺪﻧﯿﺎ ﻟﻮﺣﺔ ﻓﻨﯿﺔ ﺟﻤﯿﻠﺔ ﻻ ﻣﺜﯿﻞ ﻟﮭﺎ، وﻏ

ﺼﺖ

ھﺬه اﻟﻄﯿﻮر ﺗﺮﻗﺺ وﺗﺸﺪو و ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن ﻟﻤﻜﺎن دون ﻋ ﺎﺋ ﻖ أو ﺣﺎﺟﺰ ﻟﻜﻦ ،

ُ ﻓﯿﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺣﺪأ

واﺳﻊ

.

اﻟﻀﺒﺎﺑﯿﺔ اﻟﻐﻤﻮض و

ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻛﻨﺖ اﺳﺘﻔﯿﻖ ﻋﻠﻰ واﻗﻊ ﻣﻐﺎﯾﺮ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﯾﻠﻔﮫ ﻣﻦ

َ ﺳﺒﺤﺎن اﷲ اﻟﺬي أﺑﺪع ﻛﻞ ﺷﻲ ﺧﻠ َ ﮫﻘ وﺟﻌﻞ ﻟﻜﻞ ﻣﺨﻠﻮق ً ﻣﻦ ﺎ أﺟﻞ اﻟﺒﻘﺎء واﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﺮزق ، ﻓﺒﯿﻨﻤﺎ أﻧﺎ أﻓﻜ ﺮ وارﻗﺐ اﻟﻄﯿﻮر وأﺗﻤﺘﻊ ﺑﻌﺮﺿﮭﺎ اﻟﻔﻨﻲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ، ﻛﺎن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﺰارﻋﯿﻦ ﯾﻨﺼﺒﻮن اﻟﺸﺒﺎك ﻟﺼﯿﺪھﺎ واﻟﺨﻼص ﻣﻨﮭﺎ ﻟﺘﺴﺒﺒﮭﺎ ﺑﺎﻷﺿﺮار ﻟﻤﺰارﻋﮭﻢ وﻣﻨﺘﺠﺎﺗﮭﻢ اﻟﺰراﻋﯿﺔ، ﻛﺎﻧﺖ أﺳﺮاب اﻟﻄﯿﻮر ﺗﺪﻣﺮ اﻟﺜﻤﺎر وﺗﻌﯿﺚ ﻓﻲ ﻣﺰروﻋﺎت ً اﻟﺤﻘﻞ ﻓﺴﺎدا أ ﻣﻤﺎ ﻓﻘﺪ اﻟﻤﺰارﻋ ً ودور وﻇﯿﻔﺔ ً ا ً ً وﺻﺮاﻋ ً ﺧﺎﺻ ﺎ

وأﺟﻼ

ورﺳﺎﻟﺔ

ﯿﻦ

ﺣﯿﺚ

ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﮭﺎ ﻟﺘﺴ ﺪﯾﺪ اﻟﺪﯾﻮن وإﻋﺎﻟﺔ . ﮭﻢ ﻋﺎﺋﻼﺗ

ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻃﺎﺋﻠﺔ

ھﻢ

و ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻟﺠﻮء واﻟﺪﺗﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ إﻻ أن اﻟ ﺪﺧﻞ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟ ﻠﺤﻘﻞ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﺴﺪ ﺟﻤﯿﻊ اﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻓﺎﻟﻤﺼﺎرﯾﻒ ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ وأﻋﺒﺎء اﻟﺤﯿﺎة ﺗﺘﺰاﯾﺪ وأرﺑﺎح زراﻋﺔ اﻟﺘﻮت ﺗﺘﻘﻠﺺ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ، وﺳﻮء اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺑﺪأ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻗﻢ ﻣﻤﺎ دﻓﻊ أﺧﻲ اﻟﺒﻜﺮ إﻟﻰ ﺎر ﻣﺴ ﺗﺮك ﺗﻌﻠﯿﻤﮫ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﻲ اﻷوﻟﻰ ﻠﮫﺣاﻣﺮ واﻟﻠﺠﻮء ﻟﻠﻌ ﻤﻞ ﻛﻤﻮﻇﻒ ﻓﻲ ﻣﺼﺮف ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪة ﻟﯿ ﺑﺬﻟﻚ ﺼﺒﺢ اﻟﻤﻌﯿﻞ اﻟﺮﺋﯿﺴﻲ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻟﯿﻨﻀﻢ و إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﻀﺤﯿﻦ ﻣﻦ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ آﻣﻨﺔ، ﺣﯿﺎة ﻛﺮﯾﻤ ﺔ وﻣﺴﺘﻘﺮة .

ْ ﺷ ﺟﻌﻠﺖ ﻘﯿﻘﻲ ﯾﺘﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ اﻟﻤﺎدﯾﺔ

ْ ﺑ ﻋﺼﻔﺖ ﺎﻟﻌﺎﺋﻠﺔ و

اﻟﺘﻲ

وﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﻘﺎھﺮة و اﻟ

ﺤﺮﺟﺔ

واﻟﺮﻋﺎﯾﺔ واﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻤﺮاﻓﻘﺔ

اﻟ ﻏﯿﺮ ﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ﻧﺘﯿﺠﺔ وﺿﻌﻲ اﻟﺼﺤﻲ اﻟ

ً ، ﻣﺒﻜﺮا وإﺿﺎﻓﺔ ﻟﻸﺟﻮاء

واﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ

ﻤﺘﺮدي

17

ْ اﻟ ﺖ

ً ﺗﺰداد ﻣﺮارة ﻟﻘأو

أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة

واﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ ، وﺣﺰﻣﺔ ھﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة واﻟﻀﻐﻮط ﺟ ﻌﻠ ْ ﺣﯿﺎة ﺖ

ﻌﻨﺎء

اﻹو ﻧﮭﺎك ﻋﻠﻰ ﻛﺎھﻞ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﯿﻦ و ﺑﻤﺴﺘﻮﯾﺎت ﻻ ﯾﺘﺤﻤﻠﮭﺎ إﻻ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﻤﯿﺰوا ﺑﺨﻠﻖ ﻧﺒﯿﻞ وﺧﺼﺎل ﻓﺮﯾﺪة وﻧﺎدرة . ّ وﻏﻄ ْ ﺳﻤﺎء ﺖ اﻷﺳﺮة ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺳﻮداء ﻟﻢ ﻧﻌﮭﺪ ﻣﺜﻠﮭﺎ، وﺑﻔﻀﻞ اﷲ واﻹﯾﻤﺎن ﺑﮫ اﻟﺬي ﯾﺤﻔﻆ ﻋﺒﺎده اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ وﯾﺴﺪد ﺧﻄﺎھﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﻨﺠﺎح ﻓﻘﺪ ْ أﻣﻄﺮت ﻟﺘﺮوي ﻣﺎ ً ھﺬه اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﻏﯿﺜﺎ ﻨﺎ ﻣﻦ زرﻋ ﺑﺬور اﻷﻟﻔﺔ واﻟﻤﺤﺒ ﺔ واﻟﺘﻀﺤﯿﺔ و ﻟﻨﺠﻨﻲ ﻣﻨﮭﺎ ﺻﻔﺎء اﻟﻌﻼﻗﺎت و ﺳﻤﺎت اﻟﻮﺣﺪة وإدراك ﺧﯿﺮات اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ واﻟﻤﺴﺎﻧﺪة اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ، ﻓﺪاس أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﺷﻮاك ﺷﻘﺎء اﻟﺤﯿﺎة وزرﻋﻮا ﻣﻜﺎﻧﮭﺎ أزھﺎر اﻟﺠﻠﺪ و اﻟﻌﻤﻞ واﻷﻣﻞ واﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻤﺸﺘﺮك، ْ وﺳﺎھﻤﺖ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﺑﺘﻀﺎﻓﺮ اﻟﺠﮭﻮد و ﺗﻮﺣﯿﺪ وﺗﻤﺎﺳﻚ أﻓﺮا د اﻷﺳﺮة ﻓﺤﻔﺮوا اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﺮ اﻟﺼﻠﺐ ﻟﯿﻜﻮن ذ ا أﺳﺎﺳﺎت ﻣﺘﯿﻨﺔ ﻻ ﺗﮭﺰھﺎ اﻟﻤﺤﻦ وﻻ ﺗﻀﻌﻀﻌﮭﺎ اﻷزﻣﺎت، وﻟﻨﻌﻤﻞ ﺑﯿﺪ واﺣﺪة وروح واﺣﺪة وﺟﺴﺪ واﺣﺪ َّ ﺗﺤﺖ ﻇﻼل ﺷﺠﺮة اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ اﻟﻠﺬ ﯾ ﻦ ﺟﻤﻌﺎ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ووﺣﺪا ﻣﺸﻮارﻧﺎ وﻋﺰز ا ﻣﻦ ﺻﻤﻮدﻧﺎ وﺛﺒﺎﺗﻨﺎ ﻟﻨﻜﻮن ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺷﺎﻛﺮة ﷲ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﮫ، ﻻ ﺗﻌﺮ ف اﻻﻧﻜﺴﺎر وﻻ ﻃﺄﻃﺄة اﻟﺮأس .

ُ ﻓﺒﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﻜﺸﺎف اﻷوﻟﻰ واﻟﺒﺎﺋﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﺮرت ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻒ ُ ارﺗﺤﺖ إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻌﮫ وﻣﻀﺎﻣﯿﻨﮫ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﻤﺴﺘﻮى اﻷرض دون درﺟﺎت

ﺑﻜﻢ إﻟﻰ اﻷ ﺟﻮاء اﻟﺪراﺳ ﺔ ﯿ ُ ﺗﺮﻓﻌﺖ ﻟﻠﺼﻒ اﻷول اﻟﺬي

ﻋﻮد أ

اﻟﺒﺴﺘﺎن،

ً ووﻓﻘﺎ

ُ وﻣﺜﯿﺮة، ﺣﯿﺚ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ

أﻣﺎم ﻣﺪﺧﻠﮫ، وﺗﻀﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺿﯿﻊ ﺗﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻣﻤﺘﻌﺔ

ً وھﺎدﺋﺎ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ أﺣﻈﻰ ﺑﻤﻌﺎﻣﻠﺔ

ً وﻃﻤﻮﺣﺎ ً ﻣﺘﻤﯿﺰا ً ﻃﺎﻟﺒﺎ

ُ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ

ﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﻌﻠﻤﺔ و ﻣﺮﺑﯿﺔ اﻟﺼﻒ ﻟﻮاﻟﺪﺗﻲ ،

وﻣﺮارة اﻟﻐﺪ ﻓﺤﻦﱠ ﻗﻠﺒﮭﺎ وﻋﻄﻒ دون أن ﺗﺸﻌﺮ أو

ْ ﻓﻜﻤﺎ ﯾﺒﺪو أدرﻛﺖ ﺗﻌﺎﺳﺔ اﻟ

ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ،

ﻮاﻗﻊ

ُ . ﺨﻄﻂ ﺗ

ﻻ أﺳﺘﻄﯿﻊ أن اﺟﺰم ﻣﺎذا ﻛﺎن ﺷﻌﻮري ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﻋﻄﻒ وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ، اﻟﺘﻲ ْ ﻧﮭﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﻌﯿﻨﮭﺎ أﺟﯿﺎل ْ ﻛﺜﯿﺮة ﺣﯿﺚ ﻛﺎﻧﺖ ذات ﺧﺒﺮة وﻣﺘﻤﺮﺳﺔ اذﻛﺮ و ُ ﻣﺤﺒﺘﻲ واﺣﺘﺮاﻣﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮﯾﻦ ﻟﮭﺎ وأﻛﺜﺮت اﻟ ْ ﺘﻮﺟﮫ إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺸﻜﺎوي ﻟﻤﻀﺎﯾﻘﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻟﻲ ﺣﯿﺚ ﻋﺎﻗﺒﺖ ْ ووﺑﺨﺖ ﻣﻦ ﯾﺴﺨﺮ وﯾﺴﺘﮭﺰ ئ ﻣﻨﻲ وﻣﻦ ﻇﺮوﻓﻲ، ﻟﯿﺤﺴﺐ ھﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل أﻟﻒ ﺣﺴﺎب ﻗﺒﻞ أن ﯾﻤﺴﻮا ﻣﺸﺎﻋﺮي . وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮ ُ ﻓﻲ رت أﺳﻠﻮب وﺻﻮﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﻒ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ و ُ أﻛﻤﻠﺖ ﻣﺸﻮار اﻟﺼﺪاﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺪراﺟﺔ ، وﻣﻊ ﺣﻠﻮل ﻛﻞ ﺻﺒﺎح وﺑﻌﺪ ﺧﺮوج أﻣﻲ ﻟﻠﺤﻘﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮم ﺷﻘﯿﻘﺘﻲ ﺑﺘﺠﮭﯿﺰي ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ واﻋﺘﻠﻲ اﻟﺪراﺟﺔ ﺑﺤﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﺸ ﺎط واﻟﺤﯿﻮﯾﺔ و ﺑﺮﻓﻘﺔ اﺣﺪ إﺧﻮاﻧﻲ أو اﺑﻦ اﻟﺠﯿﺮان ﺗﻮﻟﻰ ﺣﯿﺚ اﺣﺪھﻤﺎ ﻣﮭﻤﺔ ﺣﻤﻞ اﻟﺤﻘﯿﺒﺔ ودﻓﻊ اﻟﺪراﺟﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻮﺻﻮل ﻟ ﻤﻘﻌﺪي ﻓﻲ ﻟﺼﻒ ا . ﻟﻘﺪ أزﻋﺠﺘﻨﻲ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻣﺘﻠﻜﺘﻨﻲ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ، وﻣﻊ ﻗﻠﺔ ﺗﺠﺎرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة و ﻛﻨﺖ ﺿﺤﺎﻟﺔ ﺗﻔﻜﯿﺮي ﻣﻦ ﺿﺤﺎﯾﺎھﺎ وﻗﺮاﺑﯿﻨﮭﺎ ﺷﻌﺮ ﻓﻘﺪ ُ ت ﺑﻐﯿﺮة ّ ﺔ ﺧﻔﯿ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ

اﻟﺤﺴﺪ ﺗﺠﺎه زﻣﻼﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ دروس اﻟﺮﯾﺎﺿﺔ أﺛﻨﺎء ﻟﻌﺒﮭﻢ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم، و ُ أﻣﻠﺖ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎ ﺳﺤﺮﯾﺔ ﻟ ﺘﺒﺪﯾﻞ ﻋﺠﺰي و ﻗﺼﻮري وﻗﺪراﺗﻲ اﻟﻤﺤﺪودة و اﻣﺘﻼك ﻗﺪراﺗﮭﻢ وﻗﻮﺗﮭﻢ اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﯿﺔ وﺑﺬﻟﻚ أﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ وﺿﻌﻲ وﺣﺎﻟﺘﻲ ﻟا ﻏﯿﺮ وأﺳﺘﻄﯿﻊ اﻟﺠﺮي و ﻟﻌﺐ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم وﺗ ﯿﺴﺠ ﻞ اﻷھﺪاف وأﺣﻈﻰ

ﻄﺒﯿﻌﯿﺔ

ﺑﻤﺠﺪ اﻟ ﻤﻨﺘﺼﺮﯾﻦ واﻟﻔﺎﺋﺰﯾﻦ وﺗﺼﻔﯿﻖ اﻟﻤﺘﻔﺮﺟﯿﻦ .

18

ّ إن ﺗﺴﻠﻞ وﺳﯿﻄﺮة ھﺬه اﻷ ﺣﺎﺳﯿﺲ اﻟﻘﺒﯿﺤﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ إﻋﺎﻗﺔ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺴﻠﯿﻢ و اﻹﺧﻼل ﻓﻲ ﺗﻮازن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وزرع ﺑﻮادر اﻹﺣﺒﺎط و ُ أدرﻛﺖ ً ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺄن ھﺬه اﻟﻈﺎ ﻗﺪ ﯾﻤﺮ ﺑﮭﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺸﻌﺮ ً ھﺮة ﻃﺒﯿﻌﯿﺔ ﺟﺪا ﺑﻌﺠﺰ أو ﺑﻘﮭﺮ ﻣﺎ . ھﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﻻ ﯾﺠﺪي وﻻ ﯾﻨﻔﻊ وﻟﮫ ّ وﻟﻜﻦ ﺣﻘﯿﻘﺔ أن ﻣﺴﺎوئ وأﺿﺮار ھﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ً وﺣﻤﺪا ﯾ ﷲ أﻧﮫ ﻟﻢ ﻟﺪي ﺼﻞ إﻟﻰ درﺟﺔ ﺧﻄﯿﺮة و أ ّ ن ً أﺣﺪا ﻟﻢ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﮫ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺷﻌﻮر ً ا ً ﻋﺎﺑﺮا ً وﻣﺤﺪودا ﻟﻢ ﯾﺘﺨﻂﱠ اﻟﺤﺪود اﻟﺤﻤﺮا . ء ُ وﺑﻔﻀﻞ اﷲ وﻧﻌﻤﮫ اﻟﺠﻤﺔ ﻋﻤﻠﺖ ، وﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ وﺗﺪرﯾﺠﻲ دون وﻋﻲ أو إدراك، ﻋﻠﻰ إﻃﻔﺎء ﻧﺎر ھﺬه اﻟﺼﻔﺎت واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻠﻌﯿﻨﺔ وﻃﺮدھﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﻜﯿﺮي وﻛﯿﺎﻧﻲ ُ واﺗﺨﺬت اﻟﺒﺮوز ﻓﻲ واﻟﺘﻔﻮق ﻣﯿﺪان اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ و اﻟﺪراﺳ ﺔ وﺗﻌﺰﯾﺰ ﻗﺪراﺗﻲ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻟﻠﺘ ً واﻟﻤﻌﺮﻓﯿﺔ أﺳﻠﻮﺑﺎ ﻤﯿﺰ واﻟﺘﻔﻮق ﻋﻠﻰ أﻗﺮاﻧﻲ اﻷ ﺻﺤﺎء ﻓﻲ ﻣﯿﺪان ھﺎم ﯾﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ وﺑﺎﻟﺘﺼﻔﯿﻖ واﻟﺘﮭﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﯿﻊ .

وﺑﻌﺪ ﻣﺪى رﺣﻤﺔ اﷲ وﻟﻄﻔﮫ ﺑﻌﺒﺎده ﻓﻘﺪ ﻋﻮﺿﻨﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ُ ﻣﺮاﺣﻞ ﻃﻮﯾﻠﺔ وﺗﻔﺘﺢ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻮﺟﺪان أﯾﻘﻨﺖ ﺑﺘﻮﺟﯿﮭﻲ وإرﺷﺎدي وھﺪاﯾﺘﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻔﻮق اﻟﺪراﺳﻲ وا ﻟﺘﺄﻟﻖ واﻟﺒﺮوز ودﻓﻌﻨﻲ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨﮭﺞ اﻟﺬي ﺻﺎر ً ﻟﺤﯿﺎﺗﻲ وﻷﺻﺒﺢ ذا ً وﺳﺒﺒﺎ ً وﻣﻘﺼﺪا اﻧﺠﺎزات واﺿﺤﺔ ﻟﻠﻌﯿﺎن وﻣﻔﺨﺮة ﻟﻺﻧﺴﺎن وﻣﻮازﯾﺔ ﻟﻸﻗﺮان وﻟﯿﺮﻣﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺮﯾﺎﺋﻲ اﻟﻤﺒﻌﺜﺮ ة وﯾﺸﺒﻊ رﺿﺎﺋﻲ ﻋﻦ ذاﺗﻲ وﯾﺤﻤﻲ ﻛﯿﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻄﻢ واﻻﻧﻜﺴﺎر اﻟﻤﺒﻜﺮ . ﺗﻌﻠﻮ ﻓﻲ ذھﻨﻲ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ واﻗﻌﺔ ﻻ ﺗﺰال ذﻛﺮﯾﺎﺗﮭﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ذھﻨﻲ، ﻋﺸﺖ أﺣﺪاﺛﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ وﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺼﻒ، ﻓﻜﻤﺎ ﯾﻠﺠﺄ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﺸﺮ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤﺮاﺣﯿﺾ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻨﺖ أ ﺣﺘﺎج أﯾﻀﺎ إﻟﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟ ﮭﺎ وﻟﻜﻨﻨﻲ ُ ﺗﻌﻤﺪت ﻋﺪم اﻹﻓﺮاط ﻓﻲ اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮاب ﻟﻜﻲ ﻻ اﺿﻄﺮ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ، وﺑﺼﺮاﺣﺔ ﻟﻢ اذھﺐ ﻟﻤﺮاﺣﯿﺾ ﺗﻠﻚ ﻌﺪھﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﻒ ووﺟﻮد ﻋﻮاﺋﻖ ﻓﯿﺰﯾﺎﺋﯿﺔ ﺗﺤﻮل د ُ اﻟﻤﺪرﺳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﺒ ون وﺻﻮﻟﻲ إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ . ﺣﺪأ وﺧﻼل اﻷﯾﺎم اﻟﺪراﺳﯿﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻛﻨﺖ ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺪو أﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻹﺳﮭﺎل ﻣﺼﺤﻮﺑ ً ﺂﻻم ﺑ ﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ و ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺼﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم اﻧﺘﺎﺑﺘﻨﻲ آﻻم ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ وﻏﯿﺮ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻄﻦ وﺣﺎﺟﺔ ﺷﺪﯾﺪة ﻟﻠﺘﺒﺮز وا ﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻤ ﻣﺮاﻓﻘﺔ اﺣﺪ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻲ ، ُ وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ إذا ﻗﺮرت اﻟﻌﻮدة ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل اﺣﺘﺎج ﻷﺣﺪھﻢ ﻟﺪﻓﻊ اﻟﺪراﺟﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺒﯿﺖ، ووﺳﻂ اﻵﻻم واﻟﺤﯿﺮة ﻟﻢ اﺳﺘﻄﻊ أن أﺗﺤﻤﻞ اﻟﻀﻐﻮط وﻓﻌﻠﺘﮭﺎ ﺑﻨﻄﺎﻟﻲ ... ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﯾﻊ وﻋﺎﺟﻞ ، ﺣﯿﻨﮭﺎ ُ أدرﻛﺖ أﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﯿﺮة ﻣﻦ أﻣﺮي وﻟﻢ أﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺤﻨﺘﻲ ُ ﻓﻠﻮ ﻗﺮرت اﻟﺬھﺎب اﻟﻤﺮﺣﺎض ﻓﻼ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻤﻔﺮدي وﯾﺤﺘﺎج اﻷﻣﺮ إﻟﻰ

ھﺪﻓﺎ

ﺷﺪﯾﺪة

ﺮاﺣﯿﺾ

إﻟﻰ

ﻓﻲ

ً وﺗﺼﯿﺒﻨﻲ ﻗﺸﻌﺮﯾﺮة ﻛﻠﻤﺎ ﺧﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻣﺠﺪدا

ُ ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ ، ﺑﻄﻠﮫ

أﻛﺎد ﻻ أﺟﺪ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻟﻮﺻﻒ

ﻗﺪ و ّ أن ﺗﻨﺸ ُ ﻖ اﻷرض وﺗﺒﺘﻠﻌﻨﻲ وﺷﻌﺮت ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﺑﻤﺰﯾﺞ ﻣﻦ اﻹﺣﺮاج ، ا ﻟﺨﺠﻞ ﻻ . واﻟﺤﺰن ﯾﺤﺘﺎج اﻟﻤﺮء إﻟﻰ ﻋﺒﻘﺮﯾﺔ ﻓﺬ ة ﻟﯿﺪرك آﺛﺎر اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار ﺣﺎﺿﺮي اﻟﺤﺴﺎس، وﻛﻨﺖ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﯿﺔ ﺻﻌﺒﺔ ُ ُ ﺗﻤﻨﯿﺖ

ﺣﯿﻨﮭﺎ

وﺑﻜﯿﺖ ﺑﺤﺮﻗﺔ أﺛﻨﺎء ﻋﻮدﺗﻲ ﻟﻠﺒﯿﺖ ، ودﻣﻮﻋﻲ اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ْ اﻧﺰﻟﻘﺖ ﺑﺒﻂء ﻋﻠﻰ َ ﻲوﺟﻨﺘ اﻟﺤﻤﺮاو ﻟ ﯾﻦ ﺘﺨﻂ ﺳﻄﻮر ً ا ﻣﻦ َ اﻟﺒﺆس واﻟﺸﻘﺎء اﻟﻤﺮﯾﺮ ْ .ﻦﯾ

19

ُ ﺑﻌﺪ أن أﻓﻘﺖ ﻣﻦ ﻏﯿﺒﻮﺑﺔ اﻟﺤﺰن واﻟﺨﺠﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم ، واﻹﻋﯿ ﺎء اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﻜﺎء، ُ ُ ﻣﻦ روﻋﻲ وأﻧﺎ ﺑﺪوري ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻗﺪ اﻟﻌﺰم ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﻌﻮدة ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﻓﻲ ﺻﺒﺎح اﻟ ﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﺸﯿﺔ اﻻﺳﺘﮭﺰاء اﻟﺬي ﺳﻮف أﻻﻗﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﻄﻼب ﻓﻲ ﺣﺎل اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺨﺒﺮ، و ً ﻟﻜﻲ أﻛﻮن ﻗﺮﯾﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﺣﺘﻰ زوال اﻟﻤﺮض واﻹﺳﮭﺎل وﻗﺪ . ً واﻓﻘﻨﻲ أﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻲ وﻟﻜﻦ داﻋﻤﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻮﺟﻮب اﻻﺳﺘﺮاﺣﺔ ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ ﺣﺘﻰ اﻟﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎم، وﻗﺪ ﻗﺎم أﺑﻲ وﺑ ﺄﺳﻠﻮب ﻣﻘﻨﻊ وﻣﺤﻔﱢﺰ ﺑﺈ ﺎﻋﻗﻨ ﻲ ﺑﻀﺮورة اﻟﺬھﺎب ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدي دون ﺧﺸﯿﺔ أﻣﻮر ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺣﺪوﺛﮭﺎ، وأن ﻣﺎ ﺣﺪث ﯾﺤ ً ﺼﻞ ﻣﻊ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷوﻻد وﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻟﻜﺒﺎر أﯾﻀﺎ ﻓﻼ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺒﺮر ﻟﺘﻀﺨﯿﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﻣﺴﯿﺮة اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ، وان ً ﻟﯿﺸﻜﻞ ﺧﻠﻼ ْ أﺣﺎدﯾﺚ واﺳﺘﮭﺰاءات ﻓﺒﺎﻹﻣﻜﺎن اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺤﻀﻦ أﺑﻲ اﻟﺪاﻓﺊ، ً ﻣﺮﺗﻤﯿﺎ أﻧﺎﻣﻞ و ﯾﺪه ﺗﺪاﻋﺐ ﺷﻌﺮات رأﺳﻲ وﺗﮭﺪئ

وﺟﺪت

ﺾاﺣﯿ

ﺣﺪﺛﺖ

ﻣﻌﮭﺎ ﺑﻄﺮق ﺳﻠﻤﯿﺔ ﻋﺪﯾﺪة، و أﻗﻨﻌﻨﻲ ﻣﻊ ﻣﺮور ﯾﻮﻣﯿﻦ ﻟﻦ ﯾﺘﺬﻛﺮ ھﺬا اﻟﺤﺪث أﺣﺪ ،ً ﺑﺘﺎﺗﺎ ﻗﺪ و ً أﺑﻲ أﯾﻀﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮى واﻟﻤﻐﺮﯾﺎت اﻟﺘﻲ أﺣﺒﮭﺎ ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺒﻠﻲ ﻟﺤﺪﯾﺜﮫ ﺑﻘﻨﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ . ھﺬه إﺣﺪى ﺻﻌﺎب ذوي اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ اﻷﺟﯿﺎل وذﻟﻚ ﺧﻼل ﺗﻮاﺟﺪھﻢ ﺧﺎرج اﻟﺒﺸﺮ ﺠﻤﯿﻊ ت، ﻓ ﻮ اﻟﺒﯿ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌ أن ﯾ ﻮن ﺘﺤﻜﻤﻮا أو ﯾﺘﻮﻗﻌﻮا أوﻗﺎت دﺧﻮﻟﮭﻢ ﻟﻠﻤﺮاﺣﯿﺾ ، وﺑﻌﻠﻤﮭﻢ اﻟﻤﺴﺒﻖ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧ ﮭﻢ ﺗﺄﺟﯿﻞ أو إﻟﻐﺎء ﺧﺮوﺟﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺖ، اﻟﺴﻠﯿﻢ و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻀﺮورة اﻟﺪﺧﻮل ﻟﻠﻤﺮاﺣﯿﺾ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺴﺘﻌﻤﻞ أي ﻣﺮﺣﺎض ﯾﺠﺪه أﻣﺎﻣﮫ ً ﻛﺎن أم ﻋﺎﻣﺎ ً ﺧﺎﺻﺎ ، و ُ ﻟﻮ اﺗﺨﺬت إﻋﺎﻗﺘﻲ ﻛﻨﻤﻮذج ﻟﺘﻔﺼﯿﻞ اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻓﮭﻲ ﺗﺸﻤﻞ وﺗﻤﺜﻞ ﺻﻌﺎب ﺟﻤﯿﻊ اﻹﻋﺎﻗﺎت اﻟﺤﺮﻛﯿﺔ، و ﺑﺼﺮاﺣﺔ ﺑﻜﻞ ﻋﻤﻠﯿﺔ دﺧﻮل و ﺧﺮوج ﻟﻠﻤﺮاﺣﯿﺾ اﺣﺘﺎج ﻟ ﺸﺨﺺ ﻣﻦ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﯾﻘﻮم ﺑﺤﻤﻠﻲ وﻧﻘﻠﻲ وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠ ﻘﯿﺎم ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻨﻈﯿﻒ ﺑﻌﺪ ﻗﻀﺎء اﻟﺤﺎﺟﺔ ، وﻛﻤﺎ ﺗﺪرﻛﻮن ﻟﯿﺲ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﯾﻘﺒﻞ أو ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤ ﻛﻤﺎ ﺠﺎل، وﺑﺼﻔﺔ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻗﺒﻞأ وﻻ ﻟﻢ ﺑﻐﯿﺮ أﺣﺪ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ھﺬه اﻟﻤﮭﺎم . وﻋﺪﻧﻲ

ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ، أﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ أﻇﻔﺎري، ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﺣﯿﺾ وﻛﺬﻟﻚ اﻻﻏﺘﺴﺎل ﻓﻲ اﻟﺤﻤﺎم وﺗﺒﺪﯾﻞ اﻟﻤﻼﺑﺲ، وھﺬه اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﺤﯿﺔ اﻟﻤﺘﺮدﯾﺔ ﻹﻋﺎﻗﺘﻲ اﻟﻘﺎھﺮة واﻷﺑﺪﯾﺔ ّ ن اﻵﺧﺮﯾﻦ، وھﺬا ﺣﺪ ْ ﻮ َ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة وﻋ ً ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ً ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﯿﺎﺗﻲ ً وﺣﺎل دون ﻛﻮﻧﻲ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ وأﻛﺜﺮ ﺣﺮﯾﺔ ﺷﺨﺼﯿﺔ، ﻓﻜﻞ ﻣﺸﻮار، ﻃﻮﯾﻼ ﻛﺎن أم ﻗﺼﯿﺮ ً ا ُ ، ﻛﻨﺖ اﺣﺴﺐ أﻟﻒ ﺣﺴﺎب ﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﻤﺮاﺣﯿﺾ، وﻛﺜﯿﺮ ً ﺎ ﻣﺎ ﺛ ا ْ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ اﻟﻤﺮارة واﻟﻀﻐﻮﻃﺎت اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺮﺣﻼت واﻟﺠﻮﻻت اﻟﻤﺪرﺳﯿﺔ، ﻓﻘﺪ اﺣﺘﺎج اﻷﻣﺮ ﻣﺮاﻓﻘﺔ أﺣﺪ أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ ﻟﻤﺴﺎﻋ ﺪﺗﻲ ورﻋﺎﯾﺘﻲ، وإذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﺣﺪ ﻣﺘﻔﺮﻏ ً ﺎ ُ ﻣﺖ ِ ﺮ ُ ﺣ ﻣﻦ اﻟﺠﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة رﻏﺒﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﯿﮭﺎ واﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﺮؤﯾﺔ أﻣﺎﻛﻦ ْ ﺟﺪﯾﺪة وﺷﯿﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﯾﺴﺘﻤﺘﻊ زﻣﻼﺋﻲ، واﻟﺸﻌﻮر ﺑﻌﺪم اﻻﺧﺘﻼف ﻋﻨﮭﻢ ﺑﺸﻲء، وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ أﺷﺎرك زﻣﻼﺋﻲ ﻓﯿﮭﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ اﺳﺘﻤﻊ ً إﻟﻰ أﺣﺎدﯾﺜﮭﻢ وﻣﻐﺎﻣﺮاﺗﮭﻢ ﻋﻦ اﻟﺮﺣﻠﺔ وﻣﺪى اﺳﺘﻤﺘﺎﻋﮭﻢ ﻣﺘﻈﺎھﺮا ﺑﺎﻟﺴﺮور واﻟﺴﻌﺎدة وﻟﻜﻦ ﺑﺪاﺧﻠﻲ أﻣﻮاج ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﯿﺒﺔ واﻟﺤﺴﺮة ﺗﺘﻘﺎذﻓﻨﻲ ذات اﻟﯿﻤﯿﻦ وذات اﻟﯿﺴﺎر ، ﻓﮭﺎ ھﻲ دﻻﻻت وﺑﺮاھﯿﻦ اﻻﺧﺘﻼف واﻟﺸﺬوذ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺑﺄﺑﻠﻎ وأوﺿﺢ ﺻﻮرھﺎ . ﻓﺎﻷﻣﺮ ﯾﺘﻜﺮر ﻋﻨﺪ ﻧﯿﺘﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ أي ﺑﺴﻼﺳﻞ اﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﺤﺪﯾﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ً ﻋﻤﻞ أو ﺧﻄﻮة ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻤﻲ اﻟﻀﯿﻖ ﻓﺄﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻜﺒﻼ

رت

20

ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻛﻲ وﺗﻨﻘﻠﻲ وﺗﺒﻘﯿﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻲ اﻟﻤﺤﺪود اﻟﻜﺎﺑﺖ واﻟﺨﺎﻧﻖ ﻟﺪواﻓﻊ ﺣﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع واﻻﺳﺘﻜﺸﺎف . ﻟﺪي

ً

ً ﻛﺎن و ﻛﺜﯿﺮا

ﻟﻘﺪ ﻛﺎن أﺑﻲ ﻗﺪوة ﻟﻠﺠﻤ ﯿﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ، ﻓﻘﺪ اﻣﺘﻠﻚ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻣﺤﺒﻮﺑﺔ وﺣﻨﻮﻧﺔ و أ دﻟﻠﻨﻲ و ﺣﺒﻨﻲ

داﺋﻤﺎ

ﺑﻌﻈﻤﺔ اﻟﺨﺎﻟﻖ وإﺑﺪاﻋﮫ وﺗﻌﻮﯾﻀﮫ ﻟﻤﺒﺘﻠﯿﮫ وﺧﻠﻘﮫ اﻟﻀﻌﻔﺎء ﺑﻤﯿﺰات

ً

ﯾﻜﺮر " إن ﻛﻞ ذي ﻋﺎھﺔ ﺟﺒﺎر "

ﻣﺆﻣﻨﺎ

إﻋﺠﺎﺑ ﮫ

ً واﻟﺬﻛﺎء ﺗﻈﮭﺮ ﺟﻠﯿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﯿﺎي، ﻓ ذﻟﻚ ﺄﺛﺎر

ﺗﺠﻠﺐ ﻟﮭﻢ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ واﻟﺨﯿﺮ ﻓﻘﺪ رأى أﺑﻲ أن ﺑﺬور اﻟﻔﻄﻨﺔ

ﺗﮫ و ﺨﺮ وﻣﻔ اﻏﻠﺐ ُ ﻟﻮﻗﺖ اﻟﻔﺮاغ اﻟﻜﺒﯿﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﻤﻠﻜﮫ ﻓﻘﺪ ﻗﻀﯿﺖ ً ﻈﺮا اﻷوﻗﺎت ﺑﯿﻦ أﺣﻀﺎﻧﮫ ، وﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح و ﻣﺴﺎء اﻋﺘﺎد ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﯿﻨﻲ ﺑﻌﻀ ً ﺎ ﻣﻦ دروس اﻟﺴﻠﻮك واﻷﺧﻼق اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺼﻨﻊ ً وﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ً اﻷﻋﺎﺟﯿﺐ ﺣﺎﺿﺮا ، ُ ﻣﻨﮫ وﺗﻌﻠﻤﺖ اﻟﺼﺮاﺣﺔ واﻟﻮﺿﻮح ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺮدد ً ﻓﻜﺜﯿﺮا ﻛﻦ " ً ﻋﻠﻰ ﺣﺜﻨﻲو " ﻛﺎﻟﺜﻠﺞ ﺻﺎﻓﯿﺎ ﺿﺮورة اﺣﺘﺮام اﻵﺧﺮﯾﻦ دون ﺗﻔﺮﻗﺔ وﺗﻤﯿﯿﺰ . ﻓﻲ ْ ﺮﺳﺖ ُ وھﺬه اﻷﺳﺲ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ ﻏ ﺑﺴﻤﺎت وﻣﺰاﯾﺎ إﯾﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﺘﻜﻮﱢن إﻧﺴﺎﻧ ً ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ْ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﮭﺎ اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﺖ ْ ﺷﺨﺼﯿﺘﻲ وأﺻﺒﺤﺖ ً ﺎ ﺣﻈﻲ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﯿﮫ وﻣﺠﺎﺑﮭﺘﮫ ﻟﺼﻌﺎب اﻟﺤﯿﺎة ْ ﺑﺮﻋﺎﯾﺔ وﻋﻨﺎﯾﺔ ﺳﺎھﻤﺖ . ُ اﻣﺘﻠﻜﺖ ﻣﺤﺒﺘﮫ اﻟﻜﺒﯿﺮة واﻟﺨﺎﺻﺔ وﻧ

ُ ﻌﺾ اﻟﺸﻲء ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ وﺗﺄﻗﻠﻤﺖ ﻣﻊ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ واﻟﺠﺪﯾﺪة، ﺑﻐﯿﺎب أﻣﻲ ﻓﻲ ُ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺠﮭﻮل، وﺑﺪأ ﻋﺎم دراﺳﻲ ﺟﺪﯾﺪ وﺗﺮﻓﻌﺖ ﻟﻠﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ،

ْ اﺳﺘﺘﺒﺖ اﻷﻣﻮر ﺑ

ْ ﺑﻌﺪ أن

ُ ﻛﻞ ﯾﻮم، ﺗﺎﺑﻌﺖ اﻟﻤﺴﺎر اﻟﻤﻌﺘﺎد ذا

ﻧﮭﺎر

ﻏﺮف ﻓﺎرﻏﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷرﺿﻲ، وﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح ﻛﺎن اﺣﺪ

ﻛﺎن ﺻﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﯿﺚ ﻟﻢ ﯾ

ﺒﻖ

ُ

أﻓﺮاد أﺳﺮﺗﻲ اﺿﻄﺮر و

إﺧﻮاﻧﻲ ﯾﺮﻓﻌﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﻌﺪي ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ، وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ اﻧﺸﻐﻞ

ت

ﻓﯿﮭﺎ

ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺑﺰﯾﻦ

أﺳﺘﻌﯿﻦ ﺑﺄﺣﺪ زﻣﻼﺋﻲ و اﺳﺘﺠ ﻤﻊ ﻗﻮاي ﺑﻜﻞ ﻣﺮة وأﺗﻜﺊ

اﻟﻨﺰول ﺑﻤﻔﺮدي ﻟﻠﻌﻮدة ﻟﻠﺒﯿﺖ ﻛﻨﺖ ، ﻣﻦ درﺟﺔ ﻷﺧﺮى ً وازﺣﻒ زﺣﻔﺎ ﻧﺰلوا

ﺑﺒﻂء وﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺷﺪﯾﺪة، وأﺗﻨﻔﺲ اﻟﺼﻌﺪاء ﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﮭﺎء ﻣﻦ ذﻟﻚ، و ﻗﺪ ُ اﻋﺘﺪت اﻧﺘﻈﺎر ﺧﻠﻮ اﻟ ﺪرج ﻣﻦ اﻟﻄﻼب واﻟﺒﺪء ﺑ ﺎﻟﻨﺰول ﺣﺘﻰ أﺗﺤﺎﺷﻰ ﺗﻌﻠﯿﻘﺎﺗﮭﻢ اﻟﻤﮭﯿﻨﺔ وﻧﻈﺮاﺗﮭﻢ اﻟﻤﺸﻔﻘﺔ . ْ ﺑﻘﯿﺖ اﻷﻣﻮر ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻨﺤﻮ دون ﺗﻐ ُ ﯿﯿﺮ أو ﺗﺠﺪﯾﺪ ﻓﺎﻋﺘﺪت ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺼﻒ ﺣﺘﻰ رﻧﯿﻦ اﻟﺠﺮس اﻷﺧﯿﺮ دون اﻟﻨﺰول إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺮاﺣﺎت، ﻧﺎھﯿﻚ ﻋﻦ ُ دروس اﻟﺮﯾﺎﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ اﻋﺸﻘﮭﺎ واﻋﺸﻖ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﻓﯿ ُ ﺮﻣﺖ ُ ﮭﺎ، ﻓﻘﺪ ﺣ ً ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺘﮭﺎ وﻣﻦ ﻣﺸﺎھﺪﺗﮭﺎ أﯾﻀﺎ ُ ، وﺷﻌﺮت ﺑﺎﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺮارة واﻟﺘﻔﺮﻗﺔ إزاء ْ ذﻟﻚ، وﺑﻘﯿﺖ ُ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻀﻌﻒ واﻟﺘﺮدد ﺗﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﯿﻦ واﻵﺧﺮ، وأﺣﺴﺴﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺗﺎﺋﮫ، وﺣﯿﺎﺗﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﻨﻮﻧﺔ، وﺑﻀﺮو رة وﺿﻊ اﻟﻨﻘﺎط ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮوف، ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻷﻓﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﺪور وﻷﺳﺘﻮﻋﺐ ﻣﺎ ﯾﺠ ﺮي وﻷﻓﮭﻢ ﻣﺎ أﻧﺎ !! وﺗﺴﺎؤﻻت ﻋﺪﯾﺪة ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺮأﺳﻲ، ٌ ھﻞ ھﻨﺎﻟﻚ أﻣﻞ أن أﺻﺒﺢ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﻷﺻﺤﺎب، أم ھﺬا ھﻮ ﻣﺼﯿﺮي وﻗﺪري؟ وھﻞ ﻣﻦ ﺣﻘﻲ أن أﺗﺴﺎءل ھﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت؟ ْ وﺳﯿﻄﺮت ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻲ أﻓﻜﺎر وھﻮاﺟﺲ ﻷوﻗﺎت ﻃﻮﯾﻠﺔ، ْ و ً ﺗﻘﺘﻞ ﻣﻌﻨﻮﯾﺎﺗﻲ اﻟﻘﻠﯿﻠﺔ أﺻﻼ ﺗﻔﻘﺪﻧﻲ ﻛﻞ ذرة ﺗﻔﻜﯿﺮ ﺳﻠﯿﻢ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻲ .

ﻛﺎدت

ﺑﻮاﻟﺪﯾﻦ ﺣﻨﻮﻧﯿﻦ وأﺧﻮة وأﺧﻮات رﺿﻌﻮا ﺣﻠﯿﺐ اﻷم ﻣﻊ ﻗﻮة اﻹرادة واﻟﺘﻤﺎﺳﻚ واﻟﺘﻀﺤﯿﺔ

ﻲﱠﻋﻠ رﺑﻲ أﻧﻌﻢ

اﻓﺘﺨﺮ

ً إﻧﻲ ، ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ

ﺻﻔﻮف ّ ورص اﻷﺳﺮة ً و ﺣﺎﻟﯿﺎ

اﻷﺳﺮﯾﺔ ، وﻟﮭﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻛﺎن دور رﺋﯿﺲ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺮار

ﺳﺎروا ﻋﻠﻰ درب اﻟﻄﻤﻮح واﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﺼﻤﯿﻢ، ُ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺣﺒﮭﻢ ﻟﻠﺤﯿﺎة واﻟﻌﻄﺎء وﺗﻐﺬﯾﺖ

ُ ﻓﻘﺪ ، وذھﺒﺖ

ُ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة وأﯾﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ

ُ وﺳﺄﻓﺘﺨﺮ ﺑﮭﻢ ﻣﺎ دﻣﺖ

ُ وأﺣﺎﻃﻮﻧﻲ ﺑﻄﻮق ﻣﻦ اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ واﻟﻌﻄﻒ اﻷﺳﺮي، وروﯾﺖ

21

ُ ﻣﻦ إﺻﺮارھﻢ وﻣﺜﺎﺑﺮﺗﮭﻢ وﺗﺸﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺗﻔﺎؤﻟﮭﻢ ورﺿﺎھﻢ ﺑﻘﺪرھﻢ . إن ﻟﻠﺘ ً أﺳﺎﺳﯿﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء وﺻﻘﻞ ﺷﺨﺼﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎن، و ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻣﺜﻠﻲ ﻣﺤﺪود اﻟﻘﺪرات وﻛﺜﯿ ﺮ اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت، واﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ ﻣﺤﻈﻮظ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻟ ﻤﻮﻟﺪي ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﮭﺬه، إذ ُ ﺑﯿﻨﮭﻢ روا ﻟﺪي ﻗﻮة اﻹرادة واﻟﻌﺰﯾﻤﺔ ّ اﻷﻣﺎن واﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ وﻃﻮ ً ﺮﺑﯿﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ دورا

وﺟﺪت

واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺴﻮداوﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗ ﺠﻠﺐ اﻟﻜﺂﺑﺔ واﻵﻻم ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺮوﻧ ﻨ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن، ﯾﺘﻘﺮﺑﻮن ﻣﻨﻲ ﻣﺘﻌﻤﺪﯾﻦ إﺧﺮاﺟﻲ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﺰاج اﻟﻤﻌﻜﺮ واﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺬي أﻧﺎ ﻓﯿﮫ، وﺑﺄﺳﺎﻟﯿﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﯾﺠﻌﻠﻮﻧﻨﻲ أﻧﺴﻰ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﯿ ﮫ ﻟﻮ ﻟﺒﻀﻊ ﺳﺎﻋﺎت . ً

ﻲ ﻣﻨﻄﻮﯾﺎ

22

23

اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ

وﻓﺎة واﻟﺪي

ﯾﻮم ﻣﻈﻠﻢ وﻛﺌﯿﺐ

ووﺳﻂ ﻓﻮﺿﻰ اﻷﻓﻜﺎر واﻷﺣﺎﺳﯿﺲ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺗﻼزﻣﻨﻲ ﻓﻲ أﺣﯿﺎن ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻲ و ،

ُ ﻓﻘﺪت واﻟﺪي و 1891 ُ ﻗﺪ ﺗﻠﻘﯿﺖ اﻟﺨﺒﺮ اﻟﻤﻔﺠﻊ واﻟﺼﺎﻋﻖ أﺛﻨﺎء إﺣﺪى اﻟ ﻓﻲ ﺤﺼﺺ أواﺧﺮ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺪراﺳﯿﺔ ﻟ ﻠﺼﻒ اﻟﺜﺎﻟﺚ، ﺣﯿﺚ ﺣﻀﺮ اﺣﺪ أﻗﺮﺑﺎﺋﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﻒ وﻃﻠﺐ ﺧﺮ وﺟﻲ ﻟﻠﻌﻮدة ﻟﻠﺒﯿﺖ ." ﻟﻘﺪ ﺗﻮﻓﻲ أﺑﻮ " ك ﻗﺎل ﻟﻲ ﺑﺪون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار، و ُ ﺷﻌﺮت ﻛﺄﻧﮫ ﺻﻔﻌﻨﻲ ﺑﺸﺪة وﺟﻌﻠﻨﻲ اﻓﻘﺪ وﻋﯿﻲ ﻟﻠﺤﻈﺎت، ﻓﻘﺪ ُ ﻏﺒﺖ ً ﻋﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻗﻠﯿﻼ ً ﻣﺤﺎوﻻ إدراك ﻣﺎ ﺑﺪر ﻣﻨﮫ وﻣﺎ ُ ﺣﺪث، وﺧﻼل ﻟﺤﻈﺎت رأﯾﺖ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺬي واﻓﺘﮫ اﻟﻤﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ 23/6/

ﺑﺨﯿﺎﻟﻲ ﻣﻼﻣﺢ أﺑﻲ ﺑﻠﻘﻄﺎت ﺳﺮﯾﻌﺔ واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﮫ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﯿﺎه وھﻮ ﯾﻀﻤﻨﻲ ﻟﺼﺪر ه اﻟﺪاﻓﺊ، وﻗﻠﺒﮫ اﻟﻌﻠﯿﻞ اﻟﻨﺎﺑﺾ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﻣﺎن واﻻﺳﺘﻘﺮار، أﺻﺤﯿﺢ أن أﺑﻲ اﺧﺘﻔﻰ ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﻲ ؟ !! إﻧﮭﺎ ﻣﺄﺳﺎة ﻛﺒﯿﺮة، وﺣﺘﻰ ھﺬه اﻟﻠﺤﻈﺎت ﻻ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻣﺪى إﺣﺴﺎﺳﻲ ﻲ اﻧ ﻔﻘﺪﻟ أﺑﻲ وﻟﻮﺟﻮده ﺑﺎﻟﺒﯿﺖ وﻟﻠﺬﻛﺮﯾﺎت اﻟﻤﺆﺛﺮة اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ْ ﻓﻲ زاﻟﺖ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻘﻠﺐ، و ً ﻛﻨﺖ ﻣﺪرﻛﺎ ﻗﯿﻤﺔ ﻣﺎ ﻣ ُ ﻠﻜﺖ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﻓﻘﺪاﻧﮫ، و ُ ً ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻤﺄﺳﺎة ﻟﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ ، ﻟﻘﺪ ُ ﻓﻘﺪت رﺟﻞ اﻟﺤﺰم وﺣﻀﻦ ﻃﻤﺄﻧﯿﻨﺘﻲ وراﺣﺘﻲ، وﻛﻢ ﺑﺬل ﻣﻦ ﺟﮭﻮد ﻟﯿﺤﻘﻖ ﻟﻲ آﻣﺎﻟﻲ وأﻣﻨﯿﺎﺗﻲ ﻟﯿﺠﻌﻞ واﻗﻌﻲ أﻛﺜﺮ ﺳﮭﻮﻟﺔ واﻗﻞ ﺷﻘﺎء، و ُ ﺑﺠﻮاره ﻧﺴﯿﺖ ﻣﺘﺎﻋﺐ اﻟﺤﯿﺎة ،ﮭﺎ وأﺣﺰاﻧ ﺪ ﺟﺮاﺣﻲ وواﺳﺎﻧﻲ وﺧﻔﻒ ﻣﻦ ّ ﻓﻀﻤ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻲ وآﻻﻣﻲ وﻋﺰز ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺣﺒﮫ وﺣﻨﺎﻧﮫ وﺗﻮﺟ ﯿ ﮭﺎﺗﮫ اﻟﺤﻜﯿﻤﺔ واﻟﺼﺎﺋﺒﺔ، واذﻛﺮ ﻟﮫ

ﻋﻠﻤﺖ

ﺻﻤﻮدي، وأﻏﺪق

ﺟﺪاوﻟﮭﺎ، ﻓﺈذا

ﺣﻜﻤﺔ ﻛﺎن ﯾﻜﺮرھﺎ أﻣﺎﻣﻲ إذ ﻛﺎن ﯾﻘﻮل : ﻟﻲ اﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺎء وﺧﺬ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ أﺳﻠﻮب ْ اﻋﺘﺮﺿﮭﺎ ﺳﺪ أو ﻋﺎﺋﻖ، ﻏﯿﺮت اﺗﺠﺎھﮭﺎ ﻟﻐﯿﺮه، وإذا ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﺘﻌﺘﻠﯿﮫ وﺗﺨﺘﺮﻗﮫ .

ﺟﺮﯾﺎن

ﺑﻌ ْ ﺪ أن ﺷﺎءت إر ادة اﷲ أن ﻧﺼﺒﺢ ﯾﺘﺎﻣﻰ اﻷب، ﺗﻮﻛﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﷲ وﻓﻮﱠ ﺿﻨﺎ أﻣﻮرﻧﺎ ﻟﮫ ﻓﮭﻮ ﻣﻦ ﺑﯿﺪه ﻛﻞ ً ﺷﻲء ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﻛﺎن ﻣﻮﻗﻔﺎ ً ﺻﻌﺒﺎ أن اﺳﺘﯿﻘﻆ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح وﻻ أﺟﺪ أﺣﺪ اﻟﺬﯾﻦ أﺣﺒﮭﻢ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ، وﻻ اﺣﺪ ﯾﻌﻠﻢ أﻟﻢ ً اﻟﺸﻌﻮر ﺑﻔﻘﺪان إﻧﺴﺎن ﻋﺰﯾﺰ إﻻ ﻣﻦ ﯾﻔﻘﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ إﻧﺴﺎﻧﺎ . ﻛﮭﺬا ً ﺗﺄﺛﺮﻧﺎ ﻛﺜﯿﺮا ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﯾﺔ وﻟﻜﻦ ﺑﻔﻀﻞ اﷲ

ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻤﻠﻤﺔ ﺟﺮاﺣﻨﺎ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن وﺗﺪﺷﯿﻦ ﺟﺪران اﻷﻣﻞ واﻟﺘﻔﺎؤل ﻟﺒﻨﺔ ﻟﺒﻨﺔ، واﺳﺘﻐﻼل ﻃﺎﻗﺔ اﻟﺤﺐ اﻷﺧﻮي اﻟﻤﺪﺧﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ وﻗﻠﻮﺑﻨﺎ، واﻻﺳﺘﻤﺮار ﺑﻤﺴﯿﺮة اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻘﺪم واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎق اﻟﺤﯿﺎة وﻗﺪ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ْ اﻟﻤﺄﺳﺎة أﻛﺜﺮ وﺣﺪة، وﺗﻌﺎﻇﻤﺖ اﻟﺮواﺑﻂ اﻷﺳﺮﯾﺔ ﺑﯿﻨﻨﺎ، وأﺻﺒﺢ أﺧﻲ اﻟﺒﻜﺮ أب اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وراﻋ َ اﻷﺳﺮة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ْ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ أﻣﻲ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺰرع ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻞ، وﻛﻞ ﻓﺮد ﻣﻨﺎ ﺳﺎھﻢ ﺑﻤﺎ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ وﺣﺴﺐ ﺗﻮﺟﯿﮭﺎت أﺧﻲ وأﻣﻲ اﻟﻌﺰﯾﺰﯾ ﻠﻦ اﻟ ﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﯾﻌﻤﻼن ﺑﻜﻞ ﻣﺎ أوﺗﯿﺎ ﻣﻦ ﻗﻮة وﺟﮭﺪ ﻟﺘﻮﻓﯿﺮ ﻣﺎ ﻧ ﺤﺘﺎﺟﮫ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ . ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ْ ﻦ ﻣﻌﻨﻰ، واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺗﻮزﻋﺖ ِ ﻣ

ﯾﻮﺟﺪ أﻣﺮ ﯾﻮازي اﺣﺘﻀﺎن

و ﻣ ٌ ﻛﺒﯿﺮ ٌ ﻣﻊ رﺣﯿﻞ أﺑﻲ اﻧﺘﮭﻰ ﺟﺰء ﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺟﻤﺎل ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻓﻼ

ﺣﯿﺎﺗﻲ، ﻓﻠﯿﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﯿﺴﯿﺮ أن أﻓﻘﺪ ﻣﺼﺪر اﻷﻣﻦ

ً ﺎ

ُ ﺑﺄﻧﻲ ﻓﻘﺪت ﻋﻨﺼﺮ ً

ُ

ﺑﻔﻘﺪاﻧ و ﻟﻲ واﻟﺪي

ﻓﻲ ھﺎﻣ ا

ﺷﻌﺮت

24

Made with